عندما يكسب الرجال مزيداً من الوزن، يعتبر البطن المخزن الطبيعي للدهون. إذ تقول الدكتورة زاوبينج لي، مدير مركز التغذية البشرية في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس، إنه إذا تناول الرجال الكثير من الطعام من دون القيام بالتمارين، فسوف تخرج مساحة البطن عن الحيز المسموح لها، وعندما يصير لدى الرجل كرش كامل، يبدأ الجسم بالتخزين في مناطق أخرى، وهذا غير صحي على الإطلاق، بحسب ما نشره موقع Live Science.
وقالت: "عندما تنفد أماكن التخزين في البطن، هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه الدهون بالتراكم على الكبد والبنكرياس والعضلات"، وتابعت قائلة: "ثم تبدأ بالإصابة بمشاكل طبية كداء السكري من الدرجة الثانية، وارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب".
في المقابل، يميل جسد المرأة، بسبب هرمون الأستروجين، إلى تخزين الدهون في الأوراك والساقين وخصوصاً الفخذين، ويمكن أن تحصل النساء على الطاقة اللازمة عند الحمل أو الرضاعة عن طريق الدهون المخزنة في هذه المناطق، إذ تتمتع المرأة وراثياً بقدرة على تخزين الدهون أكبر مما يستطيعه الرجال.
وهناك ما هو أكثر من ذلك؛ إذ ان تخزين الدهون في الوركين والساقين لا يرتبط مع المشاكل الصحية نفسها التي تسببها دهون البطن. ومع ذلك، إذا امتلأت مناطق التخزين في الفخذين والساقين فيمكنها أيضاً أن تخزن في البطن بعد ذلك، ثم إذا امتلأ الكرش يبدأ الجسم في التخزين بمناطق أخرى، ما يعرّض المرأة للمشاكل الصحية الخاصة بالكرش الكاملة.
فضلاً عن أن النساء عندما يصلن إلى سن كبيرة، تنخفض معدلات هرمون الأستروجين إلى أدنى مستوياتها. وعندما يحدث هذا، يتوقف جسد المرأة عن تخزين الدهون في الفخذين والساقين، ويبدأ التخزين في البطن، ويفسر هذا السبب وراء امتلاك النساء الأكبر سناً كروشاً مثل الرجال.
من جانبها، قالت الدكتورة ميتشل روزلين، كبيرة جراحي علاج السمنة في مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك، إن النساء اللواتي لديهن معدل أعلى من المتوسط في إنتاج هرمون التيستوستيرون، والنساء اللواتي لديهن مشاكل طبية تتسبب في خفض معدلات هرمون الأستروجين، مثل متلازمة تكيس المبايض، يكنّ أكثر عرضة لتكوين الكروش من مثيلاتهن صاحبات المعدلات الطبيعية من الإستروجين.
كذلك، الجينات ونمط الحياة يحددان مدى كبر الكرش التي يمكن أن تحصل عليها. على سبيل المثال، يغلب على الشعب الصيني النحافة، ولكن نحو 12% من البالغين في الصين يعانون مرض السكري بنوعيه الأول والثاني، وفقاً لدراسة مجلة جاما الطبية عام 2013. وعلى النقيض، تعاني نسبة صغيرة من الأطفال والبالغين الأميركيين السكري بنسبة أعلى قليلاً من 9%، وفقاً لتقرير من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عام 2014، رغم أن أميركا لديها معدل مرتفع من الكروش.
فما الذي يعنيه هذا؟ تقول "لي" إن دهون الكرش غير صحية، ولكن حتى الناس أصحاب الكروش الصغيرة ربما يكونون عرضة لخطر الإصابة بمشاكل طبية، وربما تكون كروشهم غير قابلة للزيادة لأسباب وراثية. فيما شجعت أصحاب الكروش على التخلص من الوزن الزائد، وقالت انه لحسن الحظ عندما يمارس الناس التمارين، تكون الكرش عادةً هي أول ما يفقد الوزن.
وذكر موقع Live Science أن الدراسات ربطت بين دهون البطن وزيادة خطر الإصابة بالخرف وهشاشة العظام عند النساء والسرطان، كما أظهرت الأبحاث أن أصحاب الكروش الذين لا يعانون السمنة المفرطة مظهرياً أكثر عرضة للموت بأمراض القلب من البدناء، وفقاً لتقرير نشر عام 2012.