يبتسم الناس لأسباب عديدة تختلف حسب السياق الاجتماعي، لكن هناك نوع واحد من الابتسامة يعبر عن السعادة بصدق. هل هذا صحيح؟ هذا ما حاولت دراسة بريطانية الإجابة عنه، وكشف ما تعنيه الابتسامة، وقد توصلت إلى نتائج مثيرة عُرضت مؤخراً في المؤتمر الأوروبي لبيئة العمل الإدراكية الذي انعقد في أوتريخت بهولندا.
بحسب نتائج الدراسة نحن نبتسم لأسباب اجتماعية متنوعة، مثلاً لكي نُشعر الآخرين بالراحة، وللتعبير عن عواطف أكثر تعقيداً مثل التخلي عن الأشياء، لكن هناك نوع واحد فقط من الابتسامة يوصل معنى السعادة هي ما تسميه الدراسة "ابتسامة دوشين".
وفي هذه الابتسامة يحدث تنشيط لمجموعات مختلفة من عضلات الوجه في الوقت نفسه، ويشارك الفم والعينان في هذه الابتسامة، وهي النوع الوحيد من الابتسامة الذي يتم ترجمته إلى معنى السعادة.
لكن الدراسة التي أجريت في جامعة سوسكس البريطانية تبنت اقتراح نظرية البيئة السلوكية والذي يفيد بأن كل الابتسامات هي أدوات مستخدمة للتفاعلات الاجتماعية.
وعلى الرغم من قناعة الباحثين بأن الابتسامة الحقيقية تعكس حالة البهجة الداخلية، لكن نظرية البيئة السلوكية تقول بأن هذه البهجة ليست كافية للابتسام إذا لم يكن هناك سبب اجتماعي. وقد أجرى فريق البحث تجربة شارك فيها 44 شخصاً من الأصحاء بينهن 26 امرأة، وتراوح عمر المشاركين بين 18 و35 عاماً، وقد خضعوا لتجربة تفاعل مع الكومبيوتر لمدة 175 ثانية، وتم رصد تعبيرات وجوههم خلال هذه الفترة القصيرة والمكثّفة.
وأظهرت التجربة 12 حالة مزاجية يبتسم فيها الإنسان، منها ابتسامة عندما يحاول الإنسان الإجابة على سؤال اختبار، وأخرى بعد أن يجيب السؤال. وعلى الرغم من أن التفاعل هنا كان مع جهاز الكومبيوتر إلا أن هذا الحاسوب هو ما سيحدد إذا كانت إجابتك صائبة أو خاطئة!
وقد حدثت مفاجأة وهي أن المشاركين كانوا يبتسمون عند اكتشاف أن إجابتهم خاطئة، وهو ما قاد الباحثين إلى التوصل إلى نتيجة بخصوص سر الابتسامة، أو: لماذا نبتسم؟ وهي أن سبب الابتسام "المشاركة"، وهو ما يفسر سبب ظهور الابتسامة عفوياً كرد فعل دون وعي.
24.AE