ما حصل على الروشة قبل أيام، تحلّق حوله المارة، ممتعضين، غاضبين، شامتين، غير مدركين أنّ هذا الانتحار الاجتماعي قبالة الصخرة الشهيرة، يحصل يوميّاً داخل منازلنا.
رجل يرتدي بذلة بجانبه عروسه بفستانها الابيض يلتقطان الصور التذكاريّة لهذا اليوم المميّز، مشهدٌ سبّب ذهولاً لا بل غضباً عارماً في المكان، فالرجل خمسينيّ والعروس لم تبلغ بعد الـ12 عاماً. تتالت الأسئلة والاتهامات، بعضهم وصفه بالمجرم وهدّدوه برميه بالبحر إذا تجرّأ على لمس الفتاة، بينما انهمرت التساؤلات على الفتاة الصغيرة "أين أهلك؟"، "اهربي"، "إيّاك القبول بهذا المصير". العريس استغرب ردّة فعل المارة، وأكّد أنه حظي بموافقة أهلها، وبالتالي سأل "ما المشكلة؟".
الصورة المرفقة، انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيّام، وكانت مرفقة بفيديو نشرته جمعيّة "كفى" التي حملت على عاتقها منذ العام 2005 مهمّة الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وهي أرادت من خلال هذا العمل، وضع الاصبع على الجرح ودقّ ناقوس الخطر لترينا أنّ في بيوتنا المغلقة جرائم كثيرة تسمح بها الاديان والقوانين، تعرّي المرأة من أبسط حقوقها، وتغتصب الطفولة.