*المصالحة مع مفهوم السياسة
المشاركة في إدارة الشأن العام.
تتطلب عملية اعادة بناء الدولة، المصالحة مع السياسة . فالسياسة بنظر كثيرين مرادفة للمناورات والخصومات والممارسات المشبوهة واستعمال النفوذ، وهي الدوس على المبادىء للاستيلاء على السلطة. غير ان السياسة هي رهان كبير، ونضال متواصل وممارسة يوميّة للأفراد كما الجماعات، لتأمين حق الانسان في الحرية، والعدالة، والسلام ، والعيش الكريم وهدفها الوصول الى مجتمع يعترف فيه كل شخص بالآخر. لذا يجب اعادة الاعتبار للعمل السياسي, لأن السياسة هي خدمة من اجل الخير العام. كلّ من موقعه ووفقا" لدعوته ورسالته وامكاناته الخاصة ، في البلدة او المدينة ، في الجامعة والنوادي والنقابات والمؤسسات الاجتماعية والجمعيات الانسانية والحركات والاحزاب مدعون للمشاركة في ادارة الشأن العام، كونها المدخل الى تصويب الامور.
"على الشباب ان يكونوا ملتزمين بكل خدمة يمكن تأديتها في قلب المجتمع. فيكون حضورهم فعّالا"، وشجاعا"، ومثابرا"في شؤون الوطن، مقتحمين الحياة العامة في جميع اوجهها السياسية والقتصادية والاجتماعية والثقافية."
الالتزام بالقيم الاخلاقية.
ساهمت الحرب في اضعاف نظام القيم في لبنان، وشهدت السنوات الأخيرة ممارسات سياسية بعيدة عن القواعد الاخلاقية . فلكي يستقيم الأداء السياسي، من الملح ان يتجدد الشعب روحيا" ويستندوا في عملهم السياسي على ارضية صلبة من مبادىء وقيم وفضائل .
ان المشاركة في السياسة تساعد في تفعيل الحياة السياسية عبر تجديد قيادييهم ومحاسبتهم، وذلك عندما يختارون ممثلين يتمتعون بالمصداقية والشفافية والاستقامة المسلكية والشجاعة الفكرية، قادرين على تقديم المصلحة العامة على مصالحهم الفردية والفئوية ،ممثلين يتحلون بروح الخدمة والتضحية ولديهم سعة الاطلاع في التشريع والقدرة على الابتكار والتجدد وتحسس مشاكل العصر.
تعزيز الثقافة والممارسة الديمقراطية.
قد اظهرالشعب اللبناني دوما" تعلقهم بلبنان السيد، الحرّ والمستقل ذي نظام ديموقراطي . وهم اليوم مدعوون بان يتمسّكوا بهذا النظام ، وان يدافعوا عنه لانه الشرط الاساس لبقاء لبنان .ايضا" ان يساهموا اكثر في تعزيز الثقافة الديموقراطية، ومفهوم المواطنية، فيعطون الاولوية للنقاش بدل التناحر، ويتحاورون معتبرين الحقيقة جزء من تفكير الآخر.ويغلبون المنطق على الغرائز، ويبتعدون عن العنف والكذب في سلوكهم اليومي.
" نريد ان ننتقل من مرحلة المواطن القابل بما هو مفروض عليه الى المواطن الفاعل والمؤثر في مجتمعه والقادر على التغيير بدءا" من ذاته ."
*تجديد الحياة السياسية
ان الاطار الصحيح من أجل تجديد الحياة السياسية في لبنان يعبر عبر عدد من الاصلاحات والتحديث والترميم في البناء القديم للجمهورية اللبنانية وذلك عبر العمل على:
إقرار اللامركزية الادارية الموسعة
انشاء مجلس شيوخ
اصلاح قانون الانتخابات النيابية على اسس مدنية
تحديث الدستور نحو نظام لا يتعطّل
تنمية المجتمع المدني
تعزيز الحياة النقابية
تفعيل مبدأ الحياد الاجابي في صراع المحاور
تطوير الاحزاب اللبنانية
مشاركة أكبر للشباب والمرأة في الحياة العامة
*بناء دولة ديمقراطية حديثة
التوفيق بين المواطنية والتعددية
يحتاج المواطن اللبناني الى دولة ديموقراطية وحديثة ، قادرة على حمايته ، وتوفير ظروف عيش حرّ كريم . وتقوم هذه الدولة على التوفيق بين المواطنية والتعددية اي على الجمع بين دائرتين اساسيتين في انماء اللبنانيين، دائرة فردية مدنية ، تتحدد بالمواطنية التي ينبغي ان تطبق على الجميع بالشروط نفسها. ودائرة جماعيّة تتحدد بالطوائف الموجودة ، التي تريد الاعتراف بالتعدد وبحق هذا التعدد من التعبير عن نفسه . وقد اخذ الدستور بهذا التمايز بين هاتين الدائرتين .ان الدولة المنشودة هي دولة تؤمّن ، التمييز الصريح ، حتى حدود الفصل بين الدين والدولة ، بدلا"من اختزال الدين في السياسة او تأسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق.
التمييز الصريح بين الدين والدولة
ان الدولة المنشودة هي دولة تؤمّن ، التمييز الصريح ، حتى حدود الفصل بين الدين والدولة ، بدلا"من اختزال الدين في السياسة او تأسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق.
الانسجام بين الحرية والعدالة
ان الدولة المنشودة هي دولة تؤمّن ، الانسجام بين الحرية التي هي في اساس فكرة لبنان ، والعدالة القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات.
الانسجام بين حقوق المواطن وحق الجماعات
ان الدولة المنشودة هي دولة تؤمّن ، الانسجام بين حق المواطن كفرد في تقرير مصيره ، وادارة شؤونه ورسم مستقبله، وبين حق الجماعات في الحضور والحياة على اساس خياراتها.