هنادي دياب
لعلّ من أكثر الصوَر التي تحتلّ مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الحالية، هي التي تنقل معها أجواء التحضيرات لعيدَي الميلاد ورأس السنة الجديدة. أما الفنانون فليسوا مستثنين من هذه العادة.
إلقاء نظرة سريعة على حسابات نجومٍ كثر على مواقع التواصل الاجتماعي، كافٍ لمعرفة أنّ هؤلاء لا يوفّرون عيداً دينياً إلاّ ويعيشون "أجواءه". وبما أننا في الزمن الميلادي، ليس غريباً نشرهم صوراً لهم، ومهما كانت الديانة التي يؤمنون بها، الى جانب شجرة عيد الميلاد أو "بابا نويل" أو حتى اختيارهم في بعض إطلالاتهم ثياباً بالحلّة "الميلاديّة" الحمراء.
ونشرت الفنانة العراقيّة شذى حسون صورة لها إلى جانب "بابا نويل" أثناء تواجدها في منطقة الجمّيزة في بيروت، وعلّقت عليها ببعض كلمات أغنية Jingle bells الخاصّة بالميلاد. وأعربت حسون عن حبّها الكبير للأجواء الميلاديّة التي تسود مدينة بيروت. أما الممثلة المصريّة غادة عبد الرازق، فاختارت أن تتصوّر أمام شجرة ميلاديّة عملاقة في أحد المراكز التجاريّة اللبنانيّة.
لا يدعو ذلك إلى الاستغراب أبداً، علماً أنّ النجمتين المذكورتين لا تنتميان إلى المذهب الذي يحتفل أبناؤه، من الناحية الدينيّة، بعيد الميلاد. إنما ما دعا إلى الاستغراب هو أنّ حسون وعبد الرازق وغيرهما انتُقدْنَ من بعض متابعيهنّ على الحسابات الافتراضيّة بحجّة أنهنّ تخلّين عن ديانتهنّ لأنهنّ شعرن بروح عيدٍ يجب ألاّ يُبدين إيجابيّة تجاهه، وفق ما عبّر عنه هؤلاء المتابعون. وهذا ما يذكّرنا أيضاً بالحملة السلبيّة التي أطلقها البعض ضدّ الفنانة نجوى كرم بعدما نشرت، في الأشهر الماضية، صورة ظهرت فيها واضعةً الصليب في عنقها.
يبقى أن الميلاد ليس العيد الوحيد الذي يفرح به عدد من الفنّانين ويكنّون له محبّة ومشاعر جميلة. فلا يمكن أن ننسى مَن ينتظرون مجيء شهر رمضان المبارك لما يحمله من أجواء مميّزة، وحتّى إنْ كان هذا الشهر الفضيل بعيداً عن معتقدهم الديني.
وصحيح أن الأعياد تخدم رموزاً دينيّة معيّنة وتحدّد هويةً انتمائيّة، وأنّها حكر على مذهب معيّن، إلا أنّ المشاعر التي نبديها لها والأجواء الجميلة التي نعيشها مع حلول زمنها ليست حكراً على مذهب أو لون أو فئة. هي فقط حكر على إنسانيّتنا. واللبيبُ...