شارف الموسم السنوي لقطاف الزيتون على نهايته، والذي يبدأ عادة بعد الشتوة الأولى وينتهي مع دخول شهر تشرين الثاني من كل عام، وان كان البعض يفضل تأخير القطاف إلى أكثر من ذلك.
ويمتد الموسم بالتزامن في مختلف المناطق مع فروق يومية بسيطة، إذ تعتبر هذه الزراعة من الزراعات العائلية المنتشرة جداً، والتي يشارك في القطاف فيها جميع أفراد العائلة.
ويوضح المزارع أشرف فلحة لـ"السفير" أنه بعد الشتوة الأولى تكتسب حبات الزيتون مزيداً من الحجم، وبالتالي تتحسّن كمية الزيت ونوعيته، لافتاً الانتباه إلى أن تعرّض الحبّة لأكثر من شتوة، يفقدها بعضاً من جودتها برغم زيادة حجمها، مضيفاً "كما وأنه من المعروف، بأن موسم هذه الشجرة المباركة، ليس سنوياً، فإن شجرة الزيتون تعطي موسماً، وتقل في الموسم التالي".
في محلة "طوفا" في بلدة ميس الجبل، وعلى بعد أمتار قليلة من مواقع العدو الإسرائيلي، تجهد الحاجة أم خالد جعفر في نثر، وتجميع أكوام الزيتون أمامها، بعدما قطفتها مع مجموعة من العائلة، وذلك لفصل الحبات عن الأوراق والغصون، مستبشرة بأن الموسم "حرزان" هذه السنة، وهي لم تنقطع عن قطاف زيتونها حتى خلال أشد أيام الاحتلال ظلمة، أي يوم كانت تأتي إلى هذه الأرض وحيدة من دون معين.
ويؤكد المزارع أبو اشرف فلحة من البلدة نفسها لـ"السفير" أيضًا، أن "الموسم هذا العام أكثر من ممتاز، بل أفضل من السنة الماضية"، فيما يشكو فلحة غياب الدولة ووزارة الزراعة عن الاعتناء بأشجار الزيتون التي أصيبت بـما يُعرَف بـ"دودة الصندل" التي تؤثر تأثيرًا كبيراً في نوعية الإنتاج وكميته التي تجب مكافحتها مع دخول شهر نيسان الشهر الذي تتكاثر فيه هذه الآفة عندما تبدأ بوضع بيوضها داخل حبات الزيتون.
تتعدّد الطرق المستعملة في قطاف الزيتون بين تقليدي وحديث يعتمد على آلات مخصصة لذلك، إلا أن معظم المزارعين ما زالوا يفضلون الطريقة التقليدية عبر قطف الحبوب حبّة حبّة، وهي طريقة بطيئة نسبيًّا إلا انها تبقى الأفضل بالنسبة للمزارعين.
ويعتبر الزيت المستخرج من الزيتون المنتج الرئيسي لهذه الزراعة، إذ إن أكثر من تسعين في المئة من الزيتون يذهب للعصر، فيما تذهب الكمية المتبقية لاستعمالات الطعام، ونظراً لارتفاع كمية الانتاج هذه السنة فقد انخفض سعر الصفيحة إلى مئة دولار بعدما لامست المئة والخمسين العام الماضي.
(علي الصغير - السفير)