إذا كنتم تتقيّدون بغذاء صحّي، وتمارسون الرياضة بإنتظام، وتمتنعون عن العادات المحفوفة بالمخاطر كالتدخين، ولكنكم في المقابل تبحثون عن وسائل إضافية لتعزيز حصانة أجسامكم ضدّ أخطر الأمراض، أعيروا إهتماماً أكبر لهذه المأكولات التي تُرافق الخبراء دائماً في أنظمة غذائهم. يكفي التركيز أكثر على مواد غذائية معيّنة وصفها العلماء بالـ»Superfoods» للحصول على دُفعة إضافية من القوّة المطلوبة للوقوف في وجه أيّ عدوّ يهدّد سلامة مختلف أعضاء الجسم:
زيت الكانولا
قد تشعرون بالضياع عندما يتعلّق الأمر بإختيار نوع الدهون الأفضل لصحتكم وما إذا كانت الأنواع المشبّعة، كالزبدة واللحوم الحمراء، ليست سيّئة إلى حدّ كبير كما كان يُعتقد في السابق. ومع ذلك، أجمعت غالبية الدراسات العلمية على أنّ تناول الدهون المشبّعة بشكل محدود، إلى جانب السكر المُضاف والكربوهيدرات المنخفضة الجودة، يخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب، والإلتهابات المُزمنة، والسكري من النوع الثاني، وتدهور الذاكرة والإدراك المرتبط بالتقدّم في العمر، وحتى بعض أنواع السرطان.
في الواقع، كشفت دراسة حديثة من «Harvard School of Public Health» أنّ إستبدال 5 في المئة فقط من السعرات الحرارية الموجودة في مصدر واحد من الدهون المشبعة بالأنواع الأخرى غير المشبعة ساهم في تقليص خطر الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة راوحت بين 15 إلى 25 في المئة. وبما أنّ زيت الكانولا يملك أدنى نسبة من الدهون المشبّعة مقارنةً بالزيوت الأخرى المخصّصة للطبخ، فإنّ خبراء التغذية يستعينون به دائماً.
وإلى جانب هذه الميزة، وجدت دراسة نُشرت عام 2014 في مجلة «Diabetes Care» أنّ مرضى السكري الذين يحصلون على غذاء منخفض مؤشّر السكر مع زيت الكانولا يملكون سيطرة أفضل على معدّل السكر في الدم مقارنةً بنظرائهم الذين يأكلون كميّة أكبر من الكربوهيدرات الكاملة ونسباً أقلّ من الدهون غير المشبعة. وبذلك خلُص الباحثون إلى أنّ زيت الكانولا يساعد على إستقرار مستويات السكر في الدم.
زيت الزيتون البكر (Extra Virgin Olive Oil): غنيّ بالدهون الأحادية غير المشبعة ويحتوي مركّبات الفينول الصحّية. إنه المصدر الأساسي للدهون في غذاء البحر المتوسط الذي يملك منافع مذهلة تشمل مختلف أعضاء الجسم خصوصاً القلب. وبيّنت دراسة إسبانية حديثة إنخفاضَ خطر إصابة النساء بسرطان الثدي بعد دخولهنّ مرحلة إنقطاع الطمث إثر تقيّدهنّ بغذاء البحر المتوسط الغني بزيت الزيتون البكر.
الخوخ المجفّف
من المعروف جيداً أنّ الخوخ المجفف يساعد على تحسين صحّة الجهاز الهضمي واستقرار حركة الأمعاء نظراً إلى محتواه العالي بالألياف. لكن تبيّن أيضاً أنه يملك فائدة أخرى مُفاجئة، تتمثّل بمساهمته في الحفاظ على عظام قوية! ووفق بحث أجري في «San Diego State University»، تبيّن أنّ تناول نحو 6 حبّات من الخوخ في اليوم قد يساعد على إبطاء خسارة العظام وتحسين كثافتها لدى النساء بعد إنقطاع طمثهنّ.
