تحذر دراسة معاهد الصحة الوطنية البارزة "NIH" من أن هناك "دليلا واضحا" على أن إشعاع الهاتف المحمول يمكن أن يتسبب في الإصابة بسرطان القلب والدماغ والغدد الكظرية.
ويؤكد التقرير النهائي النتائج الأولية التي تم إصدارها في عام 2016، بعد أن حذر العلماء من المؤشرات المبكرة على أن إشعاع الهواتف قد يكون مسرطنا.
وعلى الرغم من أن الاختبارات أجريت على القوارض عند مستويات أعلى بكثير من البشر الذين يتعرضون للإشعاعات في الوقت الحاضر، فإن الصلة بين الهواتف الخلوية والسرطان لدى ذكور الجرذان لا يمكن إنكارها.
وبالنسبة لإناث الفئران، تبين أن الأدلة أقل وضوحا فيما يتعلق بالسرطانات المرتبطة بالتعرض للإشعاعات. ومع ذلك، يحذر العلماء من أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أنه يجب على الرجال خاصة، أن يتخذوا الاحتياطات اللازمة للحد من تعرض المناطق الحساسة لإشعاعات الهواتف المحمولة.
وقال كبير العلماء، الدكتور جون بوتشر، في برنامج السموم الوطني (NTP) في دورهام، بولاية نورث كارولينا: "لا يمكن مقارنة التعرض للإشعاع المستخدم في الدراسات مباشرة، بحجم الإشعاع الذي يتعرض له البشر عند استخدام الهاتف المحمول".
واستطرد موضحا: "في دراستنا، تلقت الفئران إشعاعات تردد الراديو (RFR) عبر أجسادها بالكامل. وعلى النقيض من ذلك، فإن معظم الناس يتعرضون للإشعاع في أنسجة محددة قريبة من مكان استخدام الهاتف".
وتأتي النتائج بعد استمرار الدراسة مدة 10 سنوات (كلفتها 30 مليون دولار)، لتقييم التأثيرات الصحية لدى الحيوانات المعرضة للعلاج بالموجات الصغرى (RFR).
وتمثل التقارير النهائية إجماع NTP ولجنة من الخبراء العلميين الخارجيين، الذين قاموا بمراجعة الدراسات في مارس الماضي، بعد إصدار مسودات التقارير في فبراير الماضي.
وقال الدكتور بوتشر: "تستخدم الهواتف المحمولة نوعا معينا من موجات الراديو، أو إشعاع التردد اللاسلكي (RFR) للإرسال بين الأجهزة والشبكة. ويتعرض الناس لـ RFR من خلال استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية الأخرى".
وركزت الدراسة المنشورة حديثا على تكنولوجيا الجيل الثاني والثالث. والآن، انتقلت الخدمات الخلوية إلى G4 وLTE، كما يجري طرح الجيل الخامس.
وعلى الرغم من أن الهواتف الجديدة مجهزة للتواصل من خلال هذه الترددات، إلا أن الباحثين يقولون إن نتائج الدراسة الجديدة لا تزال تلقي الضوء على ما تفعله تقنياتنا بأجسامنا.
ويتفق الدكتور بوتشر وفريقه وخبراؤه الخارجيون، الذين شاركوا في الدراسة، على أن هذا التقرير يمثل أقوى دليل حتى الآن على أن العلاقة بين إشعاع الهاتف الخلوي والأورام، التي رصدوها لدى الجرذان، حقيقية.
ومن المقرر أن تركز الدراسات المستقبلية على تطوير مؤشرات مادية قابلة للقياس، أو مؤشرات حيوية، للتأثيرات المحتملة لـ RFR، بما في ذلك أضرار الحمض النووي في الأنسجة المكشوفة، والتي يمكن الكشف عنها في وقت أسرع بكثير من السرطان.