يسود اعتقاد أن النحافة تعد نموذجا للجمال الأنثوي، إلا أن النساء في دولة السودان يعتقدن العكس.
السودان ليست الدولة الافريقية الوحيدة التي تعد فيها البدانة رمزا للوجاهة والرفاهية، ومظهرا يزيد من فرص الزواج بين الفتيات. يفضل في السودان أن يميل لون المرأة الجميلة إلى اللون الفاتح، وأن تميل إلى البدانة لا إلى النحافة.
هكذا بدأت الفتيات السودانيات في تبييض بشرتهن، وذلك ليس بجديد، أما الجديد فهو استخدام الأدوية التي لا تصرف سوى بوصفة طبية، بهدف زيادة الوزن، حيث يعد ذلك الآن الشكل المثالي للفتاة السودانية الجميلة.
تباع هذه الأدوية بشكل غير قانوني في نفس المتاجر التي تبيع مساحيق وكريمات التبييض، وغيرها من أدوات التجميل، حيث تباع في أكياس صغيرة أو في علب مخصصة للحلوى، في الوقت الذي تعجز فيه الفتيات عن تقدير الخطر الذي يتهددهن بسبب هذه الأدوية. من الصعب تحديد العدد الحقيقي لمن يتعاطين هذه الحبوب في السودان، حيث أن الكثيرات يرفضن الاعتراف بذلك، كما أن تلك الحبوب توزع في القرى الريفية كما الحلوى، ينتهي الأمر ببعضهن إلى أمراض القلب والكبد والكلى.
تحتوي هذه الحبوب على هرمون الكورتيزون، الذي يؤدي وجوده بتركيز عالٍ في الجسم إلى توقف إفرازه بشكل طبيعي. وحين الإقلاع عن تناوله، فمن الممكن أن يؤدي عدم إفراز الجسم لهذا الهرمون إلى توقف عمل الأعضاء، وهذا ما يحدث، خصوصا للواتي يتعاطين هذا الدواء بكثافة لمدة شهر قبل الزواج ويتوقفن عن ذلك بمجرد الزواج، وأحيانا ما يمتن بسبب التوقف المفاجئ للقلب أو أعضاء أخرى.
يزداد تعاطي الأدوية من دون وصفة طبية في السودان، ولا يمثل ذلك مشكلة في المجتمع السوداني المحافظ، حيث أن الحبوب ليس لها رائحة كالكحول أو المخدرات مثل الماريجوانا على سبيل المثال، كما أنها رخيصة الثمن. فمثلا، يستخدم كثيرون عقار الترامادول المخدر كمسكن للآلام، حيث يبلغ ثمن الحبة الواحدة منه ما يعادل دولارا ونصف.
أصبحت السمنة في السودان نموذجا للجمال، حيث أن العروس النموذجية هناك هي السمينة ذات البشرة الأفتح.