أنعشت الأمطار القليلة المتساقطة خلال الاسبوع الماضي، قطاع الزراعة وقطاع السياحة الجبلية. وقد هرع اصحاب مراكز التزلج الى فتح الحلبات امام المتزلجين في عطلة نهاية الاسبوع، مع ادراكهم انّ خسارة الموسم لن تُعوَّض بـ"شتوة واحدة".
لم تتجاوز المتساقطات حتى الساعة ثلث المعدل السنوي العام، ولن تصل نسبة المتساقطات المتوقعة في آذار ونيسان، الى أكثر من 45 او 50 في المئة من المعدل العام، وبالتالي فإنّ "الجفاف سيتمدّد نحو التصحّر ليتخطّى 60 في المئة من مساحة لبنان، ومواسم هذه السنة مهدّدة بالعطش، ولا بدّ من حال طوارئ لمواجهة النقص الحاد في المياه، أولاً لهذا الموسم وللموسم المقبل، وثانياً على المديَين المتوسط والبعيد".
هذا الكلام جاء على لسان وزير الزراعة أكرم شهيب الذي اعلن انه "لا بدّ من خفض استهلاك المياه في الزراعة وترشيدها، لأنّ الزراعة تستهلك نحو 55 - 60 في المئة من المياه المستهلكة في لبنان".
في هذا الاطار، أوضح رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال افرام لـ"الجمهورية" انّ "بداية هذا الاسبوع ستشهد امطاراً متفرقة خفيفة مع ارتفاع في درجات الحرارة، ما سيؤدّي الى ذوبان الثلوج التي شهدتها الجبال الاسبوع الماضي".
واعتبر افرام انّ "الامطار التي تساقطت خلال الاسبوع الماضي، ممتازة جداً نسبة الى كميّتها، حيث تراوحت بين 50 و65 في المئة بحسب المناطق اللبنانية خلال اسبوع، ما ادّى الى ارتفاع مجموع الامطار في منطقة البقاع الاوسط، التي تُعتبر معياراً لقياس نسبة المتساقطات، الى 225 ملليمتراً مقارنة مع 160 قبل اسبوع، بينما من المفترض أن يكون معدل المتساقطات لغاية اليوم 620 ملليمتراً مقارنة مع 660 ملليمتراً، معدل المتساقطات السنوي المسجل في العام الماضي".
واشار افرام الى انّ "نسبة المتساقطات التي شهدها الاسبوع الماضي، أمّنت المياه بشكل موقت للمزروعات كافة، علماً انّ بعضها تعرّض الى الاضرار بسبب تساقط البرد والصقيع الذي ادّى الى تلف بعض الاشجار المثمرة، في حين أدّت الرياح الى تلف بعض المزروعات، وتعرّض البيوت البلاستيكية لاضرار". في المقابل، قال افرام إنّ "الامطار كانت جيّدة ومفيدة للقطاع الزراعي وحتى القطاع البري اي الغابات، لأننا كنا قد شهدنا موجة من الحرائق والجفاف".
بالنسبة للمياه الجوفية، اكد افرام انّ "الامطار المتساقطة لم تساهم في تحسين نسبة المياه الجوفية ونسبة المياه في السدود التي لا تزال بعيدة جداً عن المعدل السنوي، كما أنه من غير الممكن أن تعوّض "شتوة واحدة" عن احتباس الامطار لمدّة 3 اشهر".
و رأى افرام انه "من المبكر الحديث عن عاصفة قادمة نهاية الشهر الجاري، لانه في 18 آذار سوف تسيطر رياح شرقية على لبنان، ايْ سنشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة وعدمَ تساقطٍ للامطار".
من جهته، أوضح المدير العام للزراعة لويس لحود، أنّ "الأمطار التي هطلت في الأيام القليلة الماضية لم تؤثر سلباً في القطاع الزراعي بل كانت ايجابية بالنسبة الى الكثير من الزراعات، بما خفّض من كلفة الري، وإذا استمرت معدلات الحرارة على ما هي عليه من غير أن ندخل في مرحلة من الصقيع أو سقوط البرَد، فإنّ الأضرار ستكون شبه معدومة".
مراكز التزلج
غياب الثلوج عن جبال لبنان هذا العام، أفقد مراكز التزلج موسماً سياحياً كاملاً، وكبّدها خسائر لا تحصى. إلّا انها أبت الاستسلام، فاستقبلت الثلوج المتساقطة الاسبوع الماضي، وسارعت الى فتح حلبات التزلج يومَي السبت والاحد امام المتزلجين للمرّة الاولى هذه السنة.
واكد صاحب مركز الأرز للتزلج جان كيروز لـ"الجمهورية" انّ "سماكة الثلوج بلغت 50 سنتيمتراً في محطة التزلج الاولى، وارتفعت اكثر في المحطات الاعلى"، مشيراً الى انّ "هذا المعدل يعتبر كافياً لفتح المراكز امام المتزلجين".
وقال كيروز إنه لا يمكن تعويض خسائر الموسم مهما كان، "فموسم الربيع يبدأ بعد 15 يوماً، وبالكاد سندفع مصاريفنا من خلال يومَي العمل الماضيين". كما اكد انّ "حركة الاقبال كثيفة في مراكز التزلج وفنادق المنطقة، في حين انّ الاسعار بقيت على حالها عند مستويات العام الماضي".
وكما الأرز، كذلك الامر في كفرذبيان، حيث فتحت مراكز التزلج ابوابها امام المتزلجين بعد أن بلغت سماكة الثلج 60 سنتيمتراً.
(رنا سعرتي - الجمهورية)