لماذا نضحك؟ ولماذا لا نفعل؟ إن كنت مكتئباً أو ممن يصعب رسم ابتسامة على وجوههم، ما عليك الا أن تشاهد اللقطات التي نعرضها من حلقة "أحمر بالخط العريض" (المؤسسة اللبنانية للارسال) التي بثت مساء الأربعاء وعرضت لموضوع ذكي في اختياره وفي توقيت عرضه أيضاً، حيث وُفق مالك مكتبي وفريق البرنامج في ايصال شحنات من المرح الى المشاهدين الذين لم يتفاجؤوا بالاستماع الى معلومات بحثية سردها البرنامج عن فوائد الضحك من تمرين العضلات وتفعيل أدائها والتخلص من الآلام وتحسين الوضع النفسي وتقوية المناعة الخ...
في الحلقة شاهدنا نماذج لأشخاص "مدمنين" على الضحك، منهم من يخبر أنه "يشعر بدوخة ولا يرى شيئاً أمامه حين تنتابه نوبة الضحك التي أخذت تصيبه بعد سن الثلاثين"، آخر يقول ان ما يحصل له حين يضحك "أشبه بنوبة تجعله أحياناً يغيب عن الوعي لمدة دقيقتين وتشعره بالذعر من أن يصيبه مكروه"، وأحد الضيوف يشير الى انه ولشدة الضحك يكاد "يتشردق" وتتقطع أنفاسه.
في حالة النساء اللواتي استضافهن مكتبي، حضر الموروث الاجتماعي الذي ينسب للسيدة التي تضحك كثيراً صفاتاً قد لا تعجب الشريك، فمع الاقرار ان "الضحكة هي جواز عبور الى قلب الشريك"، الا ان احدى الضيفات باحت انها "تعرفت الى رجل وحاولت عقلانياً ان تنجح العلاقة، لكن كثرة ضحكها كانت تصيب الشريك بالغيرة فلم تنجح الامور".
نجم الضيوف كان غازي عبدالغني الذي بدأ حديثه بالقول ان ضحكته توصف بـ"ضحكة الدجاجة". الرجل يضحك من قلبه ولا يستطيع السيطرة على نفسه وحين تشتد النوبة "يضرب" يده على رأسه. "كاراكتير" غازي أدخل مالك والموجودين في الاستوديو ومشاهدي الحلقة في نوبة ضحك شديدة بدت ضرورية لاخراج الشحنات السلبية المسيطرة على النفوس. تمظهرت الحلقة فسحة "علاجية" على طريقتها لم تجانب عمق الأشياء، وفي جوهرها تندرٌ مفاده: "كم نحن في حاجة للضحك"!