أظهرت دراسة هولندية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص مستويات فيتامين "د" أكثر عرضة لتراكم الدهون في منطقة البطن ومحيط الخصر، ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض على رأسها السكري والسمنة.
الدراسة أجراها باحثون بجامعتي "فو أمستردام" و"لايدن" في هولندا، وعرضوا نتائجها اليوم الإثنين، أمام المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للغدد الصماء الذي يعقد في مدينة برشلونة الإسبانية، في الفترة من 19-22 أيار الجاري.
وتأتي الدراسة استكمالا لأبحاث سابقة أجريت من قبل، لرصد دور فيتامين "د" في منع تراكم دهون البطن.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، كشفت دراسة أمريكية أن الأطفال الذين يعانون نقصًا من فيتامين "د" تراكمت الدهون حول خصورهم وازدادت أوزانهم بشكل أسرع، مقارنة بالأطفال الحاصلين على الكفاية منه.
وفي الدراسة الجديدة، تابع الباحثون آلاف الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 45-65 عامًا، وراقبوا مستويات فيتامين "د" لديهم، بالإضافة لقياس تركيز الأنسجة الدهنية الكلية، والدهون تحت الجلد، والأنسجة الدهنية حول الأعضاء، ودهون الكبد.
ووجد الباحثون أن نقص مستويات فيتامين "د" في الجسم، كان مرتبطًا بتراكم الدهون الكلية ودهون البطن والأحشاء والأعضاء لدى الرجال والنساء.
وقالت الدكتورة رشيدة رفيق، قائد فريق البحث إن "الدراسة أثبتت أن العلاقة القوية بين زيادة كميات الدهون في البطن وانخفاض مستويات فيتامين (د)، تشير إلى أن الأفراد الذين يعانون زيادة في دهون البطن يجب أن يفحصوا مستويات فيتامين (د) لديهم".
وأضافت رفيق أن "العلاقة بين السمنة ونقص فيتامين (د) تنمو بشكل متزايد، والتحدي التالي لدينا هو إيجاد طريقة لمعالجة هذه القضية بفعالية، وكشف السبب وراء هذه العلاقة".
وأشارت إلى أن أكثر من 40% من سكان الولايات المتحدة يعانون من نقص فيتامين "د"، وهذه "قضية خطيرة، يعاني منها الناس حول العالم، وتعتبر وباء لا يلتفت إليه"، حيث تقدر الأبحاث أن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من نقص مستويات فيتامين "د".
يذكر أن الشمس هي المصدر الأول والآمن لفيتامين "د"؛ فهي تعطي الجسم حاجته من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج الفيتامين.
كما يمكن تعويض نقص فيتامين "د" بتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين والتونة، وزيت السمك وكبد البقر والبيض، أو تناول مكملات هذا الفيتامين المتوافرة بالصيدليات.
ويستخدم الجسم فيتامين "د" للحفاظ على صحة العظام وامتصاص الكالسيوم بشكل فعال، وعدم وجود ما يكفي من هذا الفيتامين قد يرفع خطر إصابة الأشخاص بهشاشة وتشوهات العظام، والسرطان والالتهابات، وتعطيل الجهاز المناعي للجسم.