خرجَ "الرياضي" بيروت من الدور نصف النهائي لبطولة الأندية العربية بعد خسارته على يد "جمعية سلا" المغربي المضيف بنتيجة (71-59)، بعد مشوار غير مقنِع من بطل لبنان من الناحية الفنّية.
تجمّعَت عوامل عدّة لإقصاء "الرياضي" عن الدور نصف النهائي، خصوصاً أنّ الفريق المغربي مارسَ ضغوطات كبيرة لتشتيت أذهان "الرياضي" قبل بداية المباراة وخلالها، حيث تحدّثت بعثة الرياضي عن إعطائها الملعب للحصة التدريبية في يوم المباراة بعد ساعتين من الموعد المحدّد والمتّفق عليه، وعندما تمّ ذلك أعطِي الفريق كرتين فقط للتدريبات. كما أنّ الأداء التحكيمي كان مسايراً إلى حدّ بعيد للفريق المغربي صاحب الأرض.
أضِف الى ذلك غياب احمد إبراهيم عن المباراة بداعي التسمّم. ورغم ذلك، فإنّ أداء "الرياضي" لم يكن مقنعاً طوال البطولة أيضاً، وخصوصاً في النصف الثاني من مباراة أمس، حيث خُيّل لمن تابع البطولة أنّ إسماعيل أحمد يختصر فريق "الرياضي" كلّه، أقلّه من الناحية الهجومية، فيما أنّ اللاعب الأميركي براين راش كان عنصراً سلبياً أكثر منه إيجابياً على الفريق، وكانت نسبته متدنّية جداً من المسافة البعيدة، فيما كان الفريق بأمَسّ الحاجة لتسديداته في هذه المباراة بالذات، ولم يعد خافياً أنّ الفريق سيستغني عنه.
فـ"الرياضي" الذي حافظ نسبياً على أدائه الدفاعي المعهود كعدد نقاط يتلقّاها، على رغم هفوات كثيرة ظهرت في منطقة تحت السلّة امام "سلا"، غير أنّ المشكلة الأساسية تكمن في هجومه الضعيف، والذي لا يمكن الاستمرار في تعويضه بالدفاع فحسب.
فالدفاع إن أدّى واجبَه يجب ان يرافَق بهجوم جيّد، وهو بحاجة لتدعيم في "الرياضي". فإذا كان تجنيس إسماعيل أحمد أعطى خياراً إضافياً للمدرّب سلوبودان سوبوتيتش، فهو أن يحضّر هدّافاً أجنبياً، لكنّ براين راش فشلَ فشلاً ذريعاً في هذا الدور وكان عبئاً على الفريق أكثر منه عاملاً مساعداً.
ولذلك لا بدّ أن يقتنع سوبوتيتش بحاجة الفريق الأصفر لمن يخفّف العبء عن إسماعيل أحمد، بعدما تحمّله وحيداً إلى حدّ بعيد في المباراة الأخيرة، كما لا بدّ من إطلاق يد أحمد إبراهيم أكثر في الناحية الهجومية دون تركِه يتصرّف بأنانية.
وبعدما كان "الرياضي" في قلب المنافسة خلال الأرباع الثلاثة الأوائل، حيث بدأ الربع الرابع والنتيجة متعادلة (47-47)، غير أنّ "الرياضي" انهارَ بقوّة بعد بداية ناريّة للفريق المغربي الذي سجّلَ 24 نقطة في هذا الربع مقابل 12 فقط لـ"الرياضي". المباراة كانت مشدودة الأعصاب، وهذا كان أمراً متوقّعاً في مباراة مؤهّلة الى النهائي وأمام الفريق المضيف الساعي بكلّ ما أوتي له لبلوغ النهائي.
وسيلتقي "سلا" في النهائي نظيرَه "الريان" القطري الفائز على "الأهلي" المصري (90-78). وبخسارته هذه، فشلَ "الرياضي" في تحقيق الثنائية بعد فوز سيّداته باللقب العربي في مصر الشهر الماضي، كما فشلَ في إضافة لقب سادس الى خزانته، لكن قد تشكّل هذه الخسارة فرصة لسوبوتيتش لإعادة النظر ببعض خياراته قبل انطلاق بطولة الدوري.
(دانيال عبود - الجمهورية)