وبذلك، يتميّز الخوخ عن سائر أنواع الفاكهة بقدرته الجبّارة على ضمان سلامة العظام، خصوصاً وأنه يوفّر مغذّيات مختلفة لا غنى عنها لصحّة العظام من بينها الفيتامين K، والماغنيزيوم، والبوتاسيوم، والبوليفينول.
الشوفان
أظهرت أهمّ الدراسات التي أجريت منذ عقود الطرق العديدة التي من خلالها يساعد الشوفان على خفض معدل الكولسترول السيّئ (LDL)، وضغط الدم المرتفع، وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وتقليص محيط الخصر. حدّدت الأبحاث الأخيرة أنّ المركّب الموجود في الشوفان الذي يبدو أنه يفسّر قدرته على قمع الجوع، يُعرف بالبيتا غلوكان (Beta-Glucan) وهو نوع من الألياف. فضلاً عن أنّ الشوفان غني طبيعياً بنسبة أعلى من البروتينات مقارنةً بالحبوب الأخرى، ما يساعد على إستقرار مستويات السكر في الدم.
وبحسب الخبراء، تمتصّ مادة بيتا غلوكان الموجودة في الشوفان المياه فتصبح لزجة وتساعد على خفض الجوع وتأمين الشعور بالشبع لوقت طويل. يُشار إلى أنّ دراسة حديثة وجدت أنّ الشوفان كان أكثر فاعلية في قمع الشهيّة وزيادة الشبع وخفض الرغبة في الأكل مقارنةً بوجبة صباحية تحتوي نفس كمية السعرات الحرارية لحبوب الشوفان.
الفستق الحلبي
إذا أردتم مساعدة قلوبكم، وتحسين صحّة عيونكم، وخفض خطر إصابتكم بالسكري، إحرصوا منذ اليوم على إضافة الفستق الحلبي بإعتدال إلى غذائكم.
وفي حين أن كلّ المكسرات تؤمّن الدهون غير المشبعة الصحّية، لكنّ الفستق الحلبي يحتوي أعلى كمية من البروتينات، والألياف، والبوتاسيوم، والفيتامين K، والكاروتينات. فضلاً عن أنه الوحيد من بين المكسرات الذي يحتوي مادتَي «Zeaxanthin» و»Lutein» الضروريَّتين لرؤية صحّية. ناهيك عن أنه فعّال في المساعدة على التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة.
وبيّنت دراسة نُشرت عام 2014 في «American Journal of Clinical Nutrition» أنّ المكسرات تضمن الشعور بالشبع، وتقمع الرغبة في تناول الطعام، وقد تؤمّن دفعة بسيطة لعملية الأيض.
الحمّص، والفاصولياء، والعدس
تساعد هذه الحبوب المليئة بالبروتينات على التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة من دون حتى محاولة ذلك. توصّلت دراسة نُشرت في «British Journal of Nutrition» إلى أنّ البالغين الذين يعانون زيادة الوزن أو البدانة الذين أضافوا 5 أكواب من البقوليات أسبوعياً خسروا وزناً بالمعدل ذاته للذين طُلب منهم إزالة 500 سعرة حرارية من غذائهم.
كذلك أظهرت الأبحاث أنّ هذه الحبوب تساعد على خفض مجموع الكولسترول، وخطر النوبات القلبية والإلتهابات المُزمنة. في الواقع كشف علماء من «Tulane University» أنّ الأشخاص الذين تناولوا البقوليات أربع مرّات في الأسبوع على الأقلّ إنخفض لديهم خطر الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة 22 في المئة مقارنةً بالذين إستهلكوها بكمية أقلّ.
هناك عوامل عدة تجعل البقوليات من بين الأطعمة القويّة! فإضافةً إلى إحتوائها مجموعة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، تُعتبر من أفضل مصادر الألياف، وأظهرت الأبحاث أنها توفّر فوائد عملية تساعد على التحكّم في الوزن وخفض خطر الأمراض المُزمنة.