تعاني هبة "فوبيا" الرجل السكّير، بسبب زوجها إيلي. فلا يمكنه أن ينام من دون تناول كأس من الكحول على الأقل، وربّما يتطور إلى كأسين أو ثلاثة وينتهي به الأمر ثملاً.في المجتمع نساء سكّيرات، ورجال أيضاً. ولكن يبقى عدد الرجال الذين يميلون إلى تناول الكحول بانتظام أعلى من النساء، على رغم كون جسد المرأة أكثر استعداداً لإدمان الكحول في حال اعتادت عليها، وهي أكثر سرعة في السكر، مقارنة بالرجل.
كلّ يغني على ليلاه
تؤكد دراسة حديثة أنّ محافظة أحد طرفَي العلاقة على رصانته بينما لا يتردّد الآخر في الشرب باستمرار، يجعل الطرفين عرضة لأن يكونا غير راضيين عن زواجهما، وخصوصاً الزوجات. فهنّ يَستأن في حال كنّ لا يتناولن الكحول بينما يميل أزواجهنّ إلى احتسائه.
الحسم
"أنا أو الكاس اللي بإيدَك"، معركة شرسة تخوضها المرأة مع كأس زوجها المُسكر، ويذلّها إدمان شريكها إلى حدّ وضع نفسها بمَصاف "قنينة ويسكي" ودعوته ليختار بينها وبين الزجاجة. طبعاً تتوقع المرأة الرومانسية في هذه الحال أن يختارها شريكها متخلياً عن كأسه.
في بعض الحالات تسلم الجرّة فيسعى الرجل جاهداً للتراجع عن إدمانه على رغم بعض الإخفاقات، ولكن في حالات أخرى عديدة لا يأبه لتهديدها ولا يعيره أهمية أصلاً فيختار "الكاس"، على حسابها.
تؤكد ندى (32 عاماً) لـ"الجمهورية"، أنها تكره الكحول ولا تتخيّل نفسها إلى جانب رجل يبحث عن الشرب في كل جلساته. "تعرّفتُ الى جهاد واكتشفتُ أنّ المُسكر رفيق دربه. كنتُ واضحة منذ فترة تعارفنا الأولى، وعبّرت عن امتعاضي من إدمانه، أمّا هو فكان أوضح، فاختار المسكر وتخلّى عنّي".
حال ندى التي وضعت حداً لمعاناة كانت ستكون طويلة الأمد من خلال حسمها الموقف منذ البداية لا تشبه حال سيلفي (50 عاماً). فسيلفي أغرمت بميشال في صباها، ودخلت بمنافسة طويلة الأمد مع كأس العرق الذي فاز عليها.
غَضّت الطرف عن إدمانه ظناً منها أنه سيتغيّر بعد الزواج. ولكن بعد سكرتها به أتت فكرتها. فهي تزوجت وبدأت بإنجاب الأطفال، وهو استمرّ بالجلوس كل ليلة على الشرفة يشرب حتى يثمل. لم يغيّر من عادته قيد أنملة على مرّ السنين، ولم يأبه لا لتوسلاتها ولا لتهديدها بمغادرة المنزل. فهي أنجبت 3 أولاد وهو "سكران"، وباتت أسيرة سجنِ زوجٍ يردّد على مسامع الأقارب والأصدقاء باستمرار: "أنا بحبّ القنينة، ومرتي وين بَدّا تروح؟".
المشاركة مفيدة؟
تؤكد دراسة أنّ الشركاء الذين يشربون الكحول معاً يقيّمون علاقتهم الزوجية بشكل إيجابي مقارنة بأؤلئك الذين يحتسي أحدهم الكحول بينما يمتنع الآخر عنها، وذلك خصوصاً لناحية الزوجات.
فقد عبّرت مَن ترافق منهنّ زوجها في الشرب عن سعادة أكبر من التي تمتنع عن احتسائه بينما يداوم شريكها على هذه العادة. وقَيّم الأزواج الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً علاقتهم بالإيجابية كلما كانا كلاهما يحبّان شرب الكحول أو يمتنعان سوياً عنه.
تعليقاً على نتائج هذه الدراسة ترى الدكتورة كيرا بيردت أنّ "الأزواج الذين يمضون وقت الفراغ سوياً ويتقاسمون شتّى مفاصل الحياة والهوايات والنشاطات يتمتعون بعلاقة زوجية أفضل من غيرهم".
الهريبة
ربّما تنطبق هذه الحالة على الزوجين اللذين يتناولان الكحول إلّا أنهما غير مدمنين. فهما إن اختارا الترافق في الشرب أحياناً وثَملا معاً قد يكون الوضع ممتعاً لهما، إنما كيف لزوجة أن ترافق زوجاً سكيراً في شربه!
فيتحوّل كلاهما إلى سكّيرين ويضيع البيت والأطفال و"عمرو ما حدا يورَت"! المدمنون يؤسسون علاقات مدمّرة مع أفراد عائلاتهم، وفي حال تعرّفتِ إلى مدمن، لا توهمي نفسكِ بأنّ دخولكِ إلى حياته سيجترح المعجزات فيها وسيحوّله إلى حمل وديع وعاشق ولهان ينفّذ رغباتك ويتغيّر مثل العجينة بين يديكِ، بل احترسي، ففي هذه الحال تُعتبر "الهريبَة تِلتين المَراجل". إنسحابك من حياته في أسرع وقت يجنّبك ويلات كثيرة ومعاناة قاسية في المستقبل، أمّا بقاؤكِ وسكرتكِ به فمحفوفان بالمخاطر.
(سابين الحاج - الجمهورية)