تحت عنوان "كيف تتقدَّمين في العمل؟"، كتبت سابين الحاج في صحيفة "الجمهورية": "يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من عدم الراحة في مكان العمل، وخصوصاً النساء. فدراسة بريطانية أكدت أنّ النساء العاملات يعانين من التوتر أكثر من زملائهن الرجال، بسبب سعيهن لإثبات كفاءتهن، والحصول على مرتبات تساوي تلك التي يحصل عليها الرجال. ومن المعروف أنّ المراكز القيادية والمناصب العالية غالباً ما تُسلّم للرجال على حساب النساء، وذلك فقط لكونهم ذكوراً ولأنّ المجتمع اعتاد الاستخفاف بقدرات النساء.لا تعرف النساء تراجعاً على صعيد المراتب فقط، إنما يعانين تراجع مستويات رواتبهنّ مقارنة بالرجال، حيث يتقاضى الرجل عالمياً راتباً أعلى من المرأة إذا ما قام بالعمل ذاته، وذلك فقط لأنه رجل.
وفي هذا السياق كان المنتدى الإقتصادي العالمي أكد عام 2015 أنّ الفجوة بين أجور المرأة والرجل تحتاج نحو 118 عاماً قبل أن تُردَم، وأنّ المرأة تتقاضى اليوم ما كان يتقاضاه الرجل عام 2006 على رغم تزايد عدد النساء الحاصلات على تعليم عالٍ حول العالم. وربما يضع هذا الواقع المُقلق، النساء أمام تحدّي إثبات أنفسهن بتقديم التضحيات المهنية فيدخلن منافسات ترهقهن نفسياً وجسدياً.
طالبي بزيادة راتبكِ
لتتحرّري من واقعكِ لا بدّ أن تطالبي بزيادة راتبكِ عندما تسمح الفرصة. فربط النساء بصورة نمطية تصورهنّ ربّات بيوت ومسؤولات عن الأعمال المنزلية والأولاد بالدرجة الأولى، واقتناعهنّ في قرارة أنفسهنّ بأنهنّ لسن المموّل الأساس في بيوتهنّ يجعلهنّ لا يتجرأن على مناقشة رواتبهنّ وطلب المزيد أسوةً بالرجال. إحصاءاتٌ فرنسية تشير إلى أنّ 60 في المئة من النساء لا يطلبن زيادة على رواتبهنّ، بينما تشتكي 75 في المئة منهنّ من أجورهنّ.
سوّقي لإنجازاتكِ
ولتتقدّمي في عملك لا بدّ أن تسوّقي لنفسكِ بشكل جيّد كما يفعل الرجال. فقلّة ثقتكِ بنفسكِ تدفعكِ إلى سوء تقييم إمكانياتكِ. ونطرح في ما يلي نصائح يقدّمها لكِ الخبراء ويمكنك اتّباعها من زيادة فرصكِ بالنجاح المهني.
قدّري نفسكِ
زيادة ثقتكِ بنفسكِ تسمح لك بالتقدّم، ولتحقيقها عليكِ أن تعي نقاط قوتكِ كما نقاط ضعفك. فكري بميزاتكِ الإيجابية، وبنوعية الأعمال التي تهوين إتمامها، وتبدعين بها. وتذكّري أن ليس من انسان فاشل بل ربما يكون في المكان غير المناسب. اعرفي مهاراتكِ وتذكّريها في لحظات شكّكِ بنفسك. ولا تغب عن بالك إنجازاتك السابقة. فكلّما وقعت في وضع صعب أو وُجدت أمام تحدّ يقلقكِ، تذكّري عدد المرات التي واجهتِ فيها امتحاناً صعباً في حياتكِ وتمكنت من تخطّيه بنجاح.
التميّز
يُقبل الناس على شراء أيّ منتج جيّد ومميّز عن غيره، لذا اسعي إلى التميّز في عملكِ. من المهم أن تدركي القيمة الإضافية التي تزيدينها على المؤسسة حيث تعملين، وأن تسوّقي لإبداعاتكِ داخل المؤسسة، وذلك ليس من باب الإدّعاء إنما ليتمذ إلصاق اسمكِ بالعمل الذي تنجحين به. فلا تحتفظي بقصص نجاحكِ لنفسكِ، إنما تحدّثي عنها ليعرفها زملاؤك ومدراؤك. وهذا يفيدك خلال بحثك عن عمل آخر أيضاً، إذ يساعدك على تصوير مهاراتك من خلال أمثلة ملموسة ودقيقة.
إبني صيتك بتأنٍ
أن تكون كفوءة وقادرة على تحمّل المسؤولية ومحطّ ثقة، هي حسنات ضرورية لنجاحكِ، ولكنها لن تفيدك بشيء إذا لم يكن المعنيون يدركونها. تطوير علاقاتكِ سبيل لزيادة قيمتكِ المهنية. فكلما ازداد عدد الناس الذين يعرفونكِ ويثقون بكِ ويعلمون بمهاراتكِ وبقيمتكِ كلما ازدادت فرصك بالتقدّم داخل المؤسسة حيث تعملين، وارتفعت حظوظكِ بإيجاد عمل آخر يكون أفضل. لذا أخرجي وشاركي بالنشاطات المهنية وزيدي عدد علاقاتكِ العامة.
مارسي دورَ الفائزة
لترصقدّمي صورة إيجابية عن نفسكِ يجب أن تنتبهي إلى طريقة حديثكِ وتصرّفاتك. فلغة الجسد والاستقامة وطريقة الوقوف والجلوس والمشي مهمة. اعتمدي دائماً "لوك" الرابحة، أي قفي باستقامة، وانظري إلى مَن يتحدث معكِ مباشرةً في عينيه، وتكلّمي بصوت واثق وواضح واحرصي على ترتيب مظهركِ واستخدميه لتزيدي ثقتكِ بنفسك".
(سابين الحاج - الجمهورية)