هنادي دياب
لعلّ الثياب والملابس والأكسسوار هي من أكثر المسائل التي "يَسِيل لعاب" النساء لها، منذ بدء "التكوين". سنتحدّث في هذه السطور عن الموضوع نفسه، ولكنّنا سنوجّه الإشكاليّة نحو منحًى آخر ومختلف حيث ستكون النجمة سيرين عبد النور محور الكلام.
تعرّضت الممثّلة عبد النور للكثير من الانتقادات من البعض في ما يتعلّق بملابسها في أعمال دراميّة سبق ولعبت فيها أدوار بطولة. فمنهم مَن قال إنّ الثياب التي ترتديها لا تتناسب ومضمون معظم الأدوار التي أدّتها في مسلسلات سابقة لها. كما عندما تلعب دور المرأة الفقيرة، على سبيل المثال، والتي ترتدي، تزامناً، أجمل الثياب وأثمنها وأكثرها مواكبة للموضة.
وأصبح شبه مؤكّد أنّ الآية كانت لتنقلب رأساً على عقب لدى منتقدي عبد النور أنفسهم، من نظرة سلبيّة إلى إيجابيّة تماماً، إنْ هم حاليّاً في صدد متابعة مسلسل "24 قيراط" (يوميّاً على شاشة mtv خلال شهر رمضان) الذي تأخذ فيه دور "ميرا". فأتَتْ ملابس سيرين بمثابة "حفر وتنزيل"، إن صحّ التعبير، مع شخصيّتها التي تتقمّصها في المسلسل حيث تعمل في حضانة للأطفال.
وفي حديث خاصّ لموقع mtv، تردّ خبيرة المظهر والتي تولّت مهمّة اختيار ثياب سيرين عبد النور في "24 قيراط" ومسلسلات أخرى لها مايا حداد، على منتقدي مظهر سيرين في الأعمال السابقة، فتقول: "ربّما لم تصل شخصيّات سيرين المختلفة إلى بعض المُشاهدين بالطريقة المرجوّة نظراً إلى أنّهم لم يتابعوا المسلسلات بكامل حلقاتها أو تابعوها بشكل متقطّع، فتلقّوا شخصيّات عبد النور بنحو خاطئ (معاكس لما هي عليه)".
وكانت حداد، التي تعتبر كاتمة أسرار سيرين عبد النور، درست السينوغرافيا، أو علم المشهديّة، الذي يقضي بدراسة المشهديّة في الأعمال المسرحيّة والدراميّة وربط الموضة والألوان بالواقع. وتقول: "ساعدتني دراستي في توظيف ما اكتسبته في تحليل الشخصيات كافّة تبعاً لسياق السيناريو". وتعترف حداد بأنّها "تعلّمت من الأخطاء التي أقدمت عليها سابقاً في الأعمال الدراميّة وهذا ما أكسبها خبرة أكبر". فصارت توجّه تركيزها في انتقاء ملابس الممثّل على اللون ونوع القماش". وتؤكّد أنّها اختارت ثياب سيرين في أحد المسلسلات السابقة بسعر منخفض جدّاً لتنسجم مع مضمون الدور، "غير أنّ سيرين امرأة فاتنة وتتمتّع بمواصفات جسديّة متكاملة، ما يرفع دائماً من قيمة ثيابها".
أمّا عن مسلسل "24 قيراط"، فتؤكّد مايا حداد أنّ شخصيّة "ميرا" قريبة جدّاً من شخصيّتها. لذا "لم يكن هناك صعوبة أبداً في عمليّة اختيار ملابس سيرين، فـ "ميرا" ليست فتاة غنيّة ولكنّها، في الوقت نفسه، ليست فقيرة، إضافةً إلى أنّ عملها في حضانة أطفال يستوجب ارتداءها ما ينسجم مع هذه الأجواء"، وفق ما قالت حداد.
وأضافت: "حرصْتُ، من هذا المنطلق، على أن تغيب الفساتين الضيّقة والأحذية ذات الكعب العالي وألاّ تتعدّى جزادينها الإثنتين، الأمر الذي شكّل مرآة للطفولة داخل "ميرا". ويُضاف إلى ذلك الـ "مكياج" الناعم على وجهها".
والجدير بالذكر أنّ ألوان الملابس التي اختارتها الآنسة مايا حداد للنجمة اللبنانية والتي تركّز معظمها على الزهر وتلك المتضمِّنة طابعاً فرحاً كالأحمر والأصفر، إضافةً إلى اللجوء إلى انتقاء ما ظهر عليه نقشات تجسّد شخصيّات مسلسلات كرتونيّة للأطفال، كافٍ لإقناع المُشاهد بالانسجام الكامل بين الدور الذي تجسّده سيرين في "24 قيراط" ومظهرها.