المصدر : سبوتنيك
كل شخص، كان على وشك الموت، لكنه نجا يتحدث عن الأحاسيس غير العادية ويقول إنه كان في العالم الآخر. في أغلب الأحيان يتذكرون الحركة البطيئة للوقت، والخروج من الجسم والضوء الساطع في نهاية النفق. ومع ذلك، لا يعتبر العلماء هذه أدلة على الحياة بعد الموت. ويشير كل هذا إلى أنه بعد توقف القلب يستمر المخ في العمل لبعض الوقت.
ما يحدث قبل الموت له تفسيرا علميا:
في عام 2017، درس متخصصون من جامعة لييج (بلجيكا) أوراق مكتوبة عن 154 مريضاً نجوا من الموت السريري. وصف الجميع تقريبًا ثلاثة من نفس المشاعر: شعور بالسلام، والتحليق في نفق طويل وضوء ساطع يظهر في نهاية هذه الرحلة. وأكد بعض الناجين أنهم خرجوا من الجسد وقابلوا الملائكة والأرواح.
ومع ذلك، فإن الأحاسيس التي مر بها الأغلبية لم تتوافق. قال 20 بالمائة فقط من المجيبين إنهم غادروا أولاً حدود أجسادهم البدنية، ثم بدأوا في التحرك عبر النفق، وفي النهاية رأوا ضوءًا ساطعًا. وفقًا لمؤلفي العمل، يشير هذا إلى أن كل شخص لديه شعور خاص قبل الموت. ربما تعتمد الأحاسيس والهلوسة التي يواجهها الشخص المتوفي على لغته وثقافته.
هذه البيانات تتوافق مع نتائج الباحثين الأمريكيين. على مدار أربع سنوات تقريبًا، جمعوا قصصًا من مرضى توفوا سريريًا نتيجة نوبة قلبية. أجرى العلماء مقابلات مع الأطباء والممرضين الذين حاولوا إعادة هؤلاء الأشخاص إلى الحياة.
وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن غالبية الناجين تقريبًا نقلوا محادثات الأطباء واستعادوا بدقة تسلسل أعمالهم. لاحظ ثلث المرضى أن كل شيء كان يحدث ببطء شديد، وكان يبدو أن الوقت يتوقف. بالإضافة إلى ذلك، شهد الأمريكيون، الذين كانوا على وشك الموت، مثل البلجيكيين، شعوراً بالهدوء، ورأوا ضوءًا ساطعًا وجسمهم بجانبهم.
قد تشير جميع هذه البيانات إلى أن الدماغ يستمر في العمل لبعض الوقت بعد توقف القلب، ويبقى الوعي.
يحتفظ بالذاكرة حتى النهاية:
قرر الأطباء الكنديون، الذين اهتموا بذكريات العالم الآخر، اختبار فرضية زملائهم الأمريكيين. فقاموا بالتخطيط الدماغي لأربعة مرضى ميؤوس منهم بعد أن فصلوا عنهم أنظمة دعم الحياة. على الرغم من الاختلافات الطفيفة في البداية، فقد أصبحوا جميعهم متشابهين جدًا قبل نصف ساعة من الوفاة وخلال خمس دقائق بعد ذلك. وهذا قد يفسر سبب شعور الناس بنفس الأحاسيس وقت الموت السريري.
علاوة على ذلك، استمر دماغ أحد المرضى في العمل لمدة عشر دقائق بعد توقف قلبه. كان التخطيط الدماغي مماثل لذلك المسجل في الأشخاص الذين يدخلون في غيبوبة عميقة. في الوقت نفسه، لم يظهر الجسم أي علامات على الحياة — لم يكن هناك نبض أو ضغط دم أو رد فعل على الضوء.
تمكن علماء من جامعة مونتريال (كندا) من رصد عمل المخ حتى بعد أن أعطى مخطط الدماغ خط مستقيم — الدليل الرئيسي موت الخلايا العصبية. في البداية، لاحظوا نشاط الدماغ على المخطط الدماغي المستقيم عند المرضى الذين في غيبوبة عميقة. ثم تم العثور على تذبذبات مماثلة في دماغ القطط، والتي تم حقنها لتدخل في غيبوبة. نشأت تقلبات لم تكن معروفة من قبل في الحصين — الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والقدرات المعرفية — وتم نقلها إلى القشرة الدماغية.
تحت تأثير الهرمونات:
وفقًا للعلماء الأمريكيين، فإن الدماغ لا يموت مع القلب، بل على العكس، يبدأ العمل بسرعة مضاعفة. يزيد إطلاق الدوبامين، هرمون السعادة الذي يلعب دورًا مهمًا في نظام التعزيز والعمليات الإدراكية، بحوالي 12 مرة. لذلك، قد يشعر الناس بالسلام من ناحية، ومن ناحية أخرى، يشعرون بأنهم يفكرون بسرعة كبيرة. بالمناسبة، تحدث عن هذا الشعور 65 في المائة ممن نجوا من الموت السريري.
بالإضافة إلى ذلك، في وقت المعاناة، يزيد مستوى السيروتونين بحوالي 20 مرة، بسبب تنشيط العديد من المستقبلات في الدماغ. وهي، بدورها، ترتبط بالهلوسة البصرية. الخروج من الجسد، لقاء الملائكة والأرواح، ضوء ساطع في نهاية النفق — كل هذا يمكن أن يكون نتيجة لإفراز هرمون السعادة.
بالإضافة إلى ذلك، في وقت المعاناة، يزيد مستوى السيروتونين بحوالي 20 مرة، بسبب تنشيط العديد من المستقبلات في الدماغ. وهي، بدورها، ترتبط بالهلوسة البصرية. الخروج من الجسد، لقاء الملائكة والأرواح، ضوء ساطع في نهاية النفق — كل هذا يمكن أن يكون نتيجة لإفراز هرمون السعادة.