وصلَت إلى نقاط تفتيش الأمن العام في المطار وهي تتحدّث عبر هاتفها، واضعةً النظارات الشمسية على وجهها. طلب منها الموظف الشاب بصرامة وحزم أن تنزع «التلفون» عن أذنها، كما النظارات. فهذه اللبنانية الحريصة على الـ»Look» والمصرّة على لعب دور الـ «Fashionista» في المطار لا تعرف أبسط قواعد اللياقة المتعارف عليها وتجهل إتيكيت السفر.
ولأنّ عروض السفر تكثر في هذه الآونة، يتهافت اللبنانيون من «عِزّابي» ومتزوجين وعائلات إلى حجز تذاكرهم لإمضاء عطلة ممتعة خارج البلاد. فلكي لا تقعوا في أخطاء سوء التقدير، تعرض خبيرة الإتيكيت كارمن حجار رزق في حديث مع «الجمهورية» أصول اللياقة واللباقة خلال السفر.
في المطار
• يحضر المسافر إلى المطار قبل ساعتين أو 3 من موعد إقلاع الطائرة.
• يحرص على أن يكون بكامل نظافته، فيستحم ويضع العطور، على أن تكون الرائحة خفيفة لأنّ روائح العطور القوية تزعج الركاب المجاورين كما الروائح النتنة.
• يتحضّر المسافر نفسياً للانتظار، ويتقبّل بصبر إجراء كافة المعاملات والتدابير قبل الصعود إلى الطائرة.
• يحترم المسافر الوقوف بالصفّ على نقاط التدقيق والتفتيش، ولا يتجاوز حتّى لو كانت لديه «وساطة»، فالتجاوز غير لائق. وعلى زوجات الوزراء والعمداء… احترام القوانين والتقيّد بأصول التفتيش مثلهنّ مثل باقي الناس.
• على المسافر أن يحاول ضبط خوفه من السفر إذا كان يخشى الطيران، وأن يسترخي وينظر إلى الأمور بإيجابية بعيداً عن التعصيب.
• يجهّز المسافر نفسه ليُسهّل عملية تفتيشه على المسؤولين، فيضع الأغراض بحوزته في الصينية التي تمرّ في الماكينة المخصّصة، من دون أن يؤخّر الذي يقف وراءه.
• في حال معاناة المسافر، رجلاً كان أم سيدة، من عدم إمكانيته حمل أمتعته يمكنه الاستعانة بعتّالي المطار. ولا يجب أن تتّكل السيدة على الشباب أو الرجال الموجودين ليحملوا حقيبتها، كما لا يليق أن ترمقهم بنظرات عدم الرضى إن لم يبادروا إلى مساعدتها، وكأنّ ذلك من واجبهم، «فليس من واجب الشباب المسافرين حمل حقيبة أيّ سيدة بل العتّال».
• تقيّد المسافر بوزن الشنطة المحدّد لشحنها
• أثناء «البوردينغ» وتدقيق الأمن العام بجواز السفر لا يتحدّث المسافر عبر التلفون، كما لا يرتدي النظارات الشمسية أو يضع قبعة في المطار، بل يركّز على من يؤدي له الخدمة، ولا ينسى أن يلقي عليه التحية، ويتشكّره قبل الإنصراف.
• فكّر بوضع مشبك للأوراق «Attache» على الصفحة الأساسية في جواز سفرك لتسهّل على المفتش إيجادها.
• في صالات الانتظار، لا نضع أمتعتنا على الكرسي بجانبنا فالكراسي مخصّصة للناس، أمّا الأغراض فمكانها أرضاً.
• لا نحمل بيدينا أكثر من غرضين أو ثلاثة لأنّ ذلك يعيق صعودنا إلى الطائرة.
• نحترم أماكن الدخان في المطار
على متن الطائرة
• لدى الوصول إلى الطائرة نحيي المضيفة التي تستقبل المسافرين.
• نجلس بالأماكن المحدّدة لنا
• نلقي التحية ونبتسم للشخص الجالس بقربنا في الطائرة فور وصولنا إلى مقعدنا، فهو رفيق الدرب.
• نضع حقيبة اليد في المكان المخصّص لها، أي فوق مقعدنا مباشرة.
• إذا أردنا تغيير المقعد ننتظر حتّى يجلس الجميع وبعدها نطلب من المضيفة نقلنا إلى مكان جلوس آخر.
• عند طلب أي خدمة من المضيفة نبتسم لها، كما نتشكّرها لتأديتها. فالمضيفة ليست خادمة، وهي موجودة لتريحنا وليس لنُفرغ عليها الغضب أو لنحاول «التذاكي عليها».
• نستعمل التلفون فقط إذا كان ذلك مسموحاً، وفي هذه الحال نتكلّم عبره بصوت خافت جداً.
• على الراكبين في الدرجة الاقتصادية أن يتفهّموا أنّ الأولوية للدرجة الأولى ولدرجة الأعمال. فلا يُعتبر تمرير ركّاب هؤلاء الدرجتين أمام المسافرين في الدرجة الإقتصادية، أو منحهم امتيازات مخالفاً للقانون أو تمييزاً، خصوصاً أنّ هؤلاء دفعوا ثمن هذه الخدمات الخاصة، وعلى المسافرين في الدرجة الاقتصادية تفهّم ذلك.
• في الدرجة الاقتصادية يحقّ للجالس في الوسط استعمال يَدي الكرسي الوسطي.
• إذا أردنا الأكل والشرب نفعل ذلك بكل تهذيب محترمين أصول وقواعد الأكل أمام الناس.
• من حقّ الراكب إرجاع كرسيه في الطائرة، ولكن يحرص على استئذان الراكب الموجود وراءه، فإذا كان هذا الأخير يأكل فلا بدّ له أن ينتظره حتّى يُنهي أكله ليرجع الكرسي بهدوء.
• يمكن التحدث إلى «جارنا» في الطائرة إذا كان الحديث ضمن حدود الأدبيات والإحترام، وطبعاً في حال كان «الجار» قابلاً للتحدّث. فمن لا يريد الكلام في الطائرة يضع الـ «earphone» ليتابع فيلماً… أو يقرأ قصّة أو يستخدم الكومبيوتر أو ينام…
الحمّام في الطائرة
يحقّ للراكب استخدام الحمّام قدر ما يشاء. ويستأذن الشخص الجالس بجانبه ليفسح له مجال المرور إذا ما كان مقعده لناحية النافذة. أمّا إذا كان «الجار» نائماً ويصعب المرور من أمامه، فيمكن إيقاظه بهدوء. وتجدر الإشارة إلى أهمية تنظيف الحمام بعد استخدامه.
الأولاد في السفر
تؤكّد خبيرة الإتيكيت كارمن حجّار أنّ «الناس تنزعج عادةً من الأولاد المسافرين، لأنّهم غالباً ما يصدرون الضجة. لذا، على الأبوين تحضير أولادهما نفسياً للسفر، فركوب الطائرة لا يشبه السيارة، والسفر ليس رحلة إلى الجبل مع الأهل».
ومن واجب الأبوين أن يحرصا على أن تكون تصرّفات أبنائهما مهذّبة ولائقة قدر المستطاع. لا تتّكِل الأم على الخادمة لضبط الولد بل تتدخّل بنفسها ضماناً لعدم إزعاج المسافرين. وليس مُستحبّاً أن ينام الأهل في الطائرة إذا ما كانوا برفقة الأولاد، «فلا تنام الأم وتترك طفلها يركل الكرسي أمامه بقدميه، ما يُزعج الجالسين».
من المهم أن يجلس الأولاد في الأماكن المخصصة لهم في الطائرة من دون أن يُصدروا ضجة. ويُحضر الأهل معهم إلى الطائرة ما يسلّي الطفل كالألعاب الإلكترونية، المجلّات وحتّى الأكل والسكاكر… علماً أنّ اللعب على الهاتف أو سماع الموسيقى يكون عبر السمّاعة.
يُعتمد الصوت الخافت للتواصل بين الأهل والأولاد، فلا يربيان الأولاد أمام المجتمع ولا يصرخان عليهم في الطائرة، إنّما يحاولان بطريقة دبلوماسيه لجم الطفل عن الازعاج.
إنزعاج المسافر: المضيفة تتدخّل
في حال انزعج راكب من آخر لا يتوجّه له بملاحظة مباشرة أبداً، بل يسجّل شكوى لدى المضيفة التي تتدخّل، فتتكلم مع الشخص مصدر الإزعاج.
الخروج
• لا يقف المسافرون إلّا بعد توقّف الطائرة نهائياً
• يخرج الجالسون في الصفوف الأمامية أولاً ويبادر المسافرون بالخروج تباعاً من الأمام حتى الوراء. فلا يحاول جالس في الخلف تخطّي مَن يقف أمامه للخروج أولاً.
• إذا أرادت سيدة أن يساعدها أحدهم على إنزال حقيبتها من المكان المخصّص لها فوق المقعد، يمكنها أن تطلب مساعدة أحد الأشخاص بلياقة وتهذيب.
• حتّى لو لم نتحدّث إلى الجالس بقربنا خلال الرحلة، تؤكّد قواعد الإتيكيت أهمية توديعه قبل مغادرة الطائرة بكلمات «الحمدالله على السلامة»، «إلى اللقاء»…
• لا ننسى أبداً أن نشكر طاقم الطائرة قبل المغادرة.
سابين الحاج – جريدة الجمهورية