شهدت مواقع التواصل، في الأيّام القليلة الماضية، سجالاً حول الفنّانة نجوى كرم، بعد إطلاقها أغنية صنّفتها في خانة "الأغاني الوطنيّة"، بعنوان "كلمة حقّ". نشرت الأغنية على قناة كرم على "يوتيوب" في 29 آذار الماضي، وحقّقت نحو 95 ألف مشاهدة حتّى الآن. العمل من كلمات نزار فرنسيس ومن ألحان وسام الأمير وتوزيع طوني سابا، وتسبّب بانقسام بين من أُعجِب بلون كرم الغنائي الجديد، ومن عدّه سقطة في مسيرتها، ونصحها الالتزام بالأغاني "العاطفيّة" على إيقاع الدبكة.
تحمل كلمات الأغنية، وفق "السفير"، نبرة أقرب إلى الصراخ، عدّها بعضهم غير ملائمة، إذ يقول مطلعها "لا تنده أطرش ما بيسمع"، وتتابع في مكان لاحق "لا تترك حقك وتفلّ ينقبروا هنّي يفلّوا". كلمة "ينقبروا" أزعجت بعض المعلّقين، إذ أنّها تعدّ شتيمة، لذلك نال الشاعر نزار فرنسيس نصيبه من النقد أيضاً.
هذه ليست المرَّة الأولى التي تغنّي فيها نجوى كرم "أغنية وطنيّة"، وكذلك ليست المرّة الأولى التي تثير فيها أغنياتها جدلاً. فحين أطلقت أغنية "ليش مغرّب" (2004)، منع الأمن العام عرض شريطها المصوّر، قبل الإفراج عنه، بسبب بعض المشاهد التي فسّرت حضّاً على الهجرة. كذلك سبق أن أطلقت أغنية خاصّة بالجيش بعنوان "أسرج بالليل حصانك" (2012)، ووجهت بانتقادات عدّة لظهور عناصر الجيش ككومبارس في كليب حرصت فيه على تبديل إطلالتها، كما في كلّ كليباتها الأخرى.
وسط سيل من التساؤلات حول مناسبة إصدار الأغنية في هذا التوقيت تحديداً، مع طبول الحرب تقرع في المنطقة. وقد نشرت كرم فيديو الأغنية عبر حسابها على "تويتر" وأرفقته بتعليق: "الأغنية موجّهة إلى كلّ من يحبّ وطنه وبس". كما دعت كلّ من يرغب في المشاركة في حملة "كلمة حقّ" أن يقوم بتحميل فيديو لعلم بلده مع شمعة، إلى جانب مقطعه المفضّل من الأغنية، على موقع "تويتر"، إلا أنّ الحملة لم تلقَ صدىً إيجابياً. وانتشرت آلاف التغريدات عبر وسم "كلمة حقّ"، لتتولّى كرم إعادة نشر الإيجابيّ منها، متجاهلةً الانتقادات اللاذعة للكلمات التي عدّها كثيرون هابطة.
الملحّن سمير صفير وجد في الأغنية مناسبةً لتجديد خلافاته الكلاميّة مع كرم، فكتب عبر حسابه على "تويتر": "عندما ينشر الفنان أغنية ما، يجب ألا يكون فقط الهدف إضافة أغنية إلى أرشيفه، إنّما أن يضيف بهذه الأغنية شيئاً جميلاً ومفيداً على فكر جمهوره. إضافة إلى الترفيه والتسلية هناك هدف مهم يقدمه الفنان المحترف للجمهور وهو التوعية والثقافة والأفكار النيِّرة". وأضاف: "هناك كلمات أغانٍ كثيرة نسمعها مؤخّراً ضدّ المنطق وضدّ الطبيعة". لم يتردّد كاتب الأغنية نزار فرنسيس في الدفاع عن الأغنية، فردّ على "تويتر": «كلّ لي ما عنده إحساس، ولا نخوة وطنيّة، لي مش حاسس بقهر الناس، مش حاسس بالأغنية". وردّت كرم على تغريدة فرنسيس قائلةً: "يا إبن عمي، يطلعوا تا يفهموا... هالأغنية أساساً للي فوق مش للي تحت".
أحد المعلّقين على "فايسبوك" سأل: "هل يقبل الأهل أن يسمعوا أولادهم يغنّون ينقبروا هنّي يفلّوا؟"، في حين علّق آخر: "نجوى كرم تستعير من لغة السياسيين في هذا البلد".