تفاعل اقتراح الأندية التسعة في الدرجة الأولى في لعبة كرة السلة والقاضي باعتماد ثلاثة لاعبين أجانب في بطولة الدوري العام للموسم المقبل، بعد الاعتراضات التي واجهته، وإصرار الأندية التسعة على التمسك بالمقترح، وإعلان بعضها أنها ستجد نفسها مرغمة على عدم المشاركة بالبطولة إذا لم يؤخذ بهذا الاقتراح.
ويرى رئيس نادي «المتحد» طرابلس أحمد الصفدي أن استمرار لعبة كرة السلة والحفاظ على ديمومة بطولاتها، وعلى مصلحة لاعبيها لا يكونان بالمزايدات، بل باجراء دراسات معمقة لوضع اللعبة وأنديتها، وتقديم الحلول الناجعة التي تساهم في استمرارية البطولات وفي ظل مستوى فني مرتفع بما يحافظ على سمعة كرة السلة اللبنانية عربيا وآسيويا وعالميا.
ويؤكد الصفدي أن هذا الاقتراح لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة معاناة كبيرة بدأت ترخي بثقلها على الأندية التي تجد نفسها عاجزة عن الاستمرار في ظل الأعباء المالية الباهظة المفروضة عليها.
ويدعو الصفدي الى عدم المزايدة «في غيرتنا على تحقيق مصلحة المنتخب اللبناني بكرة السلة، فكل الأندية تمتلك من الحس الوطني ما يجعلها تسعى الى رفد هذا المنتخب بخيرة لاعبيها، وبذل كل الجهود من أجل تطويره وتنظيمه ليتمكن من تقديم أفضل صورة عن لبنان».
ويؤكد أن اقتراح الأندية لا يؤدي الى إضعاف المنتخب الوطني أو الى تراجع مستواه بل على العكس تماما فهو يساهم في اختيار نخبة اللاعبين اللبنانيين الذين سيكونون الركن الأساسي في كل ناد، وسيدفع كثيرا من اللاعبين الى تقديم أفضل ما لديهم خلال بطولة الدوري لاثبات وجودهم، ليتم اختيارهم من أجل تمثيل بلدهم والدفاع عن ألوان منتخبه، والدليل أن هناك لاعبين لم يشاركوا على أرض الملعب لأكثر من عشر دقائق خلال الموسم كله، وهم اليوم في عداد المنتخب».
ويشير الصفدي الى انه لا يمكن القول ان 90 في المئة من أندية الدرجة الأولى تعمل ضد مصلحة المنتخب، أو اتهامها بالتواطؤ عليه، «فالمنتخب هو نتاج هذه الأندية التي قدمت كل ما تملك من إمكانات مالية وفنية وإدارية، وبالتالي فان كل ما يقال في هذا الاطار مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يجوز أن تضرب تضحيات هذه الأندية عرض الحائط، بسبب مصالح معروفة وطموحات واضحة، في حين أن مصلحة اللعبة والمنتخب تفرض على الاتحاد أن يهتم بالفئات العمرية وبالشباب، وأن ينظم بطولة دوري للشباب موازية للبطولة الأولى، لأن ذلك كفيل بايجاد حاضنة للاعبين المميزين الذين يمكن أن يتم رفد المنتخب بهم، فضلا عن أن هذا الاقتراح يساهم في تقوية فرق الدرجة الثانية من خلال المشاركة الفاعلة لبعض نجوم الدرجة الأولى».
ويقول: إن اقتراح الأندية التسعة من شأنه أن يحدث صدمة إيجابية في الساحة السلوية، وأن يعطي الأندية فرصة جديدة لتكوين فرقها بما يتناسب مع إمكاناتها، وأن يحقق تكافؤ الفرص في ما بينها وكذلك العدالة، ومن شأنه أيضا أن يشعل المنافسة في بطولة الدوري العام ضمن موازنات معقولة، وأن ينهي مرحلة النتائج المعروفة سلفا.
ويتابع الصفدي: لا أحد يدعي أنه وحده يمتلك حصرية الدفاع عن كرة السلة اللبنانية، أو حماية مصالحها، فكل الأندية شريكة في هذه المهمة بالتساوي والتضامن والتكامل، وكل الأندية تشدد على ضرورة أن تحافظ اللعبة على مستواها الفني الكبير في البطولة المقبلة، لكن من حق هذه الأندية التفتيش عن السبل الكفيلة لضبط المصاريف بما يسمح لها باكمال رسالتها السامية في هذه اللعبة والمشاركة الفاعلة في كل بطولاتها.
لذلك، فاننا نشدد على وضع كل الاعتبارات الخاصة جانبا، وأن نبدأ حوارا بناء مجديا، يأخذ اقتراح الأندية التسعة على محمل الجد».
ويؤكد الصفدي أن أحدا لا يمكن أن يقبل بأن يكون تطبيق هذا الاقتراح على حساب أبنائنا من اللاعبين الذين نحترم تاريخهم وعطاءاتهم وتهمنا مصلحتهم التي نضعها فوق كل اعتبار، ولا أظن أن أيا من الأندية قد قصر بحق لاعبيه، لكن للضرورة أحكاما، وأحكام هذه الضرورة تحتم علينا أن نسير باقتراحنا الذي يعزز الاستقرار المالي للاعبين لسنوات طويلة، وإلا فان الاتحاد لن يجد أندية يدير شؤونها، واللاعبون لن يجدوا فرقا تحتضنهم.
ويختم الصفدي: إن هذا الاقتراح يشكل شبكة أمان وحماية للعبة كرة السلة وبطولاتها، فاما أن يناقش بهدوء بعيدا عن المناكفات والمزايدات، وإما أن تدخل كرة السلة دائرة الخطر، وعندها ليت ساعة مندم.