يعتقد كثيرون أنه كلما انخفض مؤشر حرارة المحرّك كلما كان أفضل، وهذا الإعتقاد خاطئ لأنّ المحرّكَ يحتاج الى الحرارة تماماً كما يحتاج الى التبريد ليعمل بشكل صحيح.
صُمِّمَت محرّكات السيارات لتعمل بدرجة حرارة معيّنة تراوح تقريباً بين 99 و102 درجة مئوية. وفي السيارات الحديثة، وبهدف الحفاظ على البيئة والتقليل من استهلاك الوقود، ترفع السيارة حرارة المحرك أو تخفضه بحسب طبيعة القيادة لتنخفض الى 80 درجة وترتفع الى 110 درجات في بعض الحالات. وهنا تبرز وظيفة الترموستات المنظم لحرارة سائل التبريد.
أبرز الأضرار
يؤدّي عمل المحرك دائماً بأقل من الحرارة المطلوبة المصمَّم على أساسها، الى أضرار عدة تقلّل من عمره الإفتراضي. وعلى الرغم من أنّ الغالبية ستستغرب هذا الأمر، لكن هذا هو الواقع. فعند إنخفاض حرارة الزيت تكون كثافته عالية، ولذلك يصعب على مضخّة الزيت القيام بعملية الضخّ، فيصبح وصولُ الزيت بطيئاً الى بعض أجزاء المحرك، ما يعرّضها لتلف أسرع مع مرور الوقت. كذلك تساعد برودة الزيت على منع تبخّر الرطوبة المكتسبة من الجوّ، ما يؤدّي الى تراكمها وتجمّع الأكسدة داخل المحرك. كذلك تتسبّب برودة المحرك بضعف وتقليل فاعلية إحتراق الوقود، ما يزيد من إستهلاكه، وبالتالي يزيد من الإنبعاثات الضارة الخارجة من العادم. كذلك إنّ إنخفاض حرارة الوقود يؤثر في جودة إحتراقه بشكل سليم وكامل، ما يؤدّي الى خلل في أداء المحرك. في السياق عينه تتسبّب برودة المحرك أيضاً بخلل في نظام التدفئة، لأنّ هذا النظام يستمدّ حرارته من سخونة سائل التبريد في المحرك، وفي انكماش الأسطوانات الحاوية للبيستون، ما يزيد من درجة الإحتكاك بينها ويقصّر من عمر المحرك.
أسبابُ انخفاض الحرارة
يجب الإنتباه من حالات انخفاض الحرارة في المحرك، التي سببها عموماً التيرموستات، الذي يسبّب تعطله إما الى إرتفاع الحرارة أو إنخفاضها. فإذا تعطّل بالوضعية المغلقة، يمنع تدفّق الماء بشكل صحيح في دورة التبريد، ما يؤدّي الى أرتفاع الحرارة. في المقابل إذا تعطل في وضعية الفتح الكاملة، يسمح يتدفق سائل التبريد بشكل كامل ومستمرّ، ما يؤدّي الى إجهاد طلمبة التبريد من جهة وخفض حرارة المحرك من جهة ثانية. لذلك ننصح بعدم التلاعب بدرجات حرارة المحرك عبر استخدام ترموستات مغاير لمواصفات الشركة أو عبر تكبير حجم الرادياتور، إلّا في حالات معيّنة تحدّدها الشركة المصنّعة للسيارة عبر مراكز صيانتها، منها على سبيل المثال إذا كانت السيارة مخصّصة للعمل في البلدان الحارة، وتمّ إستيرادُها الى بلد بارد والعكس. وفي هذه الحالة يمكن لمراكز الصيانة تحديد القطع التي يجب إستبدالها، والتي عادة لا تقتصر على قطعة واحدة، وقد تصل في بعض الأحيان الى إعادة برمجة نظام الكمبيوتر في السيارة.