قبل أن تبدأ في قراءة التقرير، اسمع من فضلك الفيديو التالي:
لمصابون بهذا المرض لا يستطيعون تحمل ٣ ثوان منه.
ضيق وقشعريرة وانزعاح ونوبة صراخ صامتة، هذه أقل ردات فعل قد يشعروا بها. أما إن لم يزعجك فأنت من المحظوظين. لأن مرض Misophonia يتعامل معه المريض في كل لحظة من يومه.. وأحياناً ليله. الأعراض: البطاطس المقرمشة والفوشار والعلكة قنابل سمعية.
“الميسوفونيا”، أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائي، مرض يصاب فيه الأشخاص بالضيق من سماع بعض الأصوات؛ مثل مضغ الطعام أو قضمه أو التنفس العالي أو التثاؤب أو التصفير أو الشخير. وقد يكون التحسس من تكرار صوت معين في فترة قصيرة، مثل الضغط على القلم مراراً وتكراراً أو النقر على المكتب. يتفاوت تأثير هذه الأصوات على الأشخاص المصابين بـ”الميسوفونيا”؛ من الشعور بالقلق أو عدم الراحة أو الرغبة في الخروج من المكان والبكاء، إلى الهلع وكراهية من يُصدر هذا الصوت، وقشعريرة في الجسم إلى ظهور أفكار انتحارية.
وكلما زادت حدة المرض ظهر تأثيره على حياة الفرد؛ فمثلاً قد يمتنع البعض عن الذهاب إلى المطاعم والخروج مع العائلة أو الأصدقاء؛ حتى لا يستمع لهذه الأصوات.
وقد يدفع الإنسان -في حال سمع صوت مضغ طعام- إلى مهاجمة مصدر الصوت والاعتداء عليه. كذلك، قد يدفع المرض صاحبه إلى البدء بمراقبة مَن حوله؛ للتنبُّه إلى من سيتناول الطعام في المكان والمغادرة فوراً.
“جوش”، شاب أميركي، وُضع في اختبار “الميسوفونيا” وأُجبر على البقاء في غرفة واحدة مع شخص يتناول المكسرات ويصدر صوت قرمشة عالياً. الشاب لم يتحمل الصوت الصادر وبدأ بالبكاء ثم خرج من الغرفة، ويقول في حديثه لقناة ABC الأميركية، إنه انفصل عن حبيبته التي كان على وشك الزواج بها؛ لأنها كانت تتناول البطاطس المقرمشة على السرير بجانبه.
الأسباب: لا يسمع الدماغ إلا هذه الأصوات
راقب باحثون دماغ 20 شخصاً مصابين بـ”الميسوفونيا”، و22 آخرين في حالة طبيعية. وتبين، وفق الدراسة المنشورة على مجلة HealthDay News العلمية، نشاط دماغي لدى الميسوفونيِّين في الفص الأمامي عند سماعهم هذه الأصوات. كما ارتفعت ضربات القلب و بدأوا بالتعرق.
العلاج: المشاركة في المضغ أو مغادرة المكان
للأسف، لا يوجد حتى الآن علاج يتخلص من الإحساس الذي يصيبهم عند سماع هذه الأصوات. لكن الأطباء يعملون مع المرضى على تطوير قدرتهم على تحمُّل الصوت. من هذه التقنيات العلاج السلوكي؛ لتغيير الأفكار السلبية التي تنتابهم وقتها. وخلال مراحل العلاج، يستطيع المريض مع الوقت، التحكم في المحفزات التي تحثه على فعل أو تفكير معيّن أثناس سماع صوت مزعج.
مشاهير وعباقرة مصابون بالمرض
1.من أشهر المصابين، تشارلز داروين عالِم الأحياء والجيولوجيا الذي اشتُهر بتأسيسه نظرية التطور. كره داروين عدداً من الأصوات بشدة، وكان يبحث دائماً عن العمل في ظل عدم وجود أي صوت محيط به.
2.فرانس كافكا، الأديب الألماني الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر. وكانت حالة كافكا ظاهرة للعيان، من هلال حبّه للعزلة الشديدة، وابتعاده عن مصدر الأصوات. كان يبدأ الكتابة ليلاً وحتى ساعات الصباح الأولى.
3.أنطون تشيخوف، الكاتب المسرحي الروسي الشهير، صاحب مسرحيات “العم فانيا”، و”الشقيقات الثلاث”، و”النورس”. كان يفضل العزلة ليبتعد عن كل الأصوات. فإذا كنت من المصابين بهذا الاضطراب، يبقى العزاء الوحيد أنه على ما يبدو من سيم العباقرة. إذ كشفت دراسة بريطانية أن عدم القدرة على تصفية المعلومات الحسية الأخرى أمر شائع في الموهوبين الخلاقين.
عربي بوست