لم يشكّل خروج النجمة اللبنانية ألين لحود من برنامج The Voice بنسخته الفرنسية في مرحلة المواجهات المباشرة، صدمة للبنانيين وحدهم وإنما لجمهور غربي كبير عبّر عن استيائه من النتيجة من خلال تعليقاته على الأخبار الواردة في الصحافة الفرنسية وعبر موقعي «تويتر» و»فيسبوك».
في مرحلة المواجهات، اختار المدرّب فلوران بانيي أن يواجه ألين مع المشتركة ستايسي كينغ، على أغنية «Sober» للمغنيّة العالمية Pink.
هذا الخيار الغنائي كان موقع انتقادات واسعة رأت أن الفرص كانت غير متكافئة بين الفنانة اللبنانية ونظيرتها من جذور أوروبية-أفريقية، بما أن هذه الأخيرة تتمتّع بصوت جهوري عريض يتشارك في سِماته الكثير من نقاط التشابه مع صوت صاحبة الأغنية الأصلية Pink، معتبرين أن النتيجة كانت محسومة من البداية والغاية منها «إخراج» اللبنانية من المسابقة الفرنسية.
لكنّ ألين فاجأت الجميع بأداء استثنائي للأغنية نالت عنه ثناءً كبيراً من المعلّقين، فأعلن معظمهم استياءه من تفضيل بانيي لكينغ، وقد ذهب البعض إلى حد القول إنه سيمتنع عن متابعة البرنامج بعدما خرجت ألين منه، فيما رحّب عدد خجول بفوز كينغ التي كانت لها أفضلية على ألين بحكم معرفتها للأغنية مسبقاً.
هذا الرصد السريع لردود الفعل على الساحتين اللبنانية والفرنسية الافتراضيّتين، يؤكّد استحواذ الصبيّة اللبنانية على قلوب الغربيين وذلك بعيداً من التطبيل الإعلامي أو النزعة العربية الشاعرية، فالتعليقات موجودة وهي خير دليل على ذلك.
ولكنّ نتيجة الحلقة التي عرضت يوم السبت الماضي وخرجت ألين خلالها من المسابقة شرّعت الباب على جملة من التساؤلات، إذا اعتبر كثيرون أنّ بانيي تخلّى عن ألين على رغم وعده لها بالمحاربة من أجلها ودعمها، وأنه أخطأ بتفضيل المتسابقة الأخرى عليها، فيما عَتب الجميع على الفنان الكندي من أصل لبناني ميكا لأنه لم يستخدم ميزة «الخطف» المُتاحة في البرنامج لضمان بقاء مواطنته اللبنانية في المسابقة لوقت أطول.
ولكن من أسِفَ على خروج ألين، التي استدار لها الحكّام الأربعة في مرحلة «الصوت وبسّ»، ربما نسي أّن ما حققته في البرنامج هو أكبر بكثير من معادلة تبسيطية تحدّها الخسارة والربح، وأنّ غناءها الشجاع باللهجة اللبنانية أمام ملايين المشاهدين من حول العالم يستحقّ أكثر من مجرّد كأس برنامج، أكثر ما يتوخّاه هو أرقام وأرباح ونسب مشاهدة. وبأخلاق سامية تعالت ألين على خسارتها وبادرت بنفسها إلى تهنئة منافستها، فغرّدت بذلك عبر «تويتر» معلنة عن اعتزامها عقد مؤتمر صحافي تشرح فيه تجربتها في The Voice.
ألين التي شرّفت الأغنية اللبنانية وكرّمت ذكرى والدتها سلوى القطريب، تحلّت بروح المغامرة والشجاعة والتواضع، وشاءت أن تتخطّى النجومية التي تعرفها في لبنان والعالم العربي، وارتضَت أن تعود مجرد متسابقة في برنامج للمواهب، في خطوةٍ قلّما يُقدِم عليها مَن يعيشون في ظلّ أسماء فنيّة يصنعونها في العتمة ويَمحوها أوّل بصيص نور.