"فيلا جبر".. من أشهر المنازل في لبنان التي ارتبط إسمها بالحرب الأهلية ولاحقًا بالنظام الأمني السوري الذي اتخذها مركزًا للمراقبة في المتن الأعلى، على بعد أمتار من ساحة بولونيا في ظهور الشوير. وبعد الإنسحاب السوري من لبنان شرع المهندس نبيل غلام بترميم الفيلا التي تعرّضت للتلف، بطلبٍ من مالكها رجل الأعمال اللبناني فيليب جبر الذي أراد أن يوصل رسالة أنّه يُمكن التحسين والتطوير وإعادة نبض الحياة من جديد.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن سكان المنطقة وأفراد من العائلة أنّ القوات السورية استخدمت الفيلا كقاعدة للعمليات الأمنية واتخذت قسمًا منها كسجن قبل الإنسحاب السوري في العام 2005. وكان السجناء دوّنوا أسماءهم على جدران السجن بالفحم وعيدان الكبريت. وقال جبر(55 عامًا)، والذي يرأس صندوق التحوط في جنيف، إنّ شقيقه قتل خلال محاولته الدفاع عن المنزل بوجه القوات السورية في 1976. وعندما انسحبت هذه القوات، أصبحت الفيلا مزارًا لعائلات السجناء التي قدِمت لرؤية السجن.
ومع اقتراب المشروع من الإنتهاء، بدأ جبر وزوجته زازا يزوران الفيلا كل نهاية أسبوع تقريبًا، آتين من مقر إقامتهم في جنيف، التي انتقل إليها في 2006 وأسس شركة "جبر كابيتال" الذي تقدّر قيمة صندوقها بمليارين و500 مليون دولار، وذلك بعد فترة من العمل في بريطانيا. ويملك جبر منازل أيضًا في بيروت ولندن والألب الفرنسية من أجل ممارسة رياضة التزلج في الشتاء. وبحسب الصحيفة فإنّ زوجة جبر كانت مترددة بشأن ترميم الفيلا بسبب ما حدث داخلها، إلا أنّ جبر بقي عازمًا على ترميم منزل العائلة. وقال: "أردت أن أبيّن كيف يُمكن للحياة أن تعود مجددًا".
وكانت تكلفة الترميم الذي استغرق 7 سنوات أكثر من 10 ملايين دولار، وعمل في الفيلا حوالى 120 عاملاً وحرفيًا، ليعيدوا الحياة فيلا من ثلاث طبقات فيها غرف نوم واسعة، قاعة سينما، حوض سباحة داخلي، غرفة ساونا، مصعد ونوافذ كبيرة مع إطلالة رائعة على الحدائق والغابات المحيطة. وصمّم المهندس الفرنسي جان روايير الذي عمل سابقًا في قصور ملكية وأبرز الفنادق في الشرق الأوسط غرفة جلوس بشكل بسيط. وتحتوي الغرف على 60 قطعة فنية من مختلف أنحاء العالم، بما فيها أعمال معاصرة للنحات الفرنسي فرانسوا كزافييه لالان، النحات الكاتالوني جوم بلينسا، الفنان الإيطالي جيوزيب بينون، فضلاً عن قطع أخرى لفنانين يابانيين مثل يايوا كوزاما وتكاشي موراكامي. واهتمّ المهندس بالمناظر الطبيعية المستوحاة من أعمال الرسام الألماني كاسبير ديفيد فريدريش.
كذلك تمّ زرع أكثر من ألف صنوبرة حول الفيلا، إضافةً إلى أزهار من أنواع مختلفة مثل الخزامى والياسمين، فضلاً عن أشجار البلوط والأرز، وقام أفراد عائلة جبر وزوجته زازا وأطفالهم الأربعة بالنحت على حجارة وضعت في الحديقة الأمامية للمنزل. أمّا الخطوط التي حفرت في الأبواب فتشير إلى الصعود والهبوط في سوق الأسهم حيث يعمل جبر. وتمّ بناء كنيسة صغيرة في الصخور بين الأشجار المطلّة على تلال خلابة.
"ويقول جبر بعد ترميم منزله الذي كان حطامًا "إنّ الناس عندما يشاهدون المنزل اليوم سيكتشفون رسالة".
(wsj - لبنان 24)