التحرّر من عشرات الكيلوغرامات الزائدة لم يعُد بالأمر المستحيل في ظلّ وجود عمليات تصغير المعدة. لكن ماذا عن نوعية الأكل وطريقته بعد الخضوع لها لتحقيق نتائج جيّدة ومستدامة؟
أفادت إختصاصية التغذية، راشيل معوّض، أنّ "عمليات تصغير المعدة تشكّل حلّاً فعّالاً لكلّ شخص يراوح مؤشر كتلة جسمه (BMI) بين 35 و39,9 كلغ/م2 ويعاني في الوقت ذاته من السكري، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو آلام المفاصل. فضلاً عن أنها تُلائم الأشخاص الذين لا يشكون من أيّ مشكلة صحّية ولكنّ الـ»BMI» لديهم تخطّى 40 كلغ/م2".
وتطرّقت سريعاً إلى أنواع عمليات تصغير المعدة الأكثر شيوعاً، فقالت إنها تشمل "تقطيع المعدة (Sleeve) حيث تتمّ إزالة 80 في المئة من حجم المعدة، وتحويل مجرى المعدة (Bypass) الذي يناسب مرضى السكري من النوع الثاني، وطَي المعدة الذي يتمّ فيه تخفيف 70 في المئة من حجم المعدة، وربط المعدة (Ring) حيث يتمّ وضع رباط على باب المعدة يمكن تعديله وحتى إزالته مع الوقت"، لافتةً إلى أنّ "عدد الكيلوغرامات التي يُتوقّع فقدانها بعد إجراء هذه العمليات يختلف وفق نوعها، فتحويل المعدة على سبيل المِثال يُتيح خسارة نحو 40 كلغ، أمّا تقطيعها فيسمح بخسارة نحو 50 في المئة من الوزن".
وشدّدت معوّض على 3 نقاط رئيسة يجب عدم غضّ النظر عنها بعد إجراء أيّ نوع من العمليات المُنحِّفة المُتاحة:
البروتينات
إنها أساسية خلال هذه المرحلة لأنّ بدء خسارة الوزن يعزّز فقدان العضلات. يُنصح بتوفير 60 غ من البروتينات في اليوم، لكن بما أنّ حجم المعدة يكون قد تقلّص، سيصعب بلوغ هذه الجرعة بادئ الأمر من خلال تناول الدجاج واللحوم. لذلك لا بدّ من إضافة المصادر البروتينية إلى الأطعمة المسموحة، كوضع الحليب الخالي من الدسم في البوريه أو الحساء لتعزيز البروتينات من دون المساس بحجم الطعام.
السوائل
يجب التركيز على شرب 6 إلى 8 أكواب من المياه يومياً، أي نحو لتر ونصف إلى لترين. أمّا في ما يخصّ المشروبات الأخرى، فمن الضروري الابتعاد من الأنواع الغنيّة بالسكر، كالعصير المعلّب.
المكمّلات الغذائية
لا غِنى عنها خصوصاً خلال الفترة الأولى لأنّ الأشخاص سيعجزون عن الأكل. يُطلب خلال الأسابيع الستة الأولى تناول المكمّلات التي يمكن قرمشتها أو شربها على شكل "Syrup" كي لا تأخذ مساحة كُبرى من المعدة، خصوصاً أنّ أيّ كمية ستضمن الشبع الفوري. إجراء عمليات تقطيع المعدة أو تحويل مجراها هي التي تستدعي خصوصاً تناول المكمّلات لأنها تؤثر سلباً في امتصاص المغذيات من الأكل. يتمّ التركيز تحديداً على الكالسيوم، والفيتامين D، والزنك، والفيتامين A، والبروتينات، والحديد، وحامض الفوليك، ما يجنّب التعرّض لتساقط الشعر الذي يكثر حدوثه بعد إجراء هذا النوع من العمليات.
وعندما يُسمح للشخص ببدء تناول الطعام، يمكنه التركيز على مصادر هذه المغذيات الطبيعية، فيحصل على الزنك من البيض وخبز القمح الكامل، والفيتامين A من الجزر والفاصولياء والليمون، والحديد من الحبوب والبيض والشوفان والحبش واللحمة، والفيتامين B12 من اللحوم والسمك والدجاج والبيض والجبنة والحليب، وحامض الفوليك من عصير الليمون والبيض.
أصول الأكل بعد العملية
وشرحت خبيرة التغذية أنه "لحظة خروج الشخص من المستشفى، عليه استهلاك 100 ملل من السوائل كحدّ أقصى كل ساعتين لمدة أسبوع، كالـ"Jello" الخالي من السكر، والحليب الخالي من الدسم، والشوربة بِلا رواسب، والشاي والزهورات والقهوة، أمّا عصير الفاكهة فيُنصح به مرّة واحدة فقط يومياً. ومنذ الأسبوع الثاني وحتى السادس، يمكن البدء بالأكل المطحون والليّن، وإزالة القشرة عن الفاكهة والخضار، وتناول البطاطا المهروسة، والمهلّبية، والتوست الطريّ، والفاكهة الليّنة كالكومبوت، والابتعاد من الأكل الصلب كاللحوم والدجاج والتشيبس. وبعد مرور شهر على إجراء العملية، يمكن بدء الأكل بطريقة طبيعية".
ودعت إلى "الالتزام بتعليمات الطبيب واختصاصية التغذية بحذافيرها، والحرص على تغيير نمط الحياة، وممارسة الرياضة، والأكل ببطء، ومضغ كل قضمة من 20 إلى 30 مرّة، وتجنّب شرب المياه مع الأكل إنما الاكتفاء بكوبين قبل 30 دقيقة من الوجبة، ووقف التدخين قبل 6 أسابيع من إجراء العملية وبعدها، وعدم حذف أيّ وجبة غذائية، واختيار الطعام غير المقليّ والخالي من الدسم والسكر، والتركيز على الطبخ، وتناول نوع واحد من الحلويات في الأسبوع يكون محضّراً بواسطة المُحلّيات الصناعية".
وعلّقت أخيراً أنه "بعد مرور فترة على إجراء عملية تصغير المعدة، يجب عدم الاعتماد فقط على النتائج التي تمّ تحقيقها إنما الاستمرار في التحكّم بالغذاء الصحّي المُنخفض الدهون. ففي النهاية هي ليست بالمعجزة إنما طريقة لمساعدة الشخص على خسارة وزنه الزائد، ومن ثمّ عليه استكمال هذه المسيرة من خلال الاكتفاء بحِصص طعام صغيرة، والتوقف عن الأكل فور الشعور بالشبع تفادياً لاتّساع حجم المعدة مجدداً".
(سينتيا عواد)