يعدّ الملفوف الأبيض أو الأخضر من الفصيلة الصليبيّة التي تضم أيضاً البروكلي، والكرنب المُجعّد، والقرنبيط، وتوجد عدّة أنواع للملفوف؛ كالملفوف الأحمر، والأرجواني، والأبيض، والأخضر، حيث تكون أوراق بعض هذه الأنواع ناعمة وبعضها الآخر تكون أوراقه مُجعّدة، ويمتاز الملفوف برائحته القويّة الناتجة عن مُركّبات الكبريت، وقد استخدم هذا النوع من الخضار لآلاف السنين في تحضير مُختلف الأطباق، ويمكن تناوله طازجاً، أو طهيه على البخار، أو سَلقه، أو حشيه، كما يجب اختيار الحبّات الطازجة منه، والتي تكون ثقيلة الوزن وأوراقها متراصّة، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الملفوف يعتبر من الخضار المُغذّية، لاحتوائه على الفيتامينات والمعادن، ومضادّات الأكسدة، والكثير من المغذيات الأخرى.
يزوّد الملفوف الجسم بالعديد من الفوائد الصحّية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
تقليل الالتهابات: إذ يحتوي خضار الفصيلة الصليبيّة على مضادات الأكسدة التي تساعد على تقليل خطر الإصابة بالالتهابات المُزمنة، كما أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ هذا الخضار يقلّل علامات الالتهاب في الدم، وفي دراسة أخرى شاركت فيها 1000 امرأة صينيّة تبيّن أنّ النساء اللاتي تناولن كميّةً كبيرةً من الخضار الصليبيّة كنّ أقل عرضة للإصابة بالالتهابات مقارنةً بغيرهنّ، ويمكن أن يعود هذا الأثر لاحتواء هذا الخضار على مركّب السلفورافين وغيره من المركبات المضادة للأكسدة.
غنيّ بفيتامين ج: حيث يعتبر فيتامين ج مهمّاً في عملية بناء بروتين الكولاجين في الجسم، والذي يساعد على تكوين الجلد، ويكسِبه المرونة، كما أنّه مهمٌّ لأداء وظائف العظام، والأوعية الدموية، والعضلات، كما أنّ هذا الفيتامين يمتلك خصائص مضادّةً للأكسدة، ويُعتقد أنّ له صفات مضادّة للسرطان، وبالتالي فإنّه يساعد على حماية الجسم من التلف الناجم عن الجذور الحرّة الذي ارتبط بالإصابة ببعض الأمراض المُزمنة كالسرطان، كما أنّ فيتامين ج يزيد امتصاص الحديد غير الهيمي، والموجود في المصادر النباتيّة؛ حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ زيادة استهلاك فيتامين ج بمقدار 100 مليغرام في اليوم ساعدت على تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة بمقدار 7%، ومن الجدير بالذكر أنّ الملفوف الأحمر يحتوي على كميّة أكبر من فيتامين ج مقارنةً بالملفوف الأخضر.
تحسين عمليّة الهضم: إذ يحتوي الملفوف على كميّات عالية من الألياف الغذائيّة غير الذائبة، وتمتاز هذه الألياف بأنّها من الكربوهيدرات التي لا تُهضم في الأمعاء، وبالتالي فإنّها تحفّز حركة الأمعاء بشكل طبيعيّ، وتزيد حجم الفضلات، ممّا يساهم في الحفاظ على صحّة الجهاز الهضمي، ومن جهةٍ أخرى يحتوي هذا الخضار على الألياف الذائبة التي تعتبر الغذاء الأساسي للبكتيريا النافعة، ممّا يساهم في زيادة أعدادها في القناة الهضميّة.
غنيّ بفيتامين ك: حيث يُعتبر فيتامين ك من مجموعة الفيتامينات الذائبة في الدهون، وينقسم فيتامين ك لنوعين؛ حيث تحتوي المصادر النباتيّة على فيتامين ك1، والمصادر الحيوانيّة، والأغذية المُخمّرة تحتوي على فيتامين ك2، ويعتبر الملفوف من المصادر الغنيّة بفيتامين ك1، ويُعدّ هذا الفيتامين عاملاً مُساعداً للإنزيمات المسؤولة عن عمليّة تجلّط الدم، ويمكن أن يؤدّي نقصه إلى حدوث خللٍ في عمليّة التجلّط، وزيادة خطر الإصابة بالنزيف.
تقليل مستوى الكوليسترول: إذ يمكن أن يؤدّي ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، خاصّةً للمصابين بارتفاع الكوليسترول السيئ، ويحتوي الملفوف على مادّتين يمكن أن تساعدا على تقليل مستوى الكوليسترول السيئ في الجسم، وهما الألياف الذائبة؛ حيث ترتبط بالكوليسترول في القناة الهضميّة ممّا يمنع الجسم من امتصاصه، ويُقلّل مستوى الكوليسترول السيّئ في الدم، والستيرولات النباتية.
تقليل ضغط الدم: حيث يحتوي الملفوف على البوتاسيوم الذي ينظم ضغط الدم من خلال عكس التأثير الذي يسبّبه عنصر الصوديوم في الجسم، وعادةً ما ينصح الأطباء بزيادة تناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم وتقليل الصوديوم للمرضى المُصابين بارتفاع ضغط الدم، ويساعد البوتاسيوم على إخراج الصوديوم من الجسم عن طريق البول، ومن جهةٍ أخرى فإنّ لهذا العنصر دوراً في زيادة ارتخاء جدران الأوعية الدمويّة، وبالتالي يقلّل ضغط الدم.
تقليل خطر الإصابة بالسرطان: فقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على مدى الثلاثين سنة الماضية بأنّ تناول الخضار من العائلة الصليبيّة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، وقد يكون ذلك لاحتوائها على مركّب السلفورافين الذي يمتلك القدرة على تثبيط الإنزيم الضارّ.