إلى من تعود ملكية الصور التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا يعرف غالبية المستخدمين الإجابة على هذا السؤال؛ نظرا لأنهم لا يقرؤون شروط الدخول واستعمال هذه المواقع مجانا.
وفي هذا الصدد، عرض موقع "تيك بيت" الإسباني ملخصا لهذه الشروط، التي تسلط الضوء على يملك حقوق الملكية للصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الموقع في تقريره إن قضية الملكية الفكرية للصور والمحتويات التي يشاركها المستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي لطالما أثارت الجدل، وعموما، يكمن الجواب عن سؤال إلى من تعود هذه الملكية، انطلاقا من شروط الاستخدام التي لا يقرؤها أحد تقريبا.
ولفت الموقع إلى أنه عندما ننشئ حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار فيسبوك أو أنستغرام أو تويتر، نوقع على اتفاق ضمني. وبموجب هذا الاتفاق، يمكن لإدارة هذه المواقع النفاذ إلى ما يقوم به المستخدمون، أو يقولونه، أو يشاركونه على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل الخدمات "المجانية" التي توفرها هذه المواقع.
وبين الموقع أن موقع فيسبوك يتيح إضافة إشارات إلى الصور التي نشاركها، فضلا عن وصف لبعض التفاصيل، لكن هذه الطريقة تسمح بجمع العديد من المعلومات حولنا.
واستعرض الموقع شروطا وأحكاما لاستخدام أهم ثلاث شبكات تواصل اجتماعي: فيسبوك وأنستغرام وتويتر.
وفي الحديث عن موقع فيسبوك، ربما يكون هذا الموقع الأكثر إثارة للجدل في هذه القضية.
وقد جاء في شروط خدمة فيسبوك ما يلي: "بالنسبة للمحتوى المحمي بحقوق الملكية الفكرية، مثل الصور ومقاطع الفيديو (محتوى محمي)، فإنك تمنحنا تحديدا الإذن التالي: إنك تمنحنا ترخيصا دوليا غير حصري قابلا للنقل والترخيص من الباطن، وغير محفوظ الحقوق لاستخدام أي محتوى محمي تنشره على فيسبوك أو له صلة بفيسبوك".
وأوضح التقرير أنه يمكن ترجمة هذا الكلام بأن المستخدمين يمنحون الموقع الترخيص والإذن باستخدام الصور والمحتويات التي ننشرها على مستوى عالمي، دون الحاجة إلى أخذ إذن مسبق منهم.
وأضاف التقرير أنه في حال فكر أحد المستخدمين، عند اكتشاف هذه الحقائق، في غلق حسابه على موقع فيسبوك سعيا منه لإيجاد حل للمشكلة، فإن هذا الحل لن يجدي نفعا. ففي شروط خدمة الفيسبوك، بدا من الواضح أنه في حال أقدم المستخدم على هذه الخطوة، فإنه لن يتمكن من حذف أي شيء من خوادم الموقع. بالإضافة إلى ذلك، يحتفظ الموقع لنفسه بحق الاستمرار في استخدام هذه المحتويات التي سبق نشرها، لفترة زمنية غير محددة.
وفي الحديث عن موقع تويتر، نقل التقرير ما جاء في شروط خدمة هذا الموقع، حيث إن "المستخدم يحتفظ بحقوق أي محتوى أُرسل أو نشر أو بث عن طريق خدمات الموقع. وفي حال أرسلت أو نشرت أو قمت ببث أي محتوى عن طريق خدمات الموقع، فإنك تمنح تويتر في جميع أنحاء العالم، ترخيصا دوليا غير حصري (مع الحق في منح الترخيص إلى أطراف ثالثة)، لاستخدام ونسخ وإعادة إنتاج، وعرض وتوزيع هذا المحتوى في أي وسيلة إعلامية".
وعلق تقرير الموقع الإسباني على ذلك بالقول، إن هناك نوعا من التناقض في نص شروط استعمال الموقع. فعلى الرغم من أنه يسمح للمستخدم بالاحتفاظ لنفسه بحقوق المحتويات المنشورة، إلا أنه بإمكان تويتر أن يمنح هذه الحقوق لأطراف ثالثة.
وباختصار، يحتفظ مستخدم موقع تويتر بحق الملكية الفكرية للمحتوى المنشور، ولكن يبقى ترخيص الاستعمال مجانيا. وهذا يعني أنه في حال قام تويتر على ترخيص الاستعمال لطرف ثالث، فإنه لا يقدم أي تعويضات بأي شكل من الأشكال لصاحبها.
أما بالنسبة لموقع أنستغرام، فإنه على الرغم من أن الصور ومقاطع الفيديو تكتسي أهمية كبيرة في هذا الموقع، إلا أن شروط الاستعمال تبدو مماثلة لتلك الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي المذكورة أعلاه.
وتعليقا على شروط استخدام هذا الموقع، قال التقرير إنه على الرغم من أن بعض البنود تنص على أن أنستغرام يضمن أن صاحب المحتوى هو من ينشره على الموقع، إلا أن الموقع يسمح بمنح الحقوق والتراخيص المنصوص عليها في شروط الاستخدام لأطراف أخرى.
وختم التقرير بالقول إن "قراء هذا التقرير باتوا يعلمون الآن أن صورهم، فضلا عن أي محتويات ينشرونها على شبكات التواصل الاجتماعي، لن تبقى ملكا لهم. فهل سيواصلون نشر صورهم وغيرها من المحتويات الرقمية؟".
(عربي 21)