نشرت مجلة "سيونس إي أفنير" الفرنسية تقريرا تطرقت فيه إلى تحليل قام به باحثون فرنسيون من جامعة ليون المتخصصة في علم الأعصاب، حول آليات الدماغ التي تتحكم في السلوك "المجنون" أحيانًا لعشاق كرة القدم.
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "الباحثين أرادوا أن يعرفوا كل شيء له علاقة بالشعور القوي بالانتماء إلى المجموعة". وقبيل انطلاق مونديال روسيا 2018، ينتاب العديد منا تساؤل حول ما يجعل مشجعا يصرخ وحده وراء شاشة التلفاز، ويبكي لرؤية دموع لاعبي فريقه، ويحزن لخسارتهم.
ونوهت المجلة إلى أن هذا الهوس الجنوني بالتشجيع يصل إلى آليات الدماغ للتحفيز وصنع القرار. وقد انكب مدير مركز علم الأعصاب الإدراكي في مدينة ليون الفرنسية، جون-كلود دريار، على دراسة هذا الموضوع، فقام باختيار مشجعين من بين مجموعة "عادية" مهووسة بكرة القدم.
ومن ثم تم إخضاع المشجعين لاختبار حماسة خاص وتصوير أدمغتهم بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وهي عبارة عن تقنية تتعقب نشاط الدماغ خلال وقت تشجيع فريق ما.
وأكدت المجلة أنه بمجرد إضافة تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي، فإنه يجب على كل شخص أن يعمل بيد واحدة باستخدام جهاز استشعار القوة لكسب مبلغ من المال يتناسب مع الجهد المبذول.
وكان الاختبار على ثلاث مراحل؛ في الحالة الأولى، يذهب المال إلى الشخص الذي يشجع. أما في الحالة الثانية، فيذهب إلى مشجعين آخرين للفريق ذاته. وفي الحالة الثالثة، يكون هذا المبلغ من نصيب أشخاص لا ينتمون إلى النادي الذي يشجعه.
وأفادت بأن "التحليل أثبت أن المشجعين كانوا مستعدين للتشجيع أكثر عندما يتعلق الأمر بجني الأموال لصالح "مشجعي الفريق ذاته" مقارنة بأولئك الذين يشجعون فرقا أخرى. وكان المشجعون أكثر فاعلية في التشجيع عندما تعلق الأمر بعودة المكاسب إليهم".
وبينت المجلة أن جل تركيز المشجعين كان على كيفية التعامل مع مشجعي فريقهم. وعلى الرغم من أن المشجعين يكونون غرباء تماما عن بعضهم البعض، إلا أنهم يتعاملون مع بعضهم البعض بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع أسرهم.
وأشارت "سيونس إي أفنير" أن هذه المنطقة الثانية من الدماغ تساهم في تعزيز سلوكيات الإيثار ومشاعر الانتماء إلى المجموعة، بالإضافة إلى تعزيز السلوكيات الأسرية. ويُثبت هذا الاتصال الوظيفي المهم الرابط الذي يوحّد المشجعين حول فرقهم.
وعموما، يمكن أن تكون ظاهرة الانتماء إلى المجموعة مصدرًا للتضامن والحماس المفرط. وفي حالة كأس العالم، فإنه يمكن للمرء أن يتخيل كيف يمتزج الشعور بالانتماء للأمة بهذه العلاقة العائلية التي توحد بين المشجعين فيما بينهم حول فريقهم، وفقا للمجلة الفرنسية.
وفي الختام، قالت المجلة إنه مع وجود نوابض تحفيزية قوية في الدماغ، فإننا نتفهم أكثر الإعجاب الشديد الذي يمكن أن يصل أحيانا لدى بعض إلى حد "الجنون" خلال مشاهدة المباراة.