خاص موقع Mtv
إذا استثنينا اسمَي رئيسَي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، اللذين يردان على لائحة "فوربس" الشهيرة التي تجمع أغنياء العرب والعالم دوريّاً، يجهل اللبنانيّون حجم ثروات سياسيّيهم.
دخل كثيرون نعيم السلطة في لبنان بحجمٍ ماليّ متواضع، ليخرجوا منها بثرواتٍ طائلة. ومن السياسيّين أيضاً، من أتى الى نادي السياسيّين منتقلاً من نادي أصحاب مئات ملايين الدولارات. السياسة بالنسبة الى الفئة الأولى سلّم لتحقيق المصالح وتعلّم الحرام من مال الدولة السائب. وهي بالنسبة الى الفئة الثانية وجاهة وسلطة تُضاف الى ثرواتهم، فتأتي بمثابة حبّة الفراولة على قالب الحلوى الضخم.
ومن المؤكد أنّ السريّة المصرفيّة المعتمدة في لبنان هي التي تحول دون اكتشاف اللبنانيّين لثروات زعمائهم، كما اكتشاف مصادر دخلهم علماً أنّ بعضهم لا يمارس أيّ عمل ولم يقم بأيّ استثمار مالي، ومع ذلك يعيش برغد ويموّل أحزاباً ويقدّم خدمات.
وللواقع المالي للأحزاب في لبنان قصّة أخرى، إذ أنّ مسار تمويلها مجهول ما يطرح علامات استفهامٍ كثيرة عن تبعيّتها للمموّل وخضوع قرارها له.
وإذا كانت لائحة السياسيّين الأغنياء في لبنان معروفة وتضمّ، على سبيل المثال لا الحصر، محمد الصفدي، عصام فارس، سمير مقبل وفؤاد السنيورة، فإنّ ثروات بعض الزعماء مثل نبيه بري، أمين الجميّل، ميشال عون، وليد جنبلاط، سمير جعجع وسليمان فرنجيّة مجهولة تماماً بالنسبة الى عامّة الناس، كما أنّ أعمالهم الخاصّة، إن وجدت، مجهولة أيضاً وغير علنيّة غالباً.
وإذا كان من راقب الناس مات همّاً، فإنّ من سعى لمراقبة حسابات السياسيّين، من دون أن يوفّق، سيموت غيظاً...