يبحث الإنسان خلال فصل الصيف عن مختلف أنواع الوسائل التي تساعده على تبريد جسمه، كالمياه، والمشروبات الباردة، والفاكهة، والخضار. وعند التحدث عن هذا الموضوع، لا يمكن إطلاقاً تجاهل البوظة التي تتصدّر لائحة المواد المضادة للحار، والتي تستهوي الجميع كباراً وصغاراً. لكن ماذا تعرفون عن القيمة الغذائية لأشهر أنواعها؟
لا شكّ في أنّ البوظة تُعتبر من ألذّ الحلويات المتوافرة خلال هذا الموسم الذي تبلغ فيه درجة حرارة الطقس ذروتها، خصوصاً وأنها متعدّدة الأنواع والأشكال والألوان لتُرضي مختلف الأذواق.
ولمزيد من التفاصيل عن خصائص أبرز أنواع البوظة، تحدثت «الجمهورية» إلى إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، التي عرضت في ما يلي أهمّ المعلومات:
الكريما المثلّجة
تحتوي على نسبة عالية من الحليب والقشطة، وبالتالي فهي تتألف من نسبة دهون مرتفعة تراوح بين 10 و15 في المئة، بالإضافة إلى جرعة كبيرة من السكر. كل كرة من الكريما المثلّجة تؤمّن 85 كالوري تقريباً.
البوظة الإيطالية
تتواجد بنكهات كثيرة متنوّعة، وعموماً فإنها تتألف من الفاكهة والفستق والشوكولا والكوكيز والكراميل، وبالتالي كلما زادت عليها الإضافات أصبحت أكثر غِنى بالسعرات الحرارية. فضلاً عن أنها تحتوي على الحليب والسكر، غير أنّ نسبة الدهون فيها تكون أقل مقارنةً بتلك الموجودة في الكريما المثلّجة لتراوح بين 5 و7 في المئة. غير أنها أكثر غنى بالسكر مقارنةً بالكريما المثلجة نتيجة الإضافات التي تدخل في تركيبتها. كل كرة من البوظة الإيطالية تحتوي على نحو 88 كالوري.
السوربيه
يتكوّن من المياه، والفاكهة، وعصير الفاكهة، والسكر ويخلو من الدهون وأيّ مواد دسمة مثل الحليب، ويحتوي بشكل خاص على السكر. وبالتالي من الطبيعي أن يتضمّن وحدات حرارية أقل مقارنةً بالمثلّجات الأخرى، علماً أنه يخلو من الكولسترول، ويحتوي على نسبة أقل من البروتينات. كل كرة من السوربيه تزوّد الجسم بما بين 40 و45 كالوري.
البوظة المثلّجة
لا تُشبه السوربيه إنما تتكوّن أكثر من مياه، وسكر، وإضافات، ونكهات صناعية، وتتفاوت كمية سعراتها الحرارية بحسب جرعة السكر المُضافة إليها. لذلك يجب قراءة الملصق الغذائي دائماً، علماً أنه لا يُنصح بها لخلوّها من الفاكهة الطبيعية.
اللبن المثلّج
الحليب هو المكوّن الأساسي في صناعته، ويُنصح دائماً باختيار اللبن المثلّج المصنوع من الحليب الخالي من الدسم للتخفيف من خطورة الدهون، وعدم زيادة الكريما أو الشوكولا أو الكراميل، واستبدالها بالفاكهة الطبيعية الطازجة أو حبوب الشوفان أو المكسرات الغنية بمضادات الأكسدة والبروتينات والألياف. إنه يؤمّن سعرات حرارية أقل من الكريما المثلّجة، بحيث إنّ كل 30 غ من اللبن المثلّج يحتوي على نحو 30 كالوري. يعتقد العديد من الأشخاص أنّ اللبن المثلّج يحتوي على البروبيوتك ويحفّز البكتيريا النافعة، لكنه في الواقع يحصر البكتيريا الجيدة الموجودة فيه بسبب تغيّر حرارته، وبالتالي فهو لا يمنح الفوائد ذاتها الناتجة من اللبن المستهلك بالحرارة الطبيعية.
البسكويت
ولفتت قسطنطين إلى أنّ «الكثيرين يحبون التلذّذ بالبوظة مع البسكويت، متناسين احتواء هذا الأخير على الوحدات الحرارية. الحجم الكبير من البسكويت الجاف يؤمّن نحو 100 كالوري، أمّا الصغير فيحتوي على 75 كالوري، في حين أنّ بسكويت الـ»Stick» الذي يوضع في كوب البوظة بمثابة زينة فيتضمّن نحو 25 كالوري. يُنصح دائماً بتناول البوظة في الكأس بدلاً من البسكويت لتخفيف السعرات الحرارية والدهون الناتجة من القمح، والسكر، والسمنة أو الزبدة».
لمحة عن فوائد البوظة
وأكدت خبيرة التغذية أنّ «البوظة، وبما أنها مصنوعة من الفاكهة، فهي إذاً تحتوي على فيتامينات الفاكهة، بما فيها الـC، وB، وD، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة ومعدن الكالسيوم المتوافر في الحليب والمهمّ لمنع هشاشة العظام. فضلاً عن أنها تقوّي المناعة، وتحسّن وظائف الدماغ، وتنشّط الجسم لغناها بالطاقة، وتُعتبر من المهدئات الطبيعية لاحتوائها على الحليب المؤلف من الحامض الأميني «Tryptophan» الذي يشتهر بأنه مُهدّئ طبيعي ويساعد على استرخاء الأعصاب ومنع أعراض الأرق. لذلك يُنصح بتناول البوظة باعتدال من وقت إلى آخر لمدّ الشخص بالسعادة».
ماذا عن أضرارها؟
لكن من ناحية أخرى، أفادت قسطنطين أنّ «البوظة تحتوي على نسبة دهون عالية، تتفاوت وفق أنواعها، بحيث إنه كلما زاد مستواها بالحليب الكامل الدسم والكريما والقشطة أصبحت أكثر غِنى بالدهون المشبّعة. ثبُت أنّ هذه الدهون تحديداً، جنباً إلى الزيوت المهدرجة، تزيد الوزن وترفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين. إستهلاك البوظة بكميات كبيرة يؤدي إلى ارتفاع معدل الكولسترول والتريغليسريد لاحتوائها على الدهون والسكر. كما أنّ نسبة السكر العالية فيها قد تعزّز الإصابة بداء السكري، لذلك يُستحسن أن يتجنب مرضى السكري تناول البوظة تفادياً لرفع مستويات السكر في دمائهم وتعرّضهم لتعقيدات صحّية خطرة تشمل أمراض القلب والشرايين والكِلى والسكتات الدماغية».
وأضافت: «بما أنّ البوظة تحتوي على الكريما والحليب، فإنّ وجود سكر اللاكتوز فيها قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية عند العديد من الأشخاص، وتحديداً عند مَن يشكون من نقص في إنزيم اللاكتاز الضروري لهضم اللاكتوز. لذلك يُنصح مَن يعاني حساسية اللاكتوز بتناول السوربيه الخالي تماماً من الحليب والمواد الدسمة».
لتفضيل الأنواع الدايت
ودعت أخيراً إلى «عدم الحرمان من البوظة خلال الصيف لأنها باردة ومُنعشة ومُغرية بألوانها وأشكالها، ولكنّ المطلوب حسن الاختيار بين أنواعها، وتفضيل البوظة المخصصة للدايت بكميات معتدلة لأنها لا تخلو من السكر أو الدهون إنما تحتوي على نسبة أقل بـ50 في المئة من الدهون وأقل بـ33 في المئة من الوحدات الحرارية مقارنةً بالأنواع العادية. بمعنى آخر، كل كرة واحدة من البوظة الدايت تُساوي 60 كالوري، أي ما يوازي حصة من الفاكهة الطبيعية. عند الرغبة في تناول البوظة، يمكن إلغاء حصّة من الفاكهة للتلذّذ بكرة واحدة من البوظة الدايت وبالتالي الحفاظ على وزن سليم، مع الحرص على عدم إضافة إليها البسكويت أو الشوكولا أو الكريما».
سينتيا عواد
المصدر: صحيفة الجمهورية