يعتبر اختلاط الزيت بالمياه في محرك السيارة من الأمور الخطيرة جداً، والتي قد تؤدي إلى إتلاف المحرك بالكامل.
يحتوي محرك السيارة على شبكتين مختلفتين من القنوات، واحدة لنقل الزيت إلى أجزاء المحرك المتحركة لتزييتها، بينما تعمل الشبكة الثانية على نقل ماء الرادياتير أو سائل التبريد داخل مجاري محددة في المحرك لتقوم بامتصاص الحرارة التي ينتجها المحرك أثناء عمله.
والشبكتان مستقلتان عن بعضهما، ولا تختلطان بأي شكل من الأشكال. ويمكن ملاحظة اختلاط الزيت بسائل التبريد بطريقة سهلة جداً، وهي عبر ملاحظة وجود زيت في علبة سائل التبريد، أو من خلال «شيش» فحص الزيت. فإذا وجد أنّ سائل التبريد قد تحول إلى لون فاتح يشبه الحليب، فذلك يدل على اختلاط الزيت مع سائل التبريد. والأمر نفسه ينطبق على لون الزيت على «شيش» الفحص.
أسباب متعددة
هناك عدة أسباب تؤدي إلى اختلاط الزيت بسائل التبريد، أبرزها تلف في «جوان الكولاس»، الذي يعمل على إغلاق أسطوانات المحرك بإحكام للحصول على أقصى قدر من الضغط، وفصل قنوات الزيت الداخلية عن قنوات التبريد.
ويقع «جوان الكولاس» بين كتلة المحرك ورأس الأسطوانات، وأي ضرر يتعرض له يمكن أن يؤدي إلى خلط الزيت مع سائل التبريد. وعادة يتضرر «جوان الكولاس» بسبب ارتفاع حرارة المحرك الناتج عن خلل في نظام التبريد.
في السياق عينه، يمكن لحدوث أي تصدّع في رأس الأسطوانة «الكولاس»، الذي يحدث عادة بسبب ارتفاع درجات حرارة المحرك، أن يؤدي إلى خلط الزيت مع سائل التبريد.
كذلك، وبطريقة مشابهة، يمكن أن يؤدي أي تلف في كتلة المحرك الـ«بلوك سيلاندر» إلى خلط الزيت مع سائل التبريد. بالإضافة إلى الذي تم ذكره سابقاً، هنالك بعض الأسباب البسيطة التي تؤدي إلى خلط الزيت بسائل التبريد، منها تلف مبرد الزيت، إضافة الى أسباب خارجية مثل مرور السياره بمياه مرتفعة جداً، أدّت إلى دخول المياه الخارجية إلى المحرك من خلال العادم أو من خلال فلتر الهواء.
في كل الأحوال، وبغضّ النظر عن السبب، من المهم عند ملاحظة اختلاط الزيت مع سائل التبريد في المحرك، التوقّف عن تشغيله، وتحميل السيارة على شاحنة مخصصة لنقلها إلى مركز الصيانة للكشف على السبب ومعالجته، وتنظيف القنوات الداخلية للزيت ولسائل التبريد، وتبديل كليهما.