شركة طيران الشرق الأوسط منفذ كل لبناني الى بلاد الخارج. فبعد اجتيازنا نقاط التفتيش الأمني الروتيني في المطار ندخل باب الطائرة ونحن نسمع أغاني فيروز التي تشعرنا بالطمأنينة، أما مضيفات الطيران فتستقبلننا بزي تآلفنا على رؤيته، ليس لألوانه دلالة معينة، والقَصّة كلاسيكية جداً. فحين نأخذ في الاعتبار الإبداع اللبناني في مجال الموضة العالمية، نتمنّى أن نرى تصميمًا جديدًا معاصرًا يحافظ على صورة الشركة العريقة ويجدّدها في الوقت عينه.
حان الوقت لهذا التغيير. ففي 29 من شهر أيار سوف يتمّ الإفصاح عن الزيّ الجديد لمضيفات طيران الشرق الأوسط خلال حفل، لمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الشركة. فمن قرابة السنة، إختير عدد من المصمّمين لعرض أفكارهم وتصاميمهم على الشركة ووقع الاختيار على المصمم الشاب، أنطوان القارح، رابح برنامج Mission Fashion لعام 2006. الدعم الأساسي كان من السيد محمد الحوت لتشجيع المصمّمين الشباب والأفكار الجديدة. فباتصال لـ"النهار" مع قارح أوضح لنا تفاصيل هذا التعاون، وما سنراه على متن طيران الشرق الأوسط إبتداء من أوائل شهر حزيران.
كيف سيكون الزي الجديد؟
أوضح قارح أنه استوحى التصميم من البحر المتوسط، فتطورت الفكرة لتجمع بين الأرض ومياه البحر وما ينتج حين يتلاقيا. ومن خلال هذه الفكرة التجريدية طوّر قارح الزيّ الجديد. ولكن هذا العمل لم يكن سهلاً، فبعد إقتراح أربع تصاميم مختلفة تمّت الموافقة على المظهر النهائي المختار. أخذ القرار من قبل لجنة مؤلفة من 5 أشخاص مرتبطة مباشرةً بالسيد محمد الحوت فتم تداول التصاميم والألوان المقترحة بين اللجنة والمصمم الى أن توافق الفريقان على العرض الذي اعتُمد. ويوضح المصمّم الشاب أن عملية إبتكار الأزياء في المواسم المعتمدة للموضة تكون أكثر حرّية ويكون الإبداع طاغيًا عليها. أما تصميم زي لشركة طيران فهو أصعب من ناحية الإلتزام بقيود معينة تفرضها الشركة، كما أن على التصميم أن يكون رصينًا لترتديه المضيفات لمدة طويلة.
أما طبعة القماش فقد أوضح قارح أنها صمّمت خصيصاً لزيّ المضيفات الجديد ليعطي طابعًا خاصًا وفريدًا للشركة. وإن هذا النوع من صناعة القماش يتطلب وقتًا للتطوير والشحن. وشدّد أيضاً على أن المهم في تصميم أزياء كهذه أن نراعي حركة المضيفات وراحتهنّ أثناء عملهنّ، ولهذا السبب اجتمع مراراً مع مضيفات ذوات خبرة لفهم طريقة عملهن واحتياجاتهن لاعتماد التصميم. وأكدّ أن راحة المضيفة توفر خدمة أفضل لركاب الطائرة الذين بدورهم يرتاح نظرهم بإطلالة تكون ألوانها متناسقة وغير مملّة.
الجديد في هذا الزي أيضاً وجود تصميمين من نفس الوحي سوف ترتديهن المضيفات على متن الطائرة، ما يكسر روتينية المظهر الواحد الذي اعتدنا عليه في السابق. الى جانب الزيّ الرئيسي، فقد صمّم قارح الحذاء المناسب الى جانب المعطف وحقائب السفر الخاصة بنوع كهذا من العمل. أما زيّ الستيوارت فله أيضاً مكانته في تصاميم أنطوان القارح بمظهر يؤاتي التصميم الأساسي لمضيفات الطيران.
خبر التعاون بين أنطوان قارح وخطوط طيران الشرق الأوسط لم يُعلن عنه إلا منذ فترة وجيزة على صفحة قارح الخاصة به على إنستاغرام. ولكن بعد اتصالات من الإعلام لإجراء مقابلات ألغى الصورة من حسابه لعدم البوح بالمزيد من التفاصيل. ولكنه خصّ "النهار" بالإفصاح عن اللونين الأساسيين اللذين سنراهما على متن الطائرة بالزي الجديد، وهما الأخضر والأزرق.
أما آخر نشاطات أنطوان القارح، فكانت دعوته كضيف شرف الى عرض كافتان المغرب الذي يقدّم آخر ابتكارات هذا الزيّ التقليدي، بحضور الممثل العالمي Nicolas Cage. وكضيف شرف قدّم قارح تصميمًا مختلفًا عن الكافتان مثل ما سبقه من ضيوف شرف كالمصمم العالمي Valentino.