يقف مشجعو كرة السلّة اللبنانية على اعتاب موسم جديد مليء بالإثارة والندية في ظل صراع جديد على لقب الدوري وذلك عندما يفتتح "الحكمة" المنتشي بإحراز لقب بطولة ابو ظبي الدولية البطولة بمواجهة ساخنة امام "الشانفيل" على ملعب غزير الساعة 17:50. والمفارقة انّ بعثة الحكمة وصلت فجر اليوم وستخوض بعد ساعات قليلة المواجهة الإفتتاحية.
يدخل "الحكمة" الموسم الجديد بعد فترة تحضيرات ممتازة تمكن خلالها من وضع حداً لثمانية اعوام من الإنقطاع عن الألقاب بعد تتويجه بلقب بطولتي القادسية وابو ظبي، وهو ينشد مرة جديدة البحث عن لقب الدوري اللبناني الغائب عن خزانته منذ العام 2004.
ولم يطرأ تعديلات كثيرة على تشكيلة اللاعبين المحليين في "الأخضر" إذ حافظ على معظم نجومه المحليين وفي مقدمتهم جوليان خزوع المتألق بقوة في الآونة الأخيرة ورودريغ عقل وإيلي رستم وإيلي إسطفان ودانيال فارس وباتريك بو عبود وكيكو حيدر، وأضاف اليهم هايك غيوقجيان الذي يعد صفقة رابحة لـ"الحكمة" واظهر اهميته خلال بطولة ابو ظبي من الناحيتين الهجومية والدفاعية.
ولعلّ النقطة التي تريح المدرب فؤاد أبو شقرا هي اللاعب تيريل ستوغلين الذي اثبت انّه الضالة المنشودة للإمساك بالفريق في الناحية الهجومية، نظراً الى قدرته الكبيرة على التسجيل من المسافات الكافة وتحريك الفريق. وسيعتمد الى جانبه على مواطنه دزموند بينيغر، علماً انّ ابو شقرا اعتمد سياسة تقشفية في اللاعبَين الاجنبيين قياسا بالسنوات الماضية وذلك بعد تخفيض الموازنة المخصصة لهذا الموسم.
"الحكمة" الذي تعرّض لخيبة امل كبيرة بخسارة اللقب الموسم المنصرم امام "الرياضي"، خرج بدرس كبير من نهائي الموسم المنصرم والذي خسره (2-4)، إذ يفترض ان يكون لاعبوه قد اصبحوا اكثر نضجاً وخبرة للتعامل مع المباريات الحاسمة. اضف الى ذلك انّ الفوز باللقبين الاخيرين قد يكسر عقدة رافقت "الحكمة" لسنوات.
ويعرف "الحكمة" انّ "الرياضي" ما زال الاوفر حظاً لإحراز اللقب لا سيما بعد تجنيس النجم المخضرم إسماعيل أحمد والفرص المرتفعة لإنضمام النجم فادي الخطيب الى صفوفه (الرياضي)، لكن يعوّل الاخضر على السير بالبطولة خطوة بخطوة وعدم الإسترسال والإفراط بالتفاؤل كما حصل الموسم المنصرم.
فتجنيس إسماعيل احمد الذي احدث زلزالا سلّوياً دفع بالأندية الاخرى لطلب إضافة لاعب اجنبي ثالث، ارتد على "الرياضي" حتى اللحظة بشكل سلبي من الناحية الفنية، ليس كقيمة اللاعب نفسه المعروفة للجميع، إنما على صعيد المجموعة، إذ لم يستطع بعد الجهاز الفني إيجاد التوليفة المطلوبة مع لاعب اجنبي جديد الى جانب "سمعة" ولورين وودز وآخر المحاولات كانت جيريمايا ماسي بعد برايون راش.
من ناحية "الشانفيل" الذي كان نشيطاً للغاية في سوق الإنتقالات سعيا للعودة الى "الفاينال 4" بعدما احتل المركز الثامن الموسم المنصرم، لكنّه في الوقت عينه جمع تناقضات كبيرة وسيكون من الشيّق متابعة هذا الفريق وماذا سيقدّم في البطولة.
إذ إنّ المستحيل اصبح معقولاً في الفريق المتني هذا الموسم بعدما اجتمع المدرب غسان سركيس باللاعبَين روني فهد وباسل بوجي في فريق واحد، لكنّ "الشانفيل" الذي ضمّ ايضاً نديم سعيد وإيلي شمعون وكارل سركيس ونديم حاوي وكرم مشرف وإيلي غالب، إضافة الى الجورجي نيكولوز تسكتشفيلي والعاجي محمد كوني، يدخل البطولة وهو ليس جاهزاً بنسبة كبيرة وسيعوّل في مباراة اليوم على الإرهاق الذي يعاني منه فريق "الحكمة" والذي وصل لاعبوه فجر اليوم الى بيروت.
تنطلق البطولة على وقع تخفيض ملموس في الإنفاق داخل اللعبة، ما دفع بناديين الى الإنسحاب (عمشيت والمركزية)، اضف الى ذلك انّ اندية عدّة لجأت الى تخفيض عقود لاعبيها او التوقيع مع لاعبين جدد بأسعار اقل من السابق، ولعلّ الطامة الكبرى هي بقاء عدد من اللاعبين من دون فرق حتى اللحظة وفي طليعتهم صباح خوري، فيما عمد البعض الآخر الى الإعتزال النهائي كغالب رضا.
ويبدو هذا الموسم مهماً للغاية فيعوّل الكثيرون على نجاح الفرق الاخرى في مقارعة "الرياضي"، ناهيك عن انّ المنافسة بين اللاعبين ستكون كبيرة على حجز مكان لهم في تشكيلة منتخب لبنان المدعو للمشاركة في بطولة آسيا المؤهلة الى اولمبياد ريو دي جانيرو 2016. إذ يملك نحو 20 لاعباً على الأقل حظوظاً وافرة في ان يتم إستدعاؤهم الى المنتخب الوطني هذا العام، في امر غير مسبوق.
برنامج المرحلة الاولى
اليوم: "الحكمة" - "الشانفيل" الساعة 17:50
غداً: "المتحد" - "هومنتمن" الساعة 16:00 و"هوبس" - "الرياضي" الساعة 19:30
الأحد: "التضامن" - "يو بي اي" الساعة 16:00
(دانيال عبود - الجمهورية)