يُعتبر الفستان الأبيض رمزًا للعروس يوم زفافها، وتستغرق الكثيرَ من الوقت لاختيار ما هو الأنسب والأجمل لها في هذا اليوم، كما أننا قليلًا ما نشاهد الفستان الأبيض في مناسبات أخرى.
تحلم الفتاة منذ صغرها بفستانها الأبيض، وكيف سيكون، إذ هذا الحلم هو الأغلى والأجمل عند كلّ فتاة. ودائماً ما يرتبط موسم الأعياد بحفلات الخطوبة و الزفاف ، حيث تتفنّن كلّ عروس في اختيار فستانها، وماكياجها، وكلّ ما يتعلق بتفاصيل تلك الليلة، ولكن هل تساءلنا يوماً عن أوّل فستان زفاف في التاريخ ولماذا تمّ اختيار اللون الأبيض؟
يعود اختيار اللون الأبيض إلى اسكتلندا؛ فعندما تزوّجت ماري ملكة اسكتلندا زوجَها الأوّل فرانسيس دوفن ملك فرنسا عام 1559 إرتدت بدلةً بيضاء لأنه اللون المفضّل لديها، حيث واجهت انتقادات واسعة باعتبار ذلك اللون غيرَ لائق، إذ كان اللون الأبيض يُلبَس في المآتم لدى الغرب في ذلك الوقت، ممّا جعل هذا اللون مستبعَداً مِن قائمة اختيارات العرائس.
لكنْ تاريخياً تُعتبَر فيليبا الإنكليزية الأميرةَ الأولى في التاريخ التي ارتدت البدلة البيضاء في زفافٍ ملكي. من هنا كان ارتداء اللون الأبيض خياراً لدى البعض، حيث كانت العروس تختار أحلى فستان لديها بغَضّ النظر عن اللون، وكانت العروس التي تنحدر من عائلة غنية تميل لاختيار ألوان غنية وملابس مصنوعة خصّيصاً للمناسبة. وكان من المعتاد أن ترتدي العروس ألواناً جريئة وطبقاتٍ من الفرو والحرير.
إختيار اللون الأبيض كلونٍ لفستان الزفاف شغَل روّاد «السوشال ميديا»، ودفع ببعضهم للبحث عن تاريخ هذا التقليد ومعرفةِ لماذا تحوّل اللون الأبيض إلى تقليد في عدد كبير من الثقافات، إذ إنّ السيّدات بدأن باختيار اللون الأبيض مقتدياتٍ بالملكة فكتوريا.
في شباط عام 1840، قرّرت الملكة البريطانية «فيكتوريا» ارتداءَ فستان أبيض في حفلِ زفافها على الأمير «ألبرت»، ومنذ ذلك الحين بدأ الفستان الأبيض يتحوّل إلى موضةٍ وتقليد اجتماعي تتّبعه الفتيات، وانتشرَت هذه الموضة في جميع أنحاء العالم، خصوصاً بعد أن وصَفت مجلة نسائية اللونَ الأبيض بأنه يُعدّ اللون الأمثل لفستان العروس، ويُعتبر رمزاً لنقاء الفتيات.
الجدير بالذكر أنه في السابق، كان اللون الأحمر هو الشائع والأكثر شعبيةً لفساتين الزفاف، ومن المحتمل أنّ السبب وراء ذلك يرجع لارتباطه بالزهور الحمراء، التي تعَدّ رمزاً للرومانسية.
على رغم محاولة بعض المصمّمين إدخالَ ألوان عليه، إلّا أنّ الأبيض ظلّ هو السائد، لأنّ له دلالاتٍ مختلفة، منها الصفاء والنقاء، كما أنّه أصبح يرتبط في الذاكرة بالفرح ويَجعل العروس تبدو كالملاك أو الأميرة.
ولكن على الرغم من اقتناء البعض للونٍ مغاير عن الأبيض، لا يزال هذا اللون طاغيًا على فساتين الأعراس ، فالبعض يخترن الفضّي أو «الشامباني» أي كلون الشامبانيا، أو حتى اللون الذهبي، ما يُعطي ملوكيةً للعروس، وغيرها من الألوان التي تنحدر وقريبة من اللون الأبيض. كما أنّ على غرار اللون الأبيض يختار البعض الفرادةَ وبيتعدنَ عن هذه الألوان، ويخترنَ الأحمر أو الأسود أو غيرها.
الجمهورية