تشكّل مسألة احتلال المقعد الأمامي في السيارة بجانب الزوج من قبل الزوجة أو الحماة موضوع جدل حول أحقية احتلاله.
بينما ترى الزوجة أن الأولوية لها، يرى آخرون أن تحكيم عقلها وإرضاء زوجها وحماتها في الوقت نفسه أجدى لها وأنفع، داعينها إلى احترام فارق السن على الأقل، فمن غير المنطق أن تجلس الحماة في الخلف، بينما تتربع الزوجة أمامها.
المنطق يقول
في هذا الاطار أشارت المستشارة الأسرية والتربوية الدكتورة دلال قطيشات الى أن الاستقرار الأسري من أهم العوامل التي تشكل سعادة الزوجين، ولا يمكن اكتماله إلا برضا عائلتيْهما أيضاً، تحديداً لو كانت العلاقة ما بين الحماة والكنة جيدة وصحية.
من لها الأحقية إذاً؟
بيّنت قطيشات أن أحقية الجلوس في المقعد الأمامي في السيارة واحدة من المسائل التي يمكن أن تشكل صراعات دائمة ما بين الكنة والحماة وإحداث خلل في العلاقة ككلّ، ومع ذلك، فإن حل المسألة أسهل من هذا التعقيد، في ما لو كانت العلاقة بين الحماة والكنة قائمة على التراضي والود بينهما.
فعندما تقدّر الحماة كنّتها وتحترمها، لن تتقبّل الزوجة ركوب حماتها في الخلف، بخلاف إن كانت الحماة صاحبة لسان سليط، وعلاقتها بكنّتها سيئة وغير سليمة.
ولكن، يبقى التقبل والتجاوز من الزوجة سيد الأحكام، وفيه من التقدير لزوجها الشيء الكثير، فضلاً عن تجنب نشوب خلافات كانا في غنى عنها.
الحل
ورأت قطيشات أن زيادة إدراك الزوجة وتفهّمها أن جلوس حماتها في المقعد الأمامي لا يقلل من قيمتها، بل فيه رفع من قدرها وشأنها أمام الناس، ويزيد من نجاح علاقتها مع عائلة زوجها الممتدة، وبخلاف ذلك هي تسعى لإحداث مشاكل لا تعود عليها وعلى زوجها واستقرارهما إلا بالشقاء والتعاسة، عدا عن افتقادها للمحبة والاحترام من محيطها جراء تعنتها لتلك المسألة.
وانتهت قطيشات إلى وجوب عدل الزوج في تعامله ما بين زوجته وأمه ويُظهر عطفه ومودته لهما، وأن لا يغلّب اهتمامه بطرف على حساب الآخر، بل يكون خير وسيط، حفاظاً على الاستقرار في العائلة ككل.
(فوشيا)