Homepage »     Skip page »

جوزيف عطية: كشفْتُها على «واتساب» وبحبّها ومكتَّر

«حُب ومكتَّر» ليس فقط عنوان ألبوم الفنان جوزيف عطيّة الجديد وإنما هو عنوان عريض يسطّر مشواره الفنّي والإنساني ويحكم طبيعة العلاقة التي تجمعه بجمهوره ومحيطه.

إنها علاقة حب والتزام ونجاح وأكثر... «لا تروحي»، «لبنان رح يرجع»، «موهوم»، «ويلَك»، «حبّيت عيونِك»، «لو غرّبوها»، «تعِب الشوق»، «صدفة غريبة»، «بوّستِك»، «يا كلّ الدني»، «رايحين على بيتنا»، «شو بتعمل بالناس»، «حلوة» وغيرها، أغنيات تشهد على قصّة نجاح استثنائية للنجم الشاب الذي أطلق أمس مغامرته الغنائية الجديدة بعدما احتلّت أخبار ألبومه مواقع التواصل الاجتماعي طوال أسابيع.

هكذا يعترف جوزيف في حديث خاص إلى «الجمهورية» أنّ الغلط ممنوع بعد النجاحات التي حققها، مؤكّداً: «عندما أجتهد وأتعب لأطوّر نفسي، أقلّص احتمال وقوع الخطأ، ولا سيّما أنني أعمل على اختياراتي فأبحث عن الكلمة التي تناسب المستوى المطلوب وعلى اللحن الجميل فلا أهمل ولا أتسرّع محاولاً قدر المستطاع تحاشي الأخطاء».

جوزيف الذي حقق المعادلة الصعبة بتألّقه باللونين الرومانسي من جهة والإيقاعي الشعبي من جهة أخرى يجمع الاثنين في ألبوم «حُب ومكتّر». ويعترف: «أحبّني الناس في اللونين وصدّقوني.

فالأغنية الإيقاعية الشعبية فيها من طعم الفولكلور ومن نبض الإيقاع السريع والراقص والحماسي ولكنني في الوقت عينه لا أستطيع أن أهرب من الأغنية الرومانسية لأنني شخصياً أحبّها وأستمتع بأدائها، وهذا المزيج بين الاثنين هو ما أقدّمه في ألبومي بقالب جديد سواء لناحية الألحان أو اللهجات أو الموضوعات التي أطرحها».

عنوان الألبوم لم يولد صدفةً فأغنية «حب ومكتَّر» بالنسبة إلى جوزيف هي «قيمة فنية توازي أغنيات دسمة قدّمتها سابقاً مثل «تعب الشوق» و«موهوم» لا بل قد تتفوّق عليهما في نواحٍ معيّنة والحقيقة أنني أجدها أغنية كبيرة تليق بحمل عنوان ألبوم كبير لناحية الاشتغال الموسيقي والكلمة الشعرية وطريقة الأداء». أما قصّة اختياره لهذه الأغنية فمميّزة، حيث يروي مبتسماً «سمعتها للمرّة الأولى عبر رسالة وصلتني على تطبيق «واتساب»، ومن المؤكّد انه من الصعب الحكم على أغنية وتحديد حجمها بالاستناد إلى تسجيل صغير، ولكنني كشفتُها بسرعة و»حبّيتها وكتّرت».

هي من كلمات رامي شلهوب وألحانه وهو شخص جديد نسبياً في المجال، ولكنه موهوب جداً ورهاني عالٍ على نجاح هذا العمل بالذات. فهذه أغنية تشبهني وقد خاطبتني بسرعة بكلماتها الرقيقة والقويّة ولحنها الرومانسي الذي يحرّك الأحاسيس»، معترفاً «في الحقيقة كل أغنياتي تشبهني بناحية أو بأخرى فأنا لا أقدّم عملاً لا يحرّكني من الداخل».

يضمّ ألبوم عطيّة الجديد اثنتي عشرة أغنية وقد رافق إطلاقه حملة إعلانية ضخمة وسلسلة من الحلقات الخاصّة التي صوّرها المخرج وليد ناصيف وتضمّ شهادات من عدد كبير من الإعلاميين والموسيقيين والشعراء المرموقين يتحدّثون فيها بصدق عن جوزيف الإنسان المتواضع والشغوف بفنّه. في هذا الإطار يعترف صاحب أغنية «صدفة غريبة»: «لو خُيِّرت بين الـ single والألبوم أختار هذا الأخير فالأغنية الواحدة هي نوع من حبس لأنها تحصرني بلون ولحن وكلام واحد بينما الألبوم يستطيع أن يكون منوّعاً جداً وهو بالطبع ذو استمرارية ويضيف إلى أرشيف الفنان».

ويعترف: «لم أواجه يوماً مشكلات إنتاجية وأشكر ربّي على ذلك. والطلب الكبير عليّ في الحفلات والأعراس والمهرجانات والجولات الفنية في الخارج يؤمّن مدخولاً معيّناً يسمح بتغذية الإنتاج الذي تتولاه شركة ستارسيستم المشرفة أيضاً على إدارة أعمالي»، مؤكّداً: «الفن والـ business أمران مختلفان فالفن لا يمكن حصره في خانة الكسب المادي وهناك أمور كثيرة نقدّمها في الفن أعمق وأهم بكثير من الربح، لذا لا يجوز الخلط بين الإثنين، لا أمارس الفن كعمل ومهنة وإنما لأنني ببساطة أحب الغناء وأعشق المسرح والموسيقى حياتي وسعادتي وأداتي للتعبير عن نفسي، أما الأمور الأخرى فلا تعنيني كثيراً».

وعما إذا كانت لديه أمور يخفيها عن جمهوره رغم الحلقات الخاصّة التي تقدّمها itivi.tv والتي تلقي الضوء على نواحٍ عديدة من حياته الخاصّة، يقول: «هذه الحلقات هي خير دليل على أنْ لا شيء لدي أخشاه أو أخفيه فإن كانت الحقيقة حلوة لماذا نحجبها؟

والحقيقة أنّ طفولتي كانت رائعة وحياتي الفنية جميلة ويملؤها أشخاص مذهلون من شعراء وملحنين ومخرجين مرّوا في حياتي وأعطوني أجمل أعمالي. هذه الحلقات الصغيرة تختصر أكثر من تسع سنوات من الحياة الفنية والشخصية التي أراها ناجحة وجميلة بفضل الله».

وعما إذا اضطرّ إلى التخلّي عن أشخاص معيّنين خلال هذا المشوار، يعترف: «تخلّيت عن عدد كبير من الأشخاص الذين كان وجودهم سلبياً في حياتي. فالإنسان عندما يسعى إلى التقدّم في فنّه أو فكره أو ثقافته يجب أن يحيط نفسه بالأشخاص الذين يساعدونه على المضي قدماً «اللي بدّو يردني لورا بشيله دغري من حياتي» وهذا قانون بالنسبة إليّ ونقطة على السطر». فهل يتخلّى عن الحب بالسهولة نفسها؟

الجواب: «الأمر لا ينطبق على الحب، فنحن لا نستطيع أن نقرّر مَن نحب ومتى نحب، فمَن يحب من الصعب أن يلغي حتى إن تألّم، ولكن في الوقت عينه تخطّي علاقة حب مؤذية قد يكون ضرورياً أحياناً».

جوزيف الذي جدّد تعاونه في ألبومه الجديد مع عدد من الأسماء التي عرف معها نجاحات سابقة إضافة إلى تعامله مع أسماء جديدة للمرّة الأولى، يؤكّد: «ليس لديّ عقدة الأسماء وأبحث بالدرجة الأولى عن الأغنية الجميلة بغضّ النظر عما إذا كان صانعها اسماً لامعاً أو شخصاً غير معروف».

الألبوم الذي يضم ثماني أغنيات جديدة يضم أيضاً أغنيات سبق لجوزف أن أطلقها منفردة في وقت سابق ومن بينها الأغنية الوطنية «أكبر منهن كلّن».

عنها يقول: «هي أغنية تحاكي مشاعر أيّ مواطن في أيّ بلد وهي تعبّر عما أحسّه شخصياً تجاه بلدي لبنان. الوطن بالنسبة لي هو الحب الأوّل والأعظم وهو يبقى أكبر من كلّ ما يُحاك له. ومهما حاولوا تدميره سأبقى في لبنان وسأموت فيه. هذا ما أشعر به في صميمي وما ترجمته الأغنية بطريقة شعرية».

الفنان الشاب الذي يرفض إبداء رأيه في السياسة يؤكّد في المقابل حبه ودعمه للجيش اللبناني قائلاً: «أنا مع الجيش بقلبي وتفكيري وكلّ ذرّة منّي تستنكر كل ما يتعرّض له اليوم. وأتمنّى أن يأتي يوم يكون الجيش فيه هو مَن يستلم زمام الأمور كلّها ومسؤلية الدفاع عن الأرض والوطن لانه هو الأحق والأجدر بالدفاع عنهما».

وعن موقفه مما يتردّد حول عودة فضل شاكر إلى الغناء، يقول: «صراحة إنه أمر مضحك مُبكٍ. لا رأي لي في الموضوع سوى أنني أراه أشبه بمشهدية عبثية تصلح لاسكتش في برنامج كوميدي ما. هذه مسرحية تُكتب بطريقة معيّنة، ولكن إن أردت فعلاً أن أعطي رأيي فسأتحدّث عن الناحية الفنية بغض النظر عن قضيّة تعرّضه للجيش.

فنياً عندما يصرّح بأن فنّه لا يشرّفه وبأنه حرام، كيف يمكن أن يعود للغناء؟ أنا شخصياً لا يمكن أن أعطي أذني ثقة سماع صوت قال هذا الكلام وعاد ببساطة ليغنّي من جديد للحب والعواطف. إن عاد فضل شاكر لا يمكن لأذني أو لعيني أن تثق به من جديد، فالصحن الذي نشتمه لا يمكن أن نأكل منه من جديد».

ويختم حديثه متمنياً أن يبقى على قدر محبّة الناس وثقتهم به وأن يشكّل ألبومه هديةً جميلة لجمهوره واصفاً إيّاه: «هو ألبوم و»مكتَّر» وحب وشوق ورقص وفرح ودمعة وأكثر. سكبت فيه كلّ أحاسيسي وحكاية حبّي لفني وللناس وأتمنى أن يكون وقعه جميلاً عليهم»

Homepage »     Skip page »