يمكن لعظماء العلماء، مثل إسحاق نيوتن، إيجاد حلول موقّتة لظاهرة أو لغز “الانحراف الكروي” (الذي استمر لقرون)، ولكن طالبا مكسيكيا تمكّن من حله (أثناء إعداد وجبة الإفطار).
وفي حديثه مع الصحيفة الجامعية، قال رافائيل غونزاليس، من معهد التكنولوجيا في Monterrey، المكسيك: “أتذكر ذات صباح كنت أعد لنفسي شطيرة من الخبز مع النوتيلا، وفجأة قلت: يا إلهي! وجدتها. ذهبت إلى غرفتي، وبدأت في البرمجة، حللت اللغز وقفزت من الفرح والإثارة”.
ويعد “الانحراف الكروي” عبارة عن تأثير بصري يُلاحظ في الأجهزة البصرية والعدسات والمرايا، يحدث بسبب زيادة انكسار أشعة الضوء الساقطة على عدسة ما، أو نتيجة انعكاس أشعة الضوء عندما تسقط على مرآة بالقرب من حافتها، مقارنة بالأشعة التي تسقط قرب المركز.
واكتُشفت هذه الظاهرة البصرية منذ زهاء 2000 عام، من قبل عالم الرياضيات اليوناني Diocles. ومنذ ذلك الحين، حاول علماء مثل نيوتن وليبنيز، وفشلوا، في حل لغز الحفاظ على وضوح الصور عند تمريرها من خلال العدسات الكروية.
وتمكّن نيوتن من حل الانحراف اللوني (مسألة تركيز كل الألوان من مصدر الضوء)، ولكن ليس الانحراف الكروي. وأُضفي الطابع الرسمي على المشكلة في عام 1949 فيما أصبح معروفا في المجتمع العلمي باسم: مشكلة Wasserman-Wolf، ولكن لم يتمكن أحد من حلها، حتى الأمس.
وتعاون المهندس الصناعي، غونزاليس، الذي يعمل حاليا على درجة الدكتوراه في تقنية النانو، مع صديقه وزميله أليخاندرو لحل ما أطلقوا عليه اسم “المشكلة الأسطورية”. ونُشر عملهما في مجلة البصريات التطبيقية.
وتمثل الحل السابق (السريع) في استخدام اثنين من العدسات غير الكروية (مدورة على جانب واحد فقط)، ولكن معايرة هذه العدسات تعتمد على حساب غير دقيق. ومع ذلك، بفضل غونزاليس وحله، يمكن الآن الحصول على نتيجة دقيقة بغض النظر عن التغييرات في المتغيرات، بمعدل نجاح بلغ 99.99%.
ويمكن القول إن حل لغز “الانحراف الكروي” يمكن أن يُحدث ثورة في مجال البصريات، مع تحسين التكنولوجيا المستخدمة في التلسكوبات والكاميرات في جميع أنحاء العالم.
كلمات مفتاحية: