شادي عواد - جريدة الجمهورية
مع التطوّر الكبير الذي يشهده قطاع الاتّصالات، بات من المؤكد أنّ تلفزيون الإنترنت سيلعب دوراً رئيساً في مجال الإعلام المرئي وسينقله لنسخة أكثر عصرية وتفاعلية مع المشاهدين في السنوات المقبلة.
ساهم التقدم السريع في تقنيّات الاتّصال وسرعته، في جعل الإنترنت المصدرَ الأوّل للترفيه المنزلي، وهو ما دفع قنوات تلفزيونية شهيرة عدة إلى توفير إمكانية بثّ ومشاهدة المواد التلفزيونية عبر الإنترنت، سواءٌ كانت هذه المواد مسجَّلة أو مباشرة، وذلك باستخدام بروتوكول الإنترنت دون الحاجة للإستعانة بالأقمار الصناعية، أو طرق البثّ التقليدية لإيصال المادة المرئية للمشاهد.
نوع جديد
توفر خدمة تلفزيون الإنترنت نوعاً جديداً من أساليب تقديم المحتوى والفيديو على الويب، فهي ليست خدمة تنزيل محتوى، بل خدمة توصيل مباشر بالاعتماد على بروتوكول الإنترنت من قبل شركات الإتصالات. ويمكن مشاهدة تلفزيون الإنترنت من خلال الكثير من الطرق المختلفة، يعد الكمبيوتر والهاتف الذكي الطريق الأكثر شيوعاً بينها.
ومن الطرق التي بدأت تنتشر بشكل كبير أيضاً في الآونة الأخيرة، هي أجهزة تلفزيون ذكية يمكنها الاتّصال بالإنترنت عبر شبكات «واي فاي»، تمكّن من مشاهدة القنوات التي تُبثّ عبر الإنترنت أو تصفّح المواقع الإلكترونية مثلها من أيِّ جهاز كمبيوتر.
وتشير دراسات وإحصائيات حديثة إلى أنّ نسبة انتشار شبكات الاتّصال السريع بالإنترنت قد تضاعف في الفترة الأخيرة، ما سيؤدّي بالتأكيد إلى انخفاض الأسعار التي تقدّمها الشركات المزوّدة لخدمات الاتّصال. وهذا بدوره سيفتح الطريق أمام تلفزيون الإنترنت ليحقّقَ مزيداً من الإنتشار بين المستخدمين.
مزايا عدة
يتيح البثّ التلفزيوني عبر الإنترنت مزايا عدة أبرزها الخدمات التفاعلية المجانية والتي تشمل الحصولَ على جدول البثّ ومواعيد البرامج بالإضافة الى خدمة التذكير والتسجيل، مع إتاحة خدمة المشاهدة حسب الطلب، وخدمة نقل الفعاليات والأحداث عبر البثّ المباشر. ويمكن تصنيف المشاهدة التلفزيونية عبر الإنترنت وطريقة استقبالها وبثّها لتشملَ ثلاثة أنواع.
النوع الأول وهو ما يُعرف بالمشاهدة المباشرة عبر تطبيقات أو مواقع متخصّصة أو صفحات المحطات التلفزيونية على الويب، حيث يمكن مشاهدة القنوات التلفزيونية أو متابعة البثّ المباشر للفعاليات المنقولة. أما النوع الثاني فيتمثل بمشاهدة البرامج المسجَّلة، وذلك بعد موعد بثّها الأساسي عبر مواقع إلكترونية متخصّصة بتوفيرهذه المواد لفترات محدّدة.
وفي هذا السياق أيضاً عمدت قنواتٌ تلفزيونية متعدّدة الى تخصيص أقسام عبر مواقعها الإلكترونية لتوفير هذه المواد بهدف التفاعل مع المشاهدين. النوع الثالث هو خدمة المشاهدة حسب الطلب، وهو إحدى الخدمات التفاعلية التي يتيحها نظام البثّ التلفزيوني عبر الإنترنت وغالباً ما تقدَّم مقابل رسوم مالية واشتراكات شهرية، وتتيح للمستخدمين مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية والمباريات الحصرية وغيرها.
© www.aljoumhouria.com