تستعد ليال (26 عاماً) لعقد قرانها على أسعد (31 عاماً) بعد ثلاثة أشهر، وهو رجل ميسور. وها هي في إحدى الدردشات مع صديقاتها تؤكد لهنّ أنها لا تعرف ماذا يملك بالتحديد وما سيرث عن والديه، وأنه يتجنّب التطرّق أمامها إلى أموره المالية. هي مقتنعة وراضية بهذا الواقع، وتعتبر أن ليس من شأنها أن تعرف كل شيء، وتتفهّم موقفه وتعلّله بأنه يخشى ربّما من أن تطمع بماله. ولكن هل تنبّهت إلى أنّ مَن يخفي عليها أموراً اليوم ولا يثق بها كفاية، ربّما يحجب عنها أيضاً أقاصيص كثيرة أخرى تتعلّق بطباعه وبصفاته الشخصية أو بعلاقاته السابقة... ومن المرجّح أنه سيستمرّ بإخفاء الكثير عنها في المستقبل!
يُبنى الثنائي الناجح على الثقة المتبادَلة، ولكن غالباً ما تتمكّن هفوات صغيرة أو كبيرة يرتكبها أحد الطرفين من هدم الثقة بينهما، فيدخلان في دوامة من الشك وإخفاء شتّى الموضوعات عن بعضهما البعض لتسيطر على علاقتهما النيات المبيّتة.
تفادي البوح بالكثير من الحقائق قد يكون بسبب الخوف من ردّة فعل الشريك أو بسبب خجل هذا الطرف من تصرفات يعرف ضمنياً أنها غير مشرِّفة فلا يتجرّأ على الإفصاح عنها.
هل تجهل وجود هذه المشكلات؟
إرتكز باحثون من جامعة كولومبيا للأعمال في الولايات المتحدة على 10 دراسات، ليُصدّروا لائحةً بأبرز الأسرار التي يصرّ معظم الأشخاص على الاحتفاظ بها مهما كان الثمن. وأكدوا أنّ الشخص العادي يكتم حوالى 13 سراً عن الآخرين من بينها 5 أسرار لم يبح بها لأحد. تشمل هذه الأسرار قيامه بأعمال غشّ، وصفقات، وإطلاقه أكاذيب تتعلّق بالمال، وارتكابه الخيانة.
واللافت هو اكتشاف الباحثين بأنّ الأسرار الأكثر شيوعاً هي التي يخفيها الشريك عن نصفه الآخر في العلاقة العاطفية. ويحرص على الاحتفاظ بها لنفسه نظراً لطبيعتها التي يمكن أن تهدّد العلاقة.
وأبرز الأسرار التي تُحجَب عن الشريك بحسب الباحثين:
• خيانة ثقة أحدهم
• خيانة عاطفية سابقة أو خيانة الشريك نفسه
• سرقة اقترفها هذا الشخص
• هدف أو طموح يفضِّل الاحتفاظ به
• أسرار عائلية
• الوضع المالي
• مشكلة جسدية
• استياء من بعض الأصدقاء أو الأهل أو الزملاء...
• شعور بعدم الاكتفاء العاطفي
...عن هذه الأسرار
إخفاء الأمور الحياتية عن الشريك هو غالباً نوع من الخيانة أكان سبب هذا الإخفاء ما اعتبر صاحبه أن لا أهمية له ليقوله، أم إذا اختبأ مع هذا السر ما يمكن أن يُعرّض الزواج للإنهيار. والأسوأ هو إخفاء المتزوّج حقائق مصيرية لوقت طويل، لأنه لا يتجرّأ على طرحها خشيةً من إغاظة شريكه. وهو كلما أخفى الحقيقة دخل في دوامة من الكذب وزاد احتمال غرقه بتصرفات غير ملائمة بحق شريكه، إذ تسكنه أخطاؤه وترتجّ راحته النفسية والفكرية.
هل ينتهي الزواج؟
يؤكد المشرف على توزيع العدالة في المحاكم المارونية المطران مارون العمار لـ»الجمهورية» أنّ «إخفاء الزوجين بعض الأمور عن بعضهما البعض من الصعب أن يؤدّي إلى منحهما بطلاناً للزواج، بينما يختلف الوضع في حال كان كتمان هذه الأسرار منذ ما قبل الزواج ما يُعتبر غشاً، وتعمّداً بإخفاء الحقيقة». ويشدّد على أنّ «الغش منذ ما قبل عقد الزواج سببٌ لبطلانه»، علماً أنّ هناك أنواعاً عدّة من الغش وهي «الغش المادي أو الغش بالإيمان أو بالوضع الإنساني... وخصوصاً الغش بإخفاء الصفات الشخصية الذي يمكن أن يشكّل سبباً أساسياً لبطلان الزواج».
ويلفت إلى أنّ الغش الذي يتعلّق بخيانة الشريك يتمّ التعامل معه حسب نوعه وظروفه وقد لا ينال الثنائي على أساسه بطلاناً للزواج، إذ تختلف كلّ حال عن الأخرى.
الكذب هو الأفظع
الجرأة والصدق من صفات مَن يتشجّع على قول الحقيقة حتّى لو كانت ستُغضب الطرف الآخر، خصوصاً أنّ الآخر غالباً ما لا يلوم حبيبه على قول الحقيقة، بقدر ما سيلومه على إخفائها في حال اكتشف الواقع يوماً. علماً أنّ الكذبة بذاتها غالباً ما تجرح أكثر من موضوعها.
الجمهورية