التعب والتعرّق الناتجان من ارتفاع حرارة الطقس يدفعان بكل شخص إلى البحث عن أيّ وسيلة للحفاظ على الترطيب والوقوف في وجه اللهيب. وصحيح أنّ المياه هي السائل الأكثر أهمّية لإرواء العطش، لكن يتمّ غالباً الإستعانة بمشروبات أخرى خصوصاً أثناء التواجد في المنتجعات البحرية. لكن ماذا عن سعراتها الحرارية؟
في هذا المجال قالت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال: "المشكلة في المشروبات الصيفية المفضّلة لكم أنها تكون مليئة بالسكر والسعرات الحرارية، وهو الأمر الذي لا يناسب الجسم الرشيق الذي تبحثون عنه خلال موسم البحر".
وأضافت: "لسوء الحظّ، يتمّ غالباً اللجوء إلى المشروبات الصيفية لترطيب الجسم وإرواء العطش، من دون الانتباه إلى الكمّ الهائل للسعرات الحرارية المتوافرة في كوب واحد". وتطرّقت في ما يلي إلى السوائل الباردة الأكثر شيوعاً:
"Milkshake"
يُفضّل تحضير المشروبات التي يدخل في تركيبتها الحليب في المنزل لأنّ الأنواع المصنّعة تحتوي على سكر إضافي ومواد حافظة. يمكن استخدام كوب من الحليب الخالي من الدسم لخفض السعرات الحرارية، مع حصّتين من الفاكهة المفضّلة كالموز والفريز لتزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمّة له، والتحلية بملعقة عسل أو مُحلٍّ صناعي.
الـ"Milkshake" المحضّر في المنزل على هذا النحو يحتوي 250 كالوري تقريباً، ويمكن التلذّذ به كسناك بين الوجبات الغذائية أحياناً وليس يومياً لأنه غنيّ بالسعرات الحرارية ولكنه مفيد للصحّة.
الحليب البارد مع الزنجبيل
يتميّز بقدرته على توفير الراحة والاسترخاء، لذلك يُنصح باحتسائه مساءً لتحسين جودة النوم. فضلاً عن أنه يقوّي الجهاز المناعي ويدعم عمليّة الأيض لاحتوائه الزنجبيل. كوب واحد من هذا المشروب لا يؤمّن سوى 90 كالوري إذا تمّ تحضيره بواسطة الحليب الخالي من الدسم.
عصير الفاكهة
يُنصح عموماً بتفضيل الفاكهة الكاملة على عصيرها للإفادة من أليافها، لكن هذا لا يمنع من التلذّذ أحياناً بعصير الفاكهة الطازج بدلاً من اللجوء إلى مشروبات أخرى قد لا تكون جيّدة، مع الحرص على التنويع للحصول على مجموعة مختلفة من المغذيات. كما يجب اختيار الأنواع الطبيعية 100 في المئة لأنّ تلك المصنّعة تدخل في تركيبتها سكريات أكثر ولا تملك فوائد الفاكهة.
كذلك يجب شربها مباشرةً عند عصرها، خصوصاً تلك الغنيّة بالفيتامين C الذي يبدأ بالانخفاض فور تعرّضه للهواء. كوب من عصير الفاكهة الطازج يحتوي نحو 120 كالوري، أي ما يوازي حصّتين من الفاكهة، علماً أنّ الرقم يتغيّر عند إضافة ملعقة صغيرة من السكر التي تحتوي 20 كالوري.
عصير الخضار
إنه الأقلّ احتواءً على السعرات الحرارية، بحيث إنّ كل كوب يحتوي نحو 60 كالوري. وفي المقابل، يمنح الجسم مجموعة مغذيات ضرورية جداً له.
ليموناضة
بما أنها ترتكز على الحامض والسكر، يُستحسن إذاً تحضيرها في المنزل لإيلاء أهمّية أكبر للحامض والاكتفاء بكمية ضئيلة جداً من السكر. كل كوب يحتوي نحو 120 كالوري نسبةً إلى السكر المُضاف.
شراب الورد أو التوت أو الرمّان
يُحضّر عن طريق وضع قليل من اللبّ ثمّ إضافة المياه. يجب الانتباه إلى أنّ هذه الطريقة لا تسمح بالحصول سوى على كمية ضئيلة من الفوائد الغذائية، مُقابل الكثير من السكر والمياه. لذلك فإنّ العصير الطبيعي يبقى الأمثل. كل كوب من شراب الورد أو التوت أو الرمّان يزوّد الجسم بنحو 120 كالوري.
اللبن
يمكن إضافة إليه الخيار والاستمتاع بقدرته على الترطيب جنباً إلى محتواه العالي بالكالسيوم. الأفضل اختيار النوع القليل الدسم للحصول على 90 كالوري في كوب واحد تقريباً. أمّا اللبن الكامل الدسم فيؤمّن نحو 150 كالوري.
الصودا
يُنصح بتفاديها كلّياً لأنها غنيّة بالسكر والوحدات الحرارية الفارغة، بحيث إنها تحتوي 250 كالوري في العبوة الواحدة. وبالنسبة إلى أنواع الـ"Diet" التي تحتوي المحلّيات الصناعية، فهي تفتح الشهيّة، وتعزّز الرغبة في الحصول على المذاق الحلو لأنها لا تُشعر الجسم بأنه قد حصل على السكر. فضلاً عن أنها تسبّب النفخة عند بعض الأشخاص.
الكحول
يدخل في تركيبتها عصير الفاكهة وغيره من المواد التي ترفع السعرات الحرارية. يجب عدم غضّ النظر عن هذه المشروبات، وعند الرغبة في احتسائها يُنصح بالاكتفاء بكأس واحدة. تختلف السعرات الحرارية وفق نوع المشروب، لكن بما أنّ الكوب يكون كبيراً فقد يصل الرقم أحياناً إلى 500 كالوري.
الكوكتيل
يُعتبر أنسب من البوظة كسناك صيفي لأنه يحتوي الفاكهة الطبيعية وسكّرها يكون أفضل. ولكن هذا لا يعني أنه يخلو من السكر المضاف، والعسل. غير أنّ اختيار الأنواع الصحيحة وتجنّب إضافة العسل والقشدة يمكن أن يكون صحّياً. علماً أنّ السعرات الحرارية لا تقلّ عن 400 كالوري، وكلما زادت كمية العسل وغيره من المواد ارتفع مجموع السعرات الحرارية.
المياه
تبقى الخيار الأفضل لإسكات العطش. أمّا في حال عدم تقبّل مذاقها، فيمكن تنكيهها من خلال نقع فيها أوراق النعناع مع الحامض، أو شرائح الخيار، أو حبّات الفريز، أو التوت، أو شرائح الليمون أو أيّ فاكهة أخرى. بهذه الطريقة يتم تحضير شراب مُنظِّف للجسم، ومفيد للبشرة، وغنيّ بالفيتامينات، مع تحسين مذاق المياه قليلاً. هذا أفضل ما يمكن القيام به لإرواء العطش بِلا أضرار.
وفي النهاية، أوصت الغزال بـ"استهلاك المشروبات المذكورة باعتدال ومن وقت إلى آخر وليس بشكل يوميّ. اتّباع هذه الطريقة يمنع زيادة الوزن ويسمح بإرضاء الشهيّة. من دون نسيان التركيز على تناول الفاكهة والخضار كاملةً لأنها بدورها تُروي العطش، خصوصاً تلك التي تحتوي جرعة عالية من المياه، كالبطيخ".
(سينتيا عواد - الجمهورية)