كلّ رجل حرّ بزوجته وكلّ امرأة حرّة بزوجها، وليس لنا أي حقّ أو شأن في التدخّل بينهما طالما أنّ أمورهما تبقى مزروبة ضمن جدران المنزل. ولكن عندما يظهران في برنامج "سألو مرتي"، تصبح أمورهما الزوجيه حقّاً عاماً ويصبح لدينا الحرية في التدخّل في أمورهما المفضوحة على الهواء.
يوحي إسم برنامج "سألو مرتي" أنّ فيه شيئاً من الدفاع عن حقوق المرأة أو ربما السماح لها بتقرير مصير زواجها أو الثأر من زوجها... لكنّ البرنامج يدور بكامله حول فكرة الترويح عن قلوب المشاهدين من خلال ترفيه 4 أزواج بمجموعة من الألعاب والتحديات التي تسمح لهم في نهاية الحلقة بربح سيارة.
الفكرة جميلة، والمقدّم شاطر، والألعاب مسليّة، ولكن التحديات مشبوهة وفيها تميّز جندري بحق المرأة، التي كان من المفروض أن تشارك في برنامج موجّه إليها، وإذ بها تقع ضحيّة ألعاب عنصرية. لا، هذا الكلام ليس بكثير على برنامج ترفيهي بسيط... فقد تمّ رصد عدد من الهفوات التي تطيح النيّات.
يُلاحَظ في البرنامج أنّ غالبية الألعاب التي تشترك فيها الزوجة تدور في فلك الطعام، فيما ألعاب الرجال يكون فيها شيء من الأنثوية مثل لبس سكربينة وهزّ الخصر، ولا شيء معيب في كلّ ما ذُكر.
لكن أين العدل عندما يُفرَض على المرأة تحديات بأكل أكبر كميّة من الحر، وأكبر عدد من أكواب الخلّ وعصير الكبيس، أو أكبر عدد من قطع الحلوى... فيما تنحصر تحديات الرجل في المشي بصينية حول الاستديو أو رمي الكلسات داخل الغسالة وإصابة الأكواب، ولم نرَ في أي مرّة الرجال المشتركين متّسخين في أي تحد، فيما تجد النساء مغمسات بالطحين والبيض والكريما والشوكولا.
والأغرب من كلّ هذا هو حنيّة الرجال على زوجاتهم، وخصوصاً أولئك الممتلئين شهامة وعنفواناً الذين يقدّرون أنّ زوجاتهم قادرات على أكل 30 قرن حرّ، أو شرب 50 فنجان خلّ أو حتى أكل 25 قطعة حلوى وكلّ ما يرافقها من قرف يدمّر جمال وجه المرأة في عين المشاهد.
لا أحد يستكتر على الأزواج القليل من المرح والترفيه على التلفزيون بهدف التسلية والفوز بسيارة ربما، ولكن لا أحد مضطر لتحمّل خيارات رجال يذلّون بها زوجاتهم مباشرة على الهواء. "هي يا حبيبي بتاكل حرّ وبتشرب خلّ كرمالك مباشرة عَ الهوا، وانت إذا كان أكلك مالح بالبيت بتشربها زوم زيتون".
(جوزف طوق - الجمهورية)