ترسيخ رؤية جديدة للإعلام الاقتصادي. (ابرهيم الطويل)
حفل افتتاح "منتدى الاعلام الاقتصادي وتأثيره على القطاع المصرفي والمالي العربي"، باطلاق الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، مجموعة العلاقات العامة والاعلام التي تضم خبراء التسويق والاتصالات والعلاقات العامة في المؤسسات المصرفية والمالية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، "اذ توفر منصة لهم للتعرف الى احدث المنتجات المصرفية وتبادل الخبرات وتطوير المهارات ومناقشة الحالات العملية والمعوقات التي تصادف المصارف".
رغم ان افتتاح المنتدى جاء في مناخ اقليمي ضاغط، الا انه شكّل واحة ديموقراطية ليست غريبة عن العاصمة بيروت التي لا تزال توفر عنصر التواصل بين المصرفيين المحليين، العرب والدوليين من جهة، ونخبة من المتخصصين في المؤسسات الإعلامية من جهة اخرى، مما جعل وزير الاعلام وليد الداعوق يؤكد في حضور اكثر من 200 شخصية مصرفية لبنانية وعربية وممثلي 12 دولة عربية من بينهم دول خليجية، اهمية "مناخ الحرية الذي يتميز به لبنان، منذ عقود عدة، الذي وفر للاعلام مساحات واسعة لتطوير قدراته الذاتية التنافسية، كي يساهم جديا في التفاعل بين مكونات المجتمع بدفتيه الانتاجية والاستهلاكية، ويخفف من سلبيات التأثيرات السياسية والأمنية على الحركة الاقتصادية"، مشيرا الى ان القطاع المصرفي، لا يزال العمود الفقري للاقتصاد، والذي لولاه لما كان لبنان قادرا على الوقوف على رجليه رغم الازمات الاقتصادية الحادة والمتلاحقة، نتيجة السياسة الحكيمة التي لا يزال ينتهجها حاكم مصرف لبنان، وتجاريه جمعية المصارف، وبدعم اكيد من اتحاد المصارف العربية والدولية". شارك في المنتدى الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب وجمعية المصارف في لبنان، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه، رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل والأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام حسن فتوح، وذلك في فندق "كورال بيتش"، الجناح.
طربيه
ولفت طربيه الى ان "ما نشهده حالياً من حركة اعلامية واقتصادية متطورة ومتسارعة، جاء ليشكل احدى قنوات التكامل البنـّاء بين الاعلام والاقتصاد، والذي يتناغم مع ما توليه القيادة الحكيمة للاعلام ودوره ورسالته في خدمة الاقتصادات الوطنية والتنمية بمفهومها الواسع والشامل".
واذ اكد ان المنتدى "يسعى الى ترسيخ رؤية جديدة للاعلام الاقتصادي، ترتفع الى مستوى التحديات الاقتصادية المرتقبة وحجمها في منطقتنا العربية"، اشار الى "اهمية الاعلام الاقتصادي الذي يخاطب الرأي العام بهدف تعزيز دوره الايجابي في عملية الاصلاح الاقتصادي ودوره الفاعل في تعزيز المفاهيم التنموية، لا سيّما تلك التي تمس مباشرة حياة الناس ومصالحهم ومستقبل أجيالهم".
ورأى طربيه "أن الاعلام الاقتصادي يُعتبر اليوم واحداً من أهم فروع الاعلام، اذ من خلاله يمكن نقل التغيرات الاقتصادية وتحليلها وتفسيرها التي تحدث في المجتمع سواء تلك التي تتعلق بالأفراد أو المؤسسات أو القضايا المتصلة بالاقتصاد، واستخدام أساليب البحث والتحليل، وتحديد الأهداف في ظل السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية السائدة أو المتوقعة ومكافحة الفساد وتحديد الاخفاقات والنجاحات".
باسيل
اما باسيل فعرض بالارقام انجازات القطاع المصرفي اللبناني، "اذ في نهاية حزيران 2013، وصل اجمالي مطلوبات/موجودات المصارف التجارية الى نحو 157,9 مليار دولار، أي بزيادة نسبتُها 4% في النصف الأول من 2013 (8% على أساس سنوي) في مقابل زيادة نسبتُها 3,8% في النصف الأول من 2012"، لافتا الى انه في نهاية حزيران 2013، "وصلت قاعدة الودائع، والتي تشمل ودائع القطاع الخاص المقيم وغير المقيم وودائع القطاع العام، الى نحو 134,1 مليار دولار، لتكون قد ازدادت بنسبة 5% في النصف الأول من 2013 (+10% على أساس سنوي)، بينما بلغت الأموال الخاصة للمصارف التجارية نحو 13,5 مليار دولار، بزيادة نسبتُها 7% في النصف الأول من 2013 (14,1% على أساس سنوي)".
بدوره اعتبر القصار "ان الاقتصاد الوطني يقف اليوم عند منعطف حساس يرتّب علينا جميعا، مسؤولية أساسية للمساهمة في لم الصف الداخلي تحت راية واحدة لخدمة المصلحة الوطنية، اذ ان اقتصادنا يتأثر بالأوضاع المحلية قبل أي أمر آخر، وخصوصا في ما نشهده من التمادي في الجنوح عن اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس وتوريط الوطن والمغامرة به وباقتصاده وتهريب السياح والمستثمرين".
وقال: "بدأنا نعاني فعلاً من تداعيات ذلك، من جراء التفجيرات الأمنية المتنقلة بين المناطق، الى ارتفاع حدة التجاذبات والخطابات التحريضية والفئوية والمذهبية، فالانعكاسات التي يعانيها الاقتصاد وجميع الهيئات الاقتصادية والمواطنين جميعا من دون أي استثناء، فضلا عن شبه الفراغ الذي نعيشه بسبب تعثر تأليف حكومة جديدة"، داعيا الجميع الى "مواكبتنا في التحرك في سياق الهيئات الاقتصادية الرامي الى تنفيذ اقفال عام في كل المرافق والمؤسسات الاقتصادية يوم الأربعاء المقبل في حال لم يتم تأليف حكومة قبل ذلك التاريخ".
من جهته، تناول ناشر صحيفة "السفير" طلال سلمان، تعاظم دور الاعلام عموما، والاعلام الاقتصادي خصوصا، مؤكدا انه "بات من الصعب الفصل بين الاعلام الاقتصادي والسياسي"، مشيرا الى "ان الاقتصاد القوي يبني سياسة قوية". وكرم منظمو المنتدى الوزير الداعوق وباسيل عبر منحهما دروعا تذكارية.