سيواجه أتلتيكو مدريد الإسباني جاره ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تغلبه على تشلسي الإنكليزي 3-1 (0-0 ذهاباً) في الدور نصف النهائي. في مباراته أمام جوزيه مورينيو، تمكن دييغو سيميوني من كسب الرهان، وإثبات علو كعبه على الـ«سبيشل وان».
هادي أحمد -
لم تصطفّ «حافلات» الدفاع أمام مرمى تشلسي أو أتلتيكو مدريد. جاءت مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين الفريقين عكس قلق المتابعين. نجح المدربان البرتغالي جوزيه مورينيو والأرجنتيني دييغو سيميوني بالتخلي عن أسلوب الانكماش الممل الذي سيطر على مجريات مباراة الذهاب، ولبيا المطالب بضرورة الإمتاع وإحراز الأهداف وإبراز المواهب الفردية. وفي الصراع التكتيكي الكبير بينهما، والصدام الشرس بين اللاعبين، انتصر أتلتيكو. الوحيد الذي لم يخسر في البطولة الأوروبية هذا الموسم أثبت أنه يقدم مباريات كبيرة خارج أرضه. تغلب على الـ«بلوز» 3-1 وتأهل إلى المباراة النهائية، الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1974.
لم تهدأ المباراة طوال 90 دقيقة، ومبكراً، اهتز ملعب «ستامفورد بريدج». في الدقيقة الرابعة سدد كوكي كرة ساقطة، تلقفتها العارضة. تبادل الفريقان الهجمات السريعة، حتى جاءت الدقيقة 36، معلنةً افتتاح التسجيل لتشلسي عبر الإسباني فرناندو توريس بعد تمريرة من الإسباني سيزار ازبيليكويتا إلى «الرائع» ويليان في الجهة اليمنى الذي راوغ ومرر إلى الـ«نينو». «تلميذ» أتلتيكو هو الذي سجل الهدف. هذا بمنتهى القسوة. وقف هناك دون أن يحتفل، ومثله فعل مورينيو الذي أدرك أن المباراة لم تنته بعد. 8 دقائق وعاد الهدوء إلى 40 ألف مشجع. سجل أدريان لوبيز هدف التعادل الكافي للتأهل بعد التعادل ذهاباً 0-0.
انتهى الشوط الأول، وكان مورينيو أول العائدين من الاستراحة. كلمات قليلة للاعبيه: «لا مفر... عليكم بالهجوم». وفي الشوط الثاني، بعكس المتوقع، كانت البداية نارية لأتلتيكو. تسديدة من تياغو منديش سيطر عليها الحارس الأوسترالي مارك شفارتسر بديل المصاب بيتر تشيك (51). لا شك أن إدارة الـ «بلوز» نادمة على إعارة حارس أتلتيكو البلجيكي تيبوا كورتوا إلى غريمها. نجح بالتصدي لكرات خطيرة جداً كانت كفيلة بصعود تشلسي. وبمحاولة مورينيو تعزيز هجومه عبر دخول المهاجم الكاميروني صامويل إيتو بديلاً لأشلي كول، قلب إيتو - عن طريق الخطأ طبعاً - الطاولة عليه. سبب ركلة جزاء إثر انقضاض خشن على دييغو كوستا نفذها بنفسه ووضعها في الشباك (60). ثم ما لبث أن دخل السنغالي ديمبا با بدلاً من توريس، حتى توسع الفرق أكثر. عزز أتلتيكو تقدمه بالهدف الثالث عندما تابع التركي اردا توران برأسه كرة مرفوعة من الجهة اليمنى فارتدت من العارضة إليه، ليتابعها في الشباك (72).
بعدما وجد سيميوني التكتيك المناسب لاختراق دفاعات صاحب الأرض، عاد للتمركز الجيد في الخط الخلفي، واللعب على المرتدات، ما صعب المهمة على تشلسي. لربما كان أفضل للـ«مو» أن يبقي «حافلته» مصطفةً أمام مرماه، واللعب على المرتدة التي عبرها حقق مراده مسبقاً.
تأهل أتلتيكو مدريد ليلاقي جاره ريال مدريد. في دوري الأبطال، إنه موسم للعاصمة الإسبانية. لأتلتيكو وريال معاً. للإيطالي كارلو أنشيلوتي ولسيميوني الإيطالي الطباع والثقافة. متتبعو كرة القدم على موعد مع مواجهة منتظرة في لشبونة بين الثنائيين.
رقم قياسي لكورتوا
خاض حارس أتلتيكو مدريد البلجيكي تيبو كورتوا أمام تشلسي مباراته رقم 150 مع «روخيبلانكوس». ولعب كورتوا 27 لقاءً في البطولات الأوروبية بقيمص أتلتيكو. ودخل مرماه 17 هدفاً، بمعدل 0.615 في المباراة الواحدة. ويبتعد كورتوا بفارق كبير عن حارس مرمى أتلتيكو السابق أبيل الذي خاض 17 مباراة أوروبية تلقى خلالها 15 هدفاً، بمتوسط 0.88 هدفاً في كل مباراة، يليه ليو فرانكو، الذي خاض 16 مباراة أوروبية اهتزت شباكه فيها 15 مرة، بمتوسط 0.93 هدف في المباراة الواحدة.