ذكرى الرابع عشر من آذار التي احتفل بها "التيار الوطني الحر" الاسبوع المنصرم في فندق "الهيلتون" خطفت الأضواء، ولم تكن المواقف السياسية الحدث بقدر ما كانت الأحداث التي رافقت الاحتفال. فمن التبذير المالي الى تقبيل يد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، الى ما رافق ذلك التقبيل من ردود فعل مؤيّدة وشاجبة، وصولاً الى الأغنيات الخاصّة التي أنشدت في المناسبة من قبل المطربين معين شريف وملحم زين والملحّن سمير صفير. كلّها أحداث أتت على هامش الاحتفال وأثارت موجات من المواقف السياسية والاجتماعية، غير أن ما غاب عن بال المتتبعين الزيارة التي سبقت الاحتفال بيومين، والتي قام بها الفنان اللبناني ملحم بركات، برفقة رجل الاعمال روجيه عازار الى الرابية للقاء العماد عون.
الزيارة لم تكن مفاجئة. فالموسيقار يحب الجنرال، وأهل كفرشيما مسقط رأس الفنان ملحم بركات يعرفون ذلك، غير أن سبب الزيارة هو المفاجأة بحد ذاتها.
الموسيقار ملحم بركات قصد الرابية شارحاً للعماد عون سبب رفضه تقديم أغنية خاصة به على غرار المطربين شريف وزين والملحن صفير. رفض الفنان بركات تقديم أغنية للنائب عون برّره بالندم الذي أصابه على اثر تقديمه أغنية خاصة لرئيس الجمهورية السابق أميل لحود بعيد انتخابه رئيسا للجمهورية بعنوان "من فرح الناس".
وفي التفاصيل أن رجل الأعمال روجيه عازار تولّى التواصل مع الموسيقار ملحم بركات، وطلب منه تقديم أغنية خاصة للجنرال، فطلب إمهاله بعض الوقت ليدرس الموضوع. وبعد الدراسة قرّر بركات عدم تكرار فعلته السابقة فاتّصل بعازار وأبلغه رفضه طالباً اليه ايجاد مخرج لموقفه منعاً للاحراج مع الجنرال، فتولّى عازار تأمين لقاء مع سيّد الرابية يشرح فيه بركات وجهة نظره ويؤكد حبّه لعون. أما النائب عون فكان متفهّماً موقف الموسيقار وطمأنه الى أن موقفه المبدئيّ لن يؤثّر على المودّة التي يكنّها له.
وفي خفايا لقاء رجل الأعمال عازار والموسيقار بركات أن الأول طلب من الثاني وضع المبلغ الذي يريد بعد رفضه تقديم الأغنية، غير أن بركات رفض رفضاً قاطعاً، معتبراً أن الأمر لا علاقة له بالمال بل بقرار نهائي يمنعه من تقديم أي أغنية لأي سياسيّ لبنانيّ أو عربيّ أو حتى عالميّ.
وفي اتّصال أجري بين عازار وبركات بعيد انتهاء احتفال "الهيلتون" وتطوّر ردود الفعل حول تصرّفات الفنانين الحاضرين في الحفل شدد بركات على صوابية قراره، معتبرا أن تواجده في مثل هكذا احتفال كان سيضعه في اصطفاف سياسيّ واضح ويضرّ بصورته كفنان على مساحة الوطن. ورأى أن البيئة التي ينتمي إليها المطربان معين شريف وملحم زين تسمح لهما بالمجاهرة بمواقفهما السياسية جازماً بأنه ينتمي الى بيئة لا تسمح له بالدمج بين السايسة والفن خصوصاً في أعماله الفنية.
أما بعد فالمشكلة باقية هي هي، حيث أن بعض الفنانين فعلوا أكثر من هؤلاء الثلاثة في احتفالات خاصّة برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كالفنانة اليسا التي تجاهر بحبها لرئيس القوات والفنان جوزف عطيّة الذي رفع شعار حزب القوات فور فوزه في برنامج ستار أكاديمي.
(رامي نعيم)