مرة جديدة يثبت لبنان موقعه على الخريطة العالمية، وهذه المرة من خلال إدراجه على اللائحة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. فلقد سبق وترك أثره عليها في موضوعات مختلفة، بينها جودة مطاعمه ومبانيه الأثرية ومواقعه السياحية، وغيرها.
فخلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في مصر، أعلن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة انضمام «محمية أرز الشوف» اللبنانية إلى اللائحة الخضراء للمحميات، الذي يعد أول معيار عالمي يعترف بأفضل الممارسات في المناطق المحمية. فهذا الموقع الطبيعي الذي يقع في قلب الشوف على مساحة 600 هكتار مكللاً بشجر الأرز، استطاع إلى جانب دول كبرى كالمكسيك والبيرو وفرنسا وكينيا و11 غيرها أن يحصل على هذه الميزة، بعد خضوعه لتقويم دقيق، يتضمن 17 معياراً للنجاح، تدور حول الحوكمة والإدارة والتصميم والتخطيط. «لقد زارنا خبراء دوليون للبحث في هذه المعايير ومدى تطبيقها على أرض الواقع، بعد أن التقوا بنحو 78 شخصاً من البلدة، إضافة إلى مسؤولين في البلديات وفعاليات أخرى للتأكد من هذا الأمر».
يوضح نزار هاني، مدير محمية أرز الشوف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «كما وثّقوا هذه المقابلات بالصور وشرائط الفيديو وكتابات لتقديمها إلى الاتحاد. وفي ظل ذلك استطعنا الانضمام إلى هذه اللائحة التي من شأنها أن تساهم في تسليط الضوء على لبنان كنموذج يحتذى به في هذا المجال، الذي يستقبل منذ فترة مسؤولين من محميات عالمية لتقف على كيفية إدارتنا للمحمية». وفي هذا السياق، يذكر رمزي بأنّه استقبل منذ فترة قصيرة أحد الشباب التونسيين الذي صوّر فيلماً قصيراً عن أرز الشوف ليعرضه في بلده، للمقارنة بين المحمية اللبنانية ومحميات شمال تونس وحثّ هذه الأخيرة على أن تحذو حذوها. وتحتل محمية أرز الشوف نحو 80 في المائة من مجمل مساحة غابات الأرز في لبنان، ومساحتها 2000 هكتار.
وهي تتكون من 3 غابات من الأرز؛ «معاصر الشوف، والباروك، وعين زحلتا بمهرين»، وتم زراعة جزء منها في الستينات في محاولة مكثفة لإعادة تشجيرها. وتعتبر هذه المحمية الطبيعية الواقعة على طريق هجرة الطيور العابرة للقارات موقعاً ملائماً لحماية الثدييات الكبيرة مثل الذئب والوشق. كما تحتوي على أنواع طيور ونباتات نادرة وأخرى معروفة ساهمت في تثبيت العمليات العلمية التي أخذ على خلفيتها هذا القرار.
صحيفة الشرق الأوسط