يغرّد النادي "الرياضي" خارج سرب سائر اندية كرة السلّة اللبنانية. ففي الوقت الذي تعاني فيه كل الاندية من صعوبات جمّة وقد أعلنت عن ذلك صراحة من خلال طلب رفع عدد اللاعبين الأجانب الى 3، يعيش الفريق الأصفر في نعيم حيث يضع حالياً لمساته الاخيرة على تشكيلته تمهيداً لإعلانها، حتى يمكن القول إنّ وجود "الرياضي" أصبح ضمانةً لبقاء كرة السلّة اللبنانية مهما اشتدّت الصعاب.
لا تزال حركة أندية كرة السلة إستعداداً للموسم المقبل مجمّدةً في إنتظار القرار الذي سيتخذه إتحاد اللعبة بالنسبة لقضية رفع عدد اللاعبين الاجانب من 2 الى 3، والذي كلّما تأخر كلّما تأخرت الاندية للبدء في تحضيراتها للموسم المقبل.
وحده "الرياضي" يغرّد خارج السرب، وأمس وصل المدرّب السلوفيني اليوناني الأصل سلوبودان سوبوتيتش الى بيروت لإطلاق تمارين الفريق للموسم المقبل الحافل خارجياً ومحلياً للنادي الذي احرز لقب بطولة لبنان الموسم المنصرم للمرة الثامنة في 10 أعوام.
"الرياضي" يستهلّ موسمه الجديد بالمشاركة في دورة ودّية في اليونان بمشاركة كبار الأندية اليونانية وفي طليعتها "اولمبياكوس" بطل أوروبا السابق، بين 3 و5 تشرين الأول، قبل أن يبدأ حملةَ الدفاع عن لقبه في بطولة حسام الدين الحريري بين 10 و17 من الشهر نفسه.
ويواصل بطل لبنان جولته المكوكية بالمشاركة في بطولة الاندية العربية في المغرب بدءاً من 22 تشرين الأول ايضاً حيث يطمح لإحراز لقبه السادس قبل أن تنطلق بطولة لبنان التي لم يُحدّد موعدها بعد.
وكالعادة يعمّ النادي "الرياضي" استقرارٌ فنّي ومالي وإداري، وهو ما ينعكس إيجاباً على ارض الملعب وفي عطلة الموسم حيث يعمل الفريق وجهازه الفنّي بكلّ هدوء ورصانة. وكان الفريق بدأ تمارينه بمَن حضر تحت إشراف مساعد المدرّب أحمد الفرّان وسيبدأ توافد اللّاعبين تباعاً بعد وصول سوبوتيتش.
وحسم "الرياضي" 95 في المئة من تشكيلته بحيث أبقى على العملاق الأميركي لورين وودز بعدما وقّع معه عقداً جديداً قيل إنّه اقلّ كلفة من العقد السابق بنحو 60 ألف دولار، وسيبقي إبن الـ 36 عاماً في صفوف الفريق البيروتي حتى نهاية موسم 2014-2015 مع إمكانية التجديد لسنة إضافية.
ويأتي التعاقد مع وودز كونه لاعبَ إرتكاز نادر من حيث الحجم والتأقلم مع المجتمع اللبناني، ويعوّل عليه سوبوتيتش من الناحية الدفاعية أكثر من الناحية الهجومية حيث عزّز أبناء المنارة صفوفهم بضمّ الجناح الاميركي براين راش الذي يلعب في المركزين 2-1، بالإضافة الى التعاقد مع اللاعب اللبناني الشاب مارك غفري القادم من دوري الجامعات الأميركي للدرجة الثالثة حيث بلغت معدّلاته نحو 25 نقطة في المباراة الواحدة.
وكان غفري حضر الى لبنان في أيار الماضي وخضع لفترة تجارب ونال إعجابَ الجهاز الفنّي، حيث يبلغ غفري إبن مدينة علما الشعب الجنوبية 183 سنتم من الطول ويلعب في المركز 2 ويتمتع بيد ذهبية.
ولا شكّ أنّ جديد نادي "الرياضي" الموسم المقبل هو مشاركة نجمه المصري إسماعيل أحمد كلاعب محلي بعد نيله الجنسية اللبنانية، فعلى رغم بلوغ "الفرعون" سنّ الـ38 فهو لا يزال علامة فارقة في البطولة وأثبت ذلك من دون مواربة الموسم المنصرم، فكيف إذا كان لبنانياً. سُمعة توصّل ايضاً الى إتفاق لتجديد عقده مع الفريق لثلاث سنوات وقد جرى توقيع العقد أمس.
كما حافظ النادي على لاعبي النخبة الآخرين كقائده جان عبدالنور وأحمد إبراهيم وعلي محمود وأمير سعود وعلي حيدر، لكنّه اضطر للإستغناء عن لاعب الإرتكاز روي سماحة الذي سيعوّض بعلي فخرالدين او نديم حاوي من خارج لائحة النخبة.
كما كان وائل عرقجي الذي يتطوّر مستواه تدريجاً، قد وقّع عقده الاول الإحترافي لمدة ثلاث سنوات مع "الرياضي" الذي بدأ معه منذ نعومة اظافره. فيما سيستمرّ ميغيل مارتينيز مع الفريق ايضاً. أما وضع اللاعب عمر الترك فلم يتحدّد بعد وستتوضّح الصورة في الأيام القليلة المقبلة مع فرصٍ متساوية لبقائه أو رحيله.
في المقابل، غادر اللاعبان الناشئان عزّت قيسي وبلال طبارة، وقد كانت وجهة الأول "التضامن زوق مكايل"، فيما لم يوقّع الثاني مع ايّ فريق بعد.
ويبقى لأيّ فريق يريد أن ينافس "الرياضي" على اللقب أن يستقيَ العبر.
(دانيال عبود - الجمهورية)