نعلم جيداً كم يصعب علينا تقبّل الخسارة أو الفشل أو خيبات الأمل التي غالباً ما تصادفنا في الحياة وتمنعنا من تحقيق ما نودّ الوصول إليه. نظّن أنها حلّت نهاية العالم، لكنها في الواقع تفتح مجالات أخرى أمامكِ عليكِ فقط الانتباه إليها. فكيف لو كان أولادنا هم المعرّضون لهذا الموقف الصعب؟ كيف يجب التصرّف أو التعامل معهم في هذه الحالة؟
عندما يتعلّق الأمر بتربية الأطفال، على الأهل أن يكونوا حذرين ومتنبهين إلى كل كلمة يتلفظون بها أو أي ردة فعل تصدر منهم تجاه الأخطاء التي قد يرتكبها أطفالهم، لأنّ بطريقة أو بأخرى ستؤثر على نفسية الطفل وعلى شخصيته في المستقبل. السؤال الأهم: كيف يجب التعامل مع الطفل عندما يفشل بأداء مهمّة معينة، أو يخسر في مباراة، مسابقة أو أي نوع من المنافسة؟ بالطبع، نتمنى لو لم تكن خيبات الأمل موجودة في هذا العالم، لكن نعيش في عالم مليء بالأخطاء ويتوجّب علينا مواجهتها وتعليم الطفل كيفية تقبّل الواقع ومواجهة الخسارة أو الفشل بالطريقة الصحيحة.
تهدئة أعصاب الطفل
أول ما يمكنكِ فعله هو مساعدة طفلك على التخلّص من المشاعر السلبية. يعتقد بعض الخبراء أنّ توجيه الأفكار نحو الأحاسيس يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتهدئة أعصاب طفلك المستاء من أمر ما. إن جعل طفلك يقوم بتمارين التنفس بوضع يد واحدة على البطن وأخرى على الصدر قد يساعد في التخفيف من استيائه وتهدئة أعصابه. كذلك، حاولي ألّا تبالغي في رد فعلك وامدحيه ولو قليلاً على بذل قصارى جهده.
التحدث عن المشكلة
بعد تهدئة الأعصاب، يحين وقت التحدث مع طفلكِ عمّا حدث أو عن المشكلة التي واجهها. ينصح الخبراء وعلماء النفس، بتشجيع الطفل على عدم أخذ الفشل على محمل شخصي. ولا ضرر أيضاً في الاتصال بالمسؤولين في المدرسة مثلاً لمعرفة ما حدث لطفلكِ. ولكن الخيار الأفضل يبقى في طرح بعض الأسئلة لفهم حقيقة ما حصل مع طفلكِ. عند التحدث عن المشكلة أو الواقعة، يجعله ذلك عقلانيًا أكثر مما يساعده في التركيز على الموقف نفسه، بدلاً من تسليط الضوء على المشاعر السلبية التي نتجت منها.
الاستعانة بالأمثلة
الرفض، الخسارة، الفشل هي أمور طبيعية ولا مفرّ منها أبداً. كلّما ساعدت طفلكِ على إدراك هذا الأمر، وأنّ أي شخص معرّض لهذه المواقف كلّما شعر بتحسّن. يمكنكِ مشاهدة برامج المواهب مع طفلكِ مثلاً، حيث ترفض لجنة الحكم بعض المواهب، والتفسير لطفلكِ كيف يتعامل الأشخاص مع الرفض أو الخسارة بروح رياضية. كما يمكنكِ إخباره أنّك تعرضتِ لموقف مماثل عندما فشلتِ في أمر معيّن، لكن رغم ذلك تمكنتِ من التعامل معه بشكل جيّد. هذه الأمثلة بإمكانها أن تساعد طفلك بشكل كبير.
طرح البديل
في بعض الأحيان، يساعدنا الرفض في تجربة أشياء مختلفة ليتبيّن لاحقاً أنّها أفضل ومثيرة للاهتمام أكثر من تلك الأمور التي لم نحصل عليها. هذا ما يجب أن يتعلّمه الأطفال عند مواجهة الرفض أو الخسارة. علماً أن المشاعر والأفكار السلبية تحجب عنا الجانب المشرق والإيجابي للأمور، وبالتالي نعجز عن العثور على خيارات أفضل. من الضروري طرح بديل أفضل لطفلكِ عندما يواجه خسارة معيّنة ومناقشتها معه.
المضي قدماً
ينصح الخبراء بأن تساعدي طفلكِ في رؤية نفسه كشخص يمكنه معالجة جميع الصعوبات بمفرده. يكون ذلك من خلال التفكير في حل أفضل يختاره الطفل بنفسه ويراه مناسباً أكثر له. فهذا يساعده في تخطّي مأساته والمضي قدماً بحثاً عن فرصة وأمل آخر.