من المتعارف عليه في ليلة الدخلة أنه يتم فض غشاء البكارة الخاص بالعروس من قبل زوجها، وينتظر الطرفان نزول قطرات من الدم كدليل لإنهاء المهمة بنجاح، كما يستدل اجتماعياً بهذه القطرات على عذرية الفتاة وعفتها، ولكن السؤال الذي نطرحه على المستشار الأسري عبدالرحمن القراش هو: ماذا لو لم يظهر الدم؟ وكيف يتصرف الزوج؟ سؤال شائك وموقف لا يتمناه أحد فتابعوا الإجابة في السطور التالية:
ينصح القراش قائلاً: "يجب على الشاب أولاً وأخيراً أن يحسن الظن بالفتاة ولا يستعجل، فربما يكون لديها غشاء من الأنواع التي تم ذكرها سابقاً أو لديها صدمة أو خوف أو انقباضات في ليلة الدخلة، فمن الأولى التريّث والتحقق والتأكد"، مشيراً إلى أنه في حال لم يقتنع الشاب بالأمر فله ثلاثة خيارات:
الأول: عدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه لثقته في دين وخُلق البنت وأهلها، واعتبار ذلك حادثاً عرضياً أو عيباً خلقياً أو أن الغشاء من النوع المطاطي، وهذا الأمر لا يقلل من قيمتها في نظره، خصوصاً إذا كانت قريبة له، فهذه الأمور لو ظهرت للناس سيكون له أثر سيئ على الجميع.
الثاني: الستر على الفتاة في حال تأكده أن غشاءها تم فضه بطريقة خاطئة نتيجة علاقة سابقة، وربما بهذا التصرف يكسب من الأجر ما لم يقم به طول حياته من الطاعات.
الثالث: الستر على الفتاة وإرجاعها لأهلها بعد مدة لا تقل عن ستة أشهر، وفي ذلك فضيلة كبيرة في حال كتم الأمر ولم يعلم به أحد من ناحية أهله وأهلها.
كما يرى القراش في ظل التقدم الطبي والعلمي أن غشاء البكارة لم تعد له ميزة تذكر كالسابق؛ لأن عمليات التجميل والترقيع للمناطق الحساسة أصبحت رائجة بشكل كبير سواء داخل المجتمعات العربية أو الخارجية، وأصبح من السهل خداع الرجل فتتزوج الفتاة وتنزف الدم ليلة دخلتها، وهي بذلك أمامه حافظت على عذريتها، ناهيك أن بعض الفتيات العابثات تكون لهن علاقة آثمة حتى ولو لم تمس عذريتهن، حيث يحافظن على غشاء البكارة من التمزق ويتزوجن ولا يلاحظ ذلك عليهن، لذا فالأمر غير مرهون بالغشاء.