Homepage »     Skip page »

اللبناني سليمان عيتاني يتفوق على غوغل

ليال كيوان بو عجرم -

بعد عامين من العمل الجاد والتطوير، ها هي "أثير" تخرج الى العلن، من تصميمٍ لبنانيّ يرقى الى المنافسة العالمية على مصاف كبريات الشركات التقنية والتكنولوجية اللامعة، مثل "غوغل". "أثير" هي نظارة تفاعلية ذكية يتوقع أن تتفوّق على نظارة "غوغل"، وقد ابتكرها رجل الأعمال اللبناني والمدير العام لمجموعة "أثير لابز" سليمان عيتاني وشريكه ألين يانغ لتكون نظارات ثلاثية البعد خفيفة الوزن، تسمح برؤية أشياء افتراضية بالأبعاد الثلاثية في الهواء وتحريكها.

النظارات التي جرى تطويرها في "مختبرات أثير Atheer Labs" في ماونتن فيو Mountain View، تحقق أموراً طالما حلم بها كثر، فهي تسمح لمن يضعها بإجراء تمارين مع أهداف افتراضية وإجراء اتصالات أثناء تصفّح البيانات عبر الإنترنت وممارسة ألعاب ثلاثية البعد، وذلك بفضل أجهزة الاستشعار في اليدين وخوارزمية متقدمة، وهي تعتبر الأولى من نوعها التي تعتمد الأثير المعزز أو "أوغمنتد ريالتي" ثلاثي البعد، وبالتالي سيكون في إمكان مستخدميها التفاعل مع الشاشة التي تظهر أمامهم وكأنهم يتفاعلون مع شيء موجود في العالم الحقيقي. كما تستجيب النظارات الذكية للأوامر الصوتية، ويمكن التحكم بها من خلال حركة الرأس. كما أنها تقدّم رؤية ميدانية بـ 65 درجة، على عكس إطار "غوغل" الذي يقدّم رؤية من 12 درجة. وإذ نتكلم عن نظارة بهذا المستوى من التنافسية، لا بد من أن نتعرف الى مخترعها قبل معرفة المزيد عنها.

حاز سليمان عيتاني شهادة هندسة الكومبيوتر والاتصالات من الجامعة الأميركية في بيروت العام 2004، وغادر لبنان لمتابعة الدراسات العليا في الهندسة الإلكترونية وعلوم الكومبيوتر في معهد ماساشوستس للتقنية في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، حيث ركز على صناعة الروبوتات والرياضيات المرتبطة بالآليات الجوية غير المأهولة، مثل الطوافات المتعددة المروحة في فيديو جيمس بوند الشهير. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه توجه إلى منطقة بركلي ليتابع العمل في مركز للبحوث عن السرطان. واعتبر عيتاني أن دراسته كيفية السماح لروبوت بالسير على الحائط وتغيير حركة الخلايا المتضررة من السرطان أو إعادة تحديد موقع شيء خيالي، وكلّها تشكل شغفاً بالرياضيات المجردة. وخطرت لعيتاني فكرة "أثير" أثناء عمله على الخلايا السرطانية في بحوث ما بعد الدكتوراه، عندما تمكّن للمرة الأولى من صناعة زرّ وهمي يطير في الهواء ويمكن الضغط عليه، وبمجرد أن أصبح قادراً على خلق زر في الهواء والضغط عليه، كتب خطة أعمال وجرت الأمور بسرعة كبيرة. وأوصى زميل له في بيركلي بآلان يانغ كواحد من أفضل ثلاثة باحثين في الكومبيوتر، والتقى عيتاني به فكانت شراكة من النظرة الأولى. ثم بدأ تنفيذ العمل لتكون النظارة التي تندرج في سياق الأجهزة الخليوية الأكثر تقدماً التي تسمح بالنفاذ إلى خدمات الإنترنت في أي وقت. والهدف من هذه النظارات رؤية الصور تتحرك، أو رؤية رسائل خاصة أو أي تنزيلات أخرى، تتنقل في واجهات المتاجر. وتعمل نظارات "أثير لابز" بنظام "أندرويد" من "غوغل"، وهي توصل بالإنترنت بواسطة شبكة لاسلكية أو شبكة خليوية.

ويسمح التصميم الخفيف والاندماج مع "أندرويد" للنظارات بتشغيل جميع تطبيقات "أندرويد"، مما يجعلها مناسبة لكل الأشخاص. وفي حين تسمح أدوات "غوغل" تطوير التطبيقات SDK للمطورين بتطوير تطبيقات تعمل على نظارات "غوغل"، تسمح "أثير" لتطبيقات "أندرويد" التي تناهز المليون بأن تعمل عليها من دون أي عمل إضافي. ولكن الشركة أيضاً لديها أدوات تطوير برامج خاصة بمطوري "أندرويد" الذين يريدون الإفادة من خصائص الأبعاد الثلاثية. ويشرح عيتاني أن هذا يسمح للمستخدمين بأن يخلقوا أشياء افتراضية يمكنهم أن يتركوها في بيئتهم أو إرسالها إلى موقع آخر. ولكن العقبة الوحيدة التي تبدو تتمثل في أنه يجب أن تكون نظارات "أثير" معلقة بجهاز "أندرويد" كي تعمل، غير أن مخترعها يؤكد أن هذا كان قراراً مدروساً، لأن البطاريات ستجعل النظارات ثقيلة الوزن جداً. فإذا كان الجهاز يزن أكثر من 100 غرام، فإن المستخدمين الذين يضعونه سيصابون بالصداع فقط بسبب الوزن الذي على رؤوسهم، ومن دون الشريط الذي يربط بالهاتف ثمة خياران ما بين شيء مع بطارية صغيرة جداً أو شيء يصيب المستخدم بالصداع. وقررت "أثير" عدم اعتماد الجهاز اللاسلكي لأربعة أسباب، فسماعات الرأس وسماعات الأذن السلكية منها هي الأكثر شعبية، لأنها أخف وزناً وأرخص سعراً وذات نوعية أفضل ولأنها لا تتطلب صيانة كهربائية، ولكن التفكير بأن الجهاز هو أكثر ما تتميّز به "أثير"، هو تقليل من قيمة النظارات. فالجهاز في الواقع قد لا يكون الهدف النهائي لـ"أثير"، التي هي في شكل أساسي منصة برامج، والشركة تصنع أجهزة لأنه لا يوجد أي جهاز مناسب في السوق حالياً، ولكنها تجري محادثات حول شراكات محتملة مع شركات للأجهزة.

والنظارة متوافرة اليوم بنموذجين عبر موقع "Indiegogo"، الأول محدود الخصائص ومنخفض الثمن، والثاني أكثر تطوراً وأغلى سعراً.

Homepage »     Skip page »