يسعى بعض الموظفين الى التقرب من زملائهم في العمل ولا يقفون عند حدود الزمالة فقط، بل يسعون الى تكوين صداقات اجتماعية فيما بينهم الامر الذي يؤدي الى نشوء علاقات اجتماعية قوية تؤثر لصالح العمل فيما يختلف البعض الاخر عن زملائهم اذ يسعون الى الاستقلالية عنهم والتعامل معهم ضمن حدود معينة.
أما السؤال الذي يمكن طرحه في هذا الاطار هو: هل تسعى الى التقرب من زملائك في العمل؟ وكيف؟ ونظرا لمدى انشغال الجميع تحت ضغط العمل ، فانه من الصعب ايجاد جعل الوقت للاختلاط فيما بينهم، الا ان الابحاث اظهرت ان زملاء العمل يملكون القدرة على رفع معنويات وسعادة الموظف أكثر من كسبه لمبلغ 100 الف دولار أميركي خلال سنة واحدة.
بالاضافة الى ذلك، فان بناء رصيد اجتماعي في مكان العمل يمكن ان يساعد الموظف على الوصول إلى المعلومات الهامة لا تتعارض وامتلاكك لصداقات مع اشخاص في مختلف اقسام العمل.
هذا ويعتقد بان الجزء الاكثر اثراءً من عملية تكوين الاصدقاء في العمل هو بأن يتمتع هؤلاء الاشخاص بصفة "صديق مدى الحياة" حيث ان هذه الصداقة قد تتشكل منذ اول عمل يحصل عليه الشخص وتدوم طويلاً. واليكم كيفية استخدام علم العادة للاختلاط في اماكن العمل بهدف تكوين صداقات اجتماعية في العمل وتكون اكثر سعادة ودافعاً ايجابياً في الحياة العملية.
الحصول على اصدقاء في العمل يحسن الحياة المهنية!
ان عملية تكوين اصدقاء في العمل هي مهمة للانسان على صعيد سعادته ،رضاه المهني وحياته العملية حيث اظهرت الدراسات الاثار المترتبة على الموظف في فترة ما قبل وما بعد تكوينه لتلك الصداقات والتي عكست مدى ارتياحه في العمل. هذا وتعد الفترة التي تعقب مرحلة تكوين الصداقة اكثر بالنسبة للموظف امراً مريحاً بالنسبة للضياع الذي كان يعيشه في المرحلة السابقة، فيما ترتبط هذه الأنواع من الشبكات مع سرعة التعلم، الترقيات والعائدات المادية العالية.
كما اظهرت دراسة لجامعة "هارفرد" ان الاشخاص يفضلون العمل مع زملاء لهم في العمل يكونون محببين لهم ومقربين منهم على ان يعملوا مع اخرين يعتبرون كمنافسين لهم. وعلى الرغم من ان المنطق يملي علينا ان نفعل ذلك الا ان العمل مع اصدقاء في المهنة يجعلنا نحافظ على صداقتهم الى الابد.
خلق عادات اجتماعية من خلال عملية التواصل فيما بينهم!
في كتابه " Hooked: How to build habit forming product"، اشار المستثمر وصاحب احدى الشركات الناشئة والمؤلف نير ايال الى ان انشاء المواقع والنتطبيقات الالكترونية الحديثة التي تؤدي الى ادمان الشخص عليها، تؤسس على بناء العادات.
هذا وحدد ايال 4 خطوات لانشاء منتجات ادمان وتكون فعالة عندما يتعلق الامر ببناء اي نوع من العادات. وهنا لا بد من تطبيق نموذج التواصل لانشاء هذه العادة من التنشئة الاجتماعية بين الزملاء في العمل:
1- الدافع
يشكل الدافع الاشارة التي تذكر الانسان بضرورة اتخاذ اجراء تجاه شيء معين وضرورة التواجد خلال حدوث هذا الاجراء. ومثال على ذلك، يمكن اعتبار الاشارة في هذا الاطار ضرورة الذهاب الى براد المياه او الى المطبح العام للشركة حيث يقصده كل الموظفين لتناول الطعام او لشرب القهوة على الاقل مرة في اليوم. واذا اراد الموظف اعادة تعبئة فنجانه بمزيد من القهوة فيعاود الذهاب الى المطبخ الامر الذي يشكل الدافع لتلبية الحاجة الملحة لذلك.
2- العمل والقدرة
يشكل العمل كلمة "ماذا" في نموذج التواصل بين الزملاء في العمل وهو يمثل ماذا تريده انت من الشخص الاخر ان يفعل فيما تمثل القدرة كسر الجليد بين الاشخاص وهي كالسؤال البسيط الذي يطرح :مرحبا جيل كيف كانت عطلة نهاية الاسبوع؟
وان بساطة هذه الكلمات تستطيع ان تقرب الاشخاص من بعضهم البعض اذ انها:
أ- تساعد على تبادل الشغف بين الاشخاص اذ ان السؤال عن عطلة نهاية الاسبوع يكون ذو قيمة عالية عند المتلقي للسؤال لانها تعطي للسائل فكرة عن الشغف الذي يملكه الآخر على الصعيد الشخصي.
ب- ان مجرد السؤال عن الشخص الاخر يعطي بعداً كاريزماتياً للشخص الاول وتأثيرا ايجابياً على من حوله. عندما تحصل على ردود من زملاء العمل، عليك ان تحافظ على إجاباتهم في الجزء الخلفي من عقلك لإجراء محادثات في المستقبل. ومن يدري، من الممكن ان تكونوا تتمتعون بقواسم مشتركة وتتشاركون باهتمامات مشتركة. هذا هو واحد من أفضل الطرق لبناء علاقات قوية مع الآخرين، وقد أظهرت الدراسات أن الناس تحب الاخرين كحبها لنفسها.
3- المكافأة:
من بعد ان يتم تنفيذ العمل المقرر، لا بد من اتخاذ خطوة جديدة الا وهي مكافأة العمل لجعله اكثر عرضة للتكرار واما جزء الدماغ المخصص للمشاركة في عملية المكافأة يسمى الجسم المخطط وهو يختص بتنشيط كل من المكافآت النقدية والاجتماعية.
تعتبر المكافأة المحفز الاول للانسان بان يقوم بتكرار العمل بصورة دائمة ومستمرة الامر الذي يعطيه الاحساس بالمسؤولية من جهة والطمع الايجابي من جهة اخرى.
4- الاستثمار
انها تمثل نفس طريقة استثمار المنتجات عبر الانترنت كعملية تحميل الصور لقضاء اجازة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" او "فيسبوك"، الامر الذي يجعلك اكثر عرضة للبقاء في هكذا حالة كما يسمح لك بالاستثمار باشخاص آخرين لمواصلة هذه العادة الاجتماعية